كلما حل الصيف استفحلت ظاهرة التبرج والعري المخزي، حيث نرى في الشوارع بعض الماركات المقبوحات شبه عاريات، بطريقة متسفلة ومستفزة للشعور الإنساني، حتى المتبرجات اللاتي تبرجهن خفيف يستنكرن هذا الفحش والمنكر الذي يجوب شوارع مملكتنا الشريفة، وذات يوم طرق سمعي قول امرأة لصاحبتها لما رآيا إحدى المقبوحات عارية: "هذا بزاااف، زادو فيه." هذا التبرج المخزي، والعري المقرف تتحمل أولا الدولة مسؤوليتها كاملة في حماية الأمن الروحي للمواطنين، وذلك بمنع هذا العري المتفحش، لأنه يخدش الحياء، ويستفز مشاعر المسلمين، ويخالف ثوابت الدين وقطعياته، وهي مسؤولة عن إقامة الدين، ومنع كل ما يخالفه صراحة، لا أن تبقى متفرجة صامتة، فهذا لا يليق بدولة مسلمة. ثانيا: مسؤولية العلماء، الذين كلفوا بتبليغ الدين، وبيانه للناس، ومن التبليغ والبيان بيان أحكام الله تعالى في التبرج والعري والسباحة المختلطة في الشواطئ، فوظيفتهم البيان وتغيير المنكر، لا أن يسكتوا ويرمقوا من بعيد. ثالثا: مسؤولية المجتمع المسلم، وذلك إما بالنصيحة المباشرة بالرفق والتذكير بحكم الله تعالى ورسوله في التبرج، وأن ذلك مجلبة لسخط الله، وسبب في وقوع عقابه، وإما بالتشكي للمسؤولين بإيقاف هذا الفسق الذي لا يليق بمجتمعنا المسلم، دون استعمال أي عنف، لأن المجتمع لا يملك إلا النصيحة والتشكي. أما أن لا يقوم هؤلاء جميعا بواجبهم الديني والاجتماعي في التصدي لظاهرة العري والتبرج المخزي، فهذا لا شك أنه سيدخلنا جميعا في المسؤولية أمام الله تعالى، والخوف من عقاب. قال الله عز وجل: " ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى." وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما. قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس. ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة، ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا." رواه مسلم ونسأل الله العلي القدير الهداية لنا وللناس أجمعين.