اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الثلاثاء، نجاح الصين في التوسط بين السعودية وإيران والتوصل إلى اتفاق لاستئناف العلاقات بينهما بمثابة "اختراق سياسي" في منطقة كانت تشهد نفوذا للولايات المتحدة. جاء ذلك في مقال للمجلة حمل عنوان "الصين تصنف نفسها على أنها صانعة سلام في الشرق الأوسط ذات طموح عالمي"، ركز على تقديم الصين نفسها كبديل "حميد" للولايات المتحدة في عدد من القضايا. ورأت "فورين بوليسي" أن قدرة بكين على إقناع طهران والرياض باستئناف العلاقات الدبلوماسية بعد ما يقرب من 7 سنوات يعد "إنجازا وتحولا فاجأ الكثيرين، في أنحاء الشرق الأوسط وواشنطن". وأضافت أن هذا الاختراق الدبلوماسي يكشف أمرا مهما، يتمثل في طبيعة "القوة المهيمنة في المنطقة، واستعداد الصين المحتمل لتولي دور سياسي أكبر". وأشار المقال أيضا إلى احتمال بدء الصين في "التوسط في صفقات السلام، وتشكيل البنية الأمنية كما فعلت الولاياتالمتحدة من قبل". ولفت إلى أن الدور السياسي الحالي للصين يعكس "تحولا ملحوظا" في رؤيتها، بعدما عملت بكين لسنوات كشريك اقتصادي أساسي في الشرق الأوسط. وسلط المقال الضوء على مشتريات الصين لصادرات النفط في المنطقة على مدى السنوات الثلاثين الماضية، وتصنيفها "أكبر مشتر للنفط الخام السعودي والإيراني". ووجدت "فورين بوليسي" أن اقتصاد النفط "أعطى الصين نفوذا كبيرا كشريك تجاري- أكبر شريك تجاري للسعودية وجعلها واحدة من القوى الكبرى القليلة في العالم التي تتمتع بعلاقات سليمة مع إيران". يذكر أن الاتفاق الإيراني – السعودي، يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات بين السعودية وإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن حالة من التوتر، حيث ينتهج ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان سياسة خارجية تهدف إلى تحقيق التوازن بين علاقات المملكة بواشنطن، وعلاقاتها المتنامية مع الصين، والقوى الآسيوية الأخرى. المشاركة في السلام العالمي وكان الرئيس الصيني شي جين بينغ نوه بدور بلاده في السياسة العالمية، بالتأكيد على ضرورة أن تشارك بكين "بنشاط" في مسار إحلال السلام العالمي. وقال أمام الهيئة التشريعية في بكين، الاثنين، إنه يتعين على الصين "أن تعزز الاستقرار والمناخ الإيجابي (في العالم)، وصولا إلى تحقيق السلام العالمي". ووفقا للمجلة الأمريكية، قدمت الصين نفسها كبديل "حميد" لهيمنة الولاياتالمتحدة، عندما أخبر شي جين بينغ مسؤولي جامعة الدول العربية في عام 2016، أن بلاده "لن تستخدم وكلاء" أو "تنخرط في خلق مناطق نفوذ". وبدلاً من ذلك، دعا البلدان إلى "الانضمام إلى دائرة أصدقاء مبادرة الحزام والطريق"، والتي وصفتها بأنها "شبكة من الشراكات المفيدة للطرفين". وعلى مدى السنوات الست الماضية، طرحت بكين بشكل متكرر مقترحات سلام غامضة في الشرق الأوسط تعالج الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، والأزمة السورية، كما تقدمت مؤخرا بمقترح تسوية للأزمة الأوكرانية. وفي هذا الشأن، كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال"، الاثنين، أن الرئيس الصيني "يخطط للتحدث مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لأول مرة منذ بداية الحرب" بين موسكو وكييف. وأضافت أن جين بينغ سيتحدث على الأرجح مع زيلينسكي "بعد زيارته لموسكو الأسبوع المقبل، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى إمكانية عقد الاجتماعات بين بوتين وزيلينسكي "افتراضيا". وفي24 فبراير الماضي، أعلنت الصين عن مقترح لتسوية الأزمة بين روسيا وأوكرانيا "سلميا"، وشددت على ضرورة استئناف "الحوار المباشر" بين روسيا وأوكرانيا في "أسرع وقت ممكن". ونصت بنود المقترح على ضرورة احترام سيادة كافة الدول، وتطبيق القانون الدولي بشكل موحد، والتخلي عن المعايير المزدوجة، وفقا للأناضول.