فيسبوك و"يوتيوب" و"إنستغرام" وتيك توك" و"تليغرام" و"سناب شات" و"بينتريست" و"تويتر" و"وي تشات" و"سينا ويبو" و"كيو كيو" كلها وسائل لا تُكون عالما، ولا تصنع مجدا، وكثير من روادها ألقت بهم في غيابات الخيال، والإفراط في الأحلام الافتراضية، ومتابعة القصص المصطنعة والمتكلفة، لباسا، وأكلا، وشربا، ومنهج حياة، وأثرت على الصفوة من طلبة العلم في تحصيلهم، وعلى الخيرة من الباحثين في إنجاز بحوثهم، وعلى قوم 0خرين في العناية بأسرهم، والاهتمام ببيوتهم، حتى غدا الهاتف إصبعا سادسا بيد البعض لايكاد يفارق كف اليد، فالقصد القصد، والاعتبار الاعتبار، قبل فوات الأوان، وانصرام ربيع العمر، وعنفوان الشباب. وإذا رأيت ثم رأيت من مُكن له في هذه الوسائل وذاع صيته حتى اكتسب منها خيرا، فليس لأمر يرجع إلى الإفراط في استعمالها، بل لتمكنه وإتقانه صنعة، أو علما، فاحتاجت وسائل التواصل إليه، ونُشر فيها دون شارة أو مشاركة منهم، فكن ناجحا في الحياة متمكنا مما أنت فيه، وستأتيك هذه الأشياء إن كنت من هواتها، أما الإفراط في المتابعة وكثرة العلو والنزول في الهاتف، فلن يصنع لك إلا حسرة واكتئابا، ولا يصح إلا الصحيح. وكم من طالب علم لو أنفق من نفيس عمره عشر ما ينفق في لغو المحادثات وزوائد المتابعات والمشاركات لعُد من الأعلام، ولكنها شهوات وسائل التواصل ومكاره ثني الركب لتحصيل العلم، فليتفطن كل لبيب لذَهَب العمر قبل ذهابه.