لا لحرق القرآن الكريم، ولا لحرق أي كتاب مقدس عند أهله، سواء كانوا كتابيين، أو غيرهم، فهذا لا يجوز. إذا كنا نتألم ونتحسر، لحرق القرآن الكريم، وندعوا جميع المسلمين ليناضلوا من أجل الدفاع عن دينهم ومقدساتهم، وأغلى المقدسات وأعلاها وأثبتها كتاب الله تعالى، فإننا مع ذلك لا يمكن أن نعامل الحاقدين بحرق التوراة وغيره، لأن الحقوق الدينية لأهل الكتاب مكفولة لهم شرعا، ووثيقة المدينة الدستورية النبوية تؤكد ذلك، وتاريخ المسلمين عبر قرون أكد لهم هذا الحق. والذي ينبغي أن نقوم به كشعوب هو النضال، وكحكومات ودول هو قطع العلاقات الديبلوماسية والاقتصادية وغيرها مع كل بلد يتورط في المساس بالقرآن الكريم أو مساجد المسلمين، أو بجماعتهم. مع الأسف الحكومات والدول العربية والإسلامية عموما في سبات عميق، إن لم يكن بعضها متورطا، مما يزيد من غطرسة الأعداء. ولهذا ففكرة المعاملة بالمثل ليست سديدة، ولعل المقدم عليها سيعطيهم فرصة مجانية، وخدمة لم تخطر لهم بالحسبان، ولا ريب أنهم ينتظرون مثل هذا الفعل ليستثمروه سياسيا وإعلاميا، ثم لا ننسى أن هناك طائفة منهم ضد الصهيونية وضد إقامة دولة بني إسرائيل، فلماذا توغر صدورهم بحرق كتابهم، وجلب عدوانهم. فحرق التوراة وغيره من الكتب المقدسة ليس سديدا، ولا يجوز شرعا.