لست متحمسا لدرجة تجعلني انتظر الكثير من لعبة الساحرة المستديرة، فنصرها معنوي أشبه بالسراب الذي لا يسمن ولا يغني من جوع. ولست مغرقا في العاطفة لدرجة التغاضي عن المفاسد والمخالفات والعواقب والتبعات التي لا تنفك عن هذه اللعبة في شكلها الرسمي. لكن مع ذلك أسجل أزمة المُكَون العلماني الدخيل على ثقافتنا ومجتمعنا وهويتنا… فهو في غيظ وغضب وحيرة وحنق من حجم الارتباط بالعقيدة والدين والرب والهوية عند عامة اللاعبين المغاربة الذين لا يكاد يخلو أي ظهور إعلامي لهم من لمسة إسلامية تنم عن (تمغرابيت) الحقيقية التي يحاول وكلاء الاستعمار طمسها وإخفاءها وإظهار الشباب المغربي بأنه شباب غربي الهوى، علماني المذهب ليبرالي السلوك حداثي الاختيار.. لكن تصرفات اللاعبين وكثير منهم نشأ في بلاد أوروبية يثبت مرة أخرى أن هذا الشعب شعب مسلم يربط مصيره بربه ويستلهم الخير منه ويعتقد أن التوفيق والسداد كله من الله مهما ارتكب من الأخطاء وأسرف على نفسه وفرط في واجباته. نعم، لم أنس ولن اتناسى انها مجرد لعبة، ولكن دعاء اللاعب وغيره الذي قد لا يخلوا من ملحظ شرعي، وسجوده الذي قد لا يصححه الفقه الإسلامي ولا يقبله، والتكبير، فور كله فوز.. كل ذلك سيشكل غصة في حلوق أعداء الهوية المغربية الإسلامية العربية الأصيلة. فأقول لعلمانيي المغرب: أنتم بالخيار؛ إما أن تشاركوا المغاربة الهوية والانتماء كما شاركتموهم الفرحة، أو أن ترحلوا إلى إسبانيا التي طرد الأسود منتخبها، أو إلى البرتغال التي أبكى لاعبونا نجمها الصليبي كرستيانو، أو إلى فرنسا التي قد يكون النزال المقبل ضدها. وهذه الثلاثة بالمناسبة (البرتغال-فرنسا-إسبانيا)؛ هي الدول التي عانى المغرب من استعمارها خلال القرون الماضية. ولعل في تغلبنا عليها في اللعب واللهو بشرى خير للمغرب لينفض يديه من بقايا الاستعمار الصليبي الغاشم، دينا ولغة وثقافة وخلقا وتعليما وإعلاما.. ويطهر شبابنا قلوبهم من محبتهم امتثالا لقول الملك جل في علاه: (ا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ۚ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ ۖ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).