هوية بريس-رشيد لزرق إن الأب ادريس لشكر لا يتمسك فقط بالقيادة لأجل أن يظل في الواجهة خاصة مع تقدمه في السن و ترهل مناوراته. بل إن مخططه الأسوأ يتمظهر في سعيه الذميم، من أجل أن يورث "حزب الأب" لبناته و بنيه. وعوض ان يعبر الحزب عن تطلعات القوات الشعبية، بات يتطلع لتحقيق نزوات العائلة حتى صار أولاده يتحكمون بصبيانية مفرطة، في كل المواقف الكبيرة و الصغيرة التي تهم الاتحاد، بينما لشكر يفاوض و يعقد التوافقات من وراء الستار، من اجل توزيع تركة حزب القوات الشعبية بين أفراد أسرته. فقبل أن يصل زمن توثيق عدد الموتى و الورثة، باتت مؤسسات حزب القوات الشعبية محفظة باسم حزب الأب، هذه المؤسسات التي كان يفترض أنها المرجع الأعلى لمحاسبة القيادة العوجاء، و لاعادة رسم دوال السياسات الكبرى. صارت مؤسسة هامشية تبارك مخطط التوريث و تعمل راضية مرضية تحت نفوذ ابناء ادريس لشكر ، وخاصة لأن أغلب اعضاء المكتب السياسي متفرغون لتحيصل فتات الآكراميات الأبوية كانت ريع من الحزب او من ريع التحالفات المدرة للربح الاني. و ها هم أيتام الأب ادريس لا تستطيعون أن يكسروا عصا الطاعة في وجه من يوفر لها الأموال و المناصب و إكراميات التسول الحزبي الكريه. ها هم أيتام الأب لشكر محكوم عليهم بفريضة ثتبيت الابناء، لا يجتهدون عدا في محاربة العقول النيرة التي تدعوهم من أجل استعادة كرامتهم الموؤودة. ها هم بارعون فقط في طعن أجساد الكفاءات التي تمتلك الخبرات والأفكار العملية التي يحتاجها العمل الإتحادي. و لن يفيدهم لا الأب المتسول و لا الهروب إلى الأمام . في حين أن التاريخ سيذكر لهم بمداد الذل و العار، أنهم قبلوا على أنفسهم تدمير الفكرة الآتحادية التي لا تستقيم مع سفه التوريث الحزبي. بل قد اكتفوا بالسمع و الطاعة لنعرة الأب الجامحة الساعية آلى تنزيل غريزته في البقاء السرمدي عبر استهداف المعارضين للإنزياحات الهوياتية المشينة عن جوهر الفكرة الاتحادية. لذا فمنظومة حزبية خربة كحزب الأب إدريس لشكر بحاجة لخلخة المدارك ووقف الأمراض القديمة. ذلك كي نؤسس لمرحلة جديدة على قاعدة المؤسسات الديقراطية القوية والمرنة. و عبر اعتماد المراجعات الفكرية كأرضية تطوير قائمة. خاصة أن نعرة التوريث التي تحرك الأب لشكر لطمس الفكرة الأصلية و نسخها على مقاس الابناء الفشلة لا تلتقي مع هوية الحزبن، و إنما تحكم على الفكرة الإتحادية بالانقراض، و لنا في التجارب السياسية أكبر عبرة، إذ أن إنبطاح المؤسسات الحزبية و تحولها إلى أداة لنهش لحم الكفاءات الإتحادية المعارضة، إنما يبرهن على أن استمرارها في بلد أو حزب هو علامة على أن تسير في الطريق الخطأ. إن الخروج من الحكومة هو منعطف حقيقي في نضال الحركة الاتحادية ، هذا التحول يفرض تجاوز ظاهرة التسول و ديمقراطية التوريث، التي تعتمد على تجييش الأزلام عبر لغة "السعاية المنبرية"، قصد تعبيد طريق الأبناء الفشلة بسحق الكفاءات الإتحادية المعطاءة. فالحركة الاتحادية تفترض التأسيس لمعارضة اقتراحية بديلة ، لان تصويتنا الايجابي على دستور 2011 هو إعلان عن بداية المرحلة الثالثة من مسار نضال الحركة الاتحادية، انه اختيار الوضوح السياسي ، و ما يقتضيه من أسلوب جديد للمعارضة و منهج ديمقراطي من أجل الوصول إلى السلطة أو التأثير في صناعة القرار من خلال العملية الانتخابية. لهذا فالتحول يفرض علينا جميعا نوعا من العقلانية والاتزان، من اجل الدفاع عن مبادئنا و تحضير برامجنا الكبرى، من خلال معارضة الحكومة و سياساتها ، و تكريس فلسفة جديدة لدى الرأي العام تتمثل في طرح البديل الاشتراكي. بما أن المعارضة وجب ان تشكل مدرسة حقيقية لتكوين حزب قادر على تحمل المسؤولية في حكومة 2026. ذلك من خلال تأسيس القطب السياسي القادر على تطوير استراتيجية النضال الديمقراطي الدستوري من داخل المؤسسات. و الذي يقتضي تفعيل الاختصاصات الكبرى التي منحها الدستور الجديد للمعارضة الصحيحة، و ليس لما يصطلح بمعارضة التسول، التي إبتدعها "حزب الأب" من أجل ضمان توريث حزب الشهداء لبنات و أبناء ادريس لشكر. و كأن الفكرة الإتحادية السليبة أمست إرثا عائليا يمتدّ من الأب إلى الأبن فالحفيد. حيث لا و لن تقتصر الوراثة على زعامة الحزب، بل كذلك على ولاء المحزبين، فأيتام الأب وبمجرد إنتمائهم إلى نعرة عائلة الأب يحصلون على المال و العتاد من أجل استهداف الكفاءات الآبية ، حتى يؤول الحزب إلى آل إدريس لشكر دون أي سؤال أو شرعية؟!. و تلكم عقدة حزب الأب، وقانا الله شرها!