هوية بريس – السبت 23 نونبر 2013م جمعية يعقوب المنصور الوجدية تتألق بمدرسة «الماص» وأكاديمية «أقصبي» في إطار الاحتفال السنوي بعيدي المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال المجيدين، تلقت "جمعية يعقوب المنصور الوجدي لكرة القدم" دعوة شرفية لزيارة أكاديمية اقصبي بفاس لكرة القدم ومدرسة المغرب الفاسي العتيدة إلى جانب الاتفاق مسبقا على إجراء مقابلات في كرة القدم مع فئاتهم الصغرى ( البراعم والصغار) في إطار التعارف ما بين أبناء الوطن الواحد، إلى جانب الاحتكاك وتبادل الخبرة في ميدان التكوين والتسيير الرياضي بالعاصمة العلمية المعترف به وطنيا ودوليا. ومنذ أول وهلة قبلت الجمعية الوجدية الدعوة المشرفة، مع التفكير بدون تردد في توفير ذاتي لجميع ظروف نجاح سفر أبناء الأحياء المهمشة، لزيارة هاتين المعلمتين التاريختين لمدينة فاس بدون تدخل أو مساعدة من أي طرف سواء كان خاصا أو عاما كالعادة، لعلمها المسبق أن مثل هذه المبادرات الإنسانية تعاني منذ مدة من قطيعة في التجاوب أو الانخراط بها، وذلك لأنها لا تصنف بتاتا ضمن قاموس أصحاب القرار الرياضي والسياسي المحلي رغم أن مثل هذه الأفكار النيرة يمكن أن تكون درسا فاعلا في شعارات التنمية والإدماج التي يتفنن البعض محليا في ترويجها بأشكال جعلتها كتلك العلكة التي فقدت حلاوتها منذ مدة فأصبحت حاليا بدون طعم أو رائحة، كما أن مثل هذه المبادرات يمكن أن تكون مخلصا للنظرة التشاؤمية التي أصبحت تطبع كل مقبل على مزاولة الرياضة محليا، في ضوء الانتكاسات التي أصبحت تعرفها الرياضة بالمنطقة. إلى جانب الوقوف على التطور الذي تعرفه حواضر المملكة في ميدان التكوين الرياضي، ولعلها تكون فكرة جوهرية عن سبب تراجع الرياضة بالمنطقة الشرقية رغم أننا نعلم كالجميع أن ما تعانيه من وضعية مزرية نتيجة لأعمال مقترفة من أيادي محلية وذات صبغة تسييرية محضة إلى جانب انعدام الموارد التي تضيع محليا بشكل مسرف في أمور لا صلة لها بالتنمية المستدامة. ولقد جاءت هذه الدعوة المشرفة لجمعية رياضية وجدية تنشط بالأحياء اعترافا لما عرفته من نجاح في الإدماج الفعلي لأبناء ساكنة الاحياء الأكثر هشاشة بعاصمة الشرق، باستعمال لعبة شعبية بالمنطقة باعتبارها وسيلة فعالة٬ في إطار نشرها وصقل موهبتهم الفطرية وكذا بث روح المواطنة الصالحة في نفوسهم منذ نعومة أظافرهم٬ إلى جانب تصحيح سلوكهم داخل أحيائهم التي تعرف انتشارا للأمراض الاجتماعية بشكل مهول وبالتالي إنقاذهم من براثن الانحراف والجريمة. لقد كان الاستقبال الحار الذي خصصته المدرستين الرياضيتين الرائدتين بفاس ونواحيها لأبناء الشرق أهم الذكريات التي سترسخ في مخيلتهم وذاكرتهم ٬إلى جانب الاحتكاك باللعب مع أقرانهم من لاعبي المدرستين الذين كانوا في الموعد وأتحفوا الحاضرين بلمسات فنية أعادت أذهانهم إلى لقاءات تاريخية من الماضي الجميل للمدينتين في السنوات الخوالي ما بين أبناء الشرق ونظرائهم من العاصمة العلمية. وفي صباح يوم الاثنين 18 نونبر 2013٬ بملاعب مدرسة المغرب الفاسي «الماص» استطاع براعم « جيمو» الانتصار على نظرائهم الفاسيين بنتيجة اثنان لصفر في حين انهزم صغار جيمو في مقابلة ثانية مع صغار المغرب الفاسي. وعلى العموم استطاعت العناصر الوجدية الوقوف جليا على التنظيم المحكم الذي اصبحت عليه مدرسة «الماص» بعد التحاق الإطار الوطني الكبير «محمد السكراني» الذي استطاع في مدة قياسية أن يرجعها إلى السكة الصحيحة بعد أن كانت تعاني منذ سنوات من مشاكل عويصة٬ جعلتها تفقد بريقها وطنيا ودوليا. كما استطاع هذا الإطار النشيط من فتح المجال لإشعاعها الوطني والدولي وذلك بالانفتاح عليه بأسلوب حضاري تفتقر له عدة مدارس ومراكز تكوين وطنية بشكل جعلها تفقد وميضها ومناصرين لها في مناطق أخرى بشكل كبير. أما عشية نفس اليوم فلقد قام فرسان أحياء الشرق «جيمو» بزيارة أكاديمية اقصبي لكرة القدم بفاس٬ هذه المعلمة التي عرفت النور على يد أحد دعاة التغيير للمبادئ والقوانين القديمة للتسيير الرياضي السائدة وطنيا السيد «سعد اقصبي» الذي لم يدخر جهدا يوما بشهادة الجميع٬ في الانفتاح على جميع فرق وجمعيات الشرق بل كان إلى جانب أطره بالأكاديمية الفاسية الرائدة أحسن سند وصدر رحب لما يوفرونه من ترحاب منقطع النظير وكرم حاتمي جعل أبناء الشرق يحسون أنهم بين ذويهم وأهلهم . وكم كانت فرحة العناصر الوجدية وهي تدخل ملاعب الأكاديمية وسط تصفيق مدوي لممارسي الاكاديمية وأهلهم٬ حيث أجريت مقابلتين في كرة القدم أولها كانت بين براعم الفريقين حيث انهزم براعم «جيمو» في حين المقابلة الثانية جمعت صغار وجدة مع أقرانهم في الأكاديمية الفاسية والتي عادت نتيجتها للوجديين بهدف لصفر. ولقد عرفت نهاية الزيارة عدة أنشطة وزيارات إلى أهم المآثر التاريخية العالمية بالعاصمة العلمية إلى جانب المشاريع الحديثة وخاصة برج فاس والشارع الكبير إلى جانب المركب الرياضي لفاس…الخ و بهذا كانت زيارة أبناء الشرق إلى مدينة فاس زيارة ناجحة بجميع المقاييس وعلى جميع الأصعدة استطاع بها أبناء الأحياء بوجدة الوقوف على مدى التطور التي تعرفه العاصمة العلمية رياضيا وفي جميع الميادين، هذا التطور الذي كان نتيجة تضافر جهود أعيان المدينة ورجال السلطة إلى جانب المجتمع المدني في شكل تضامني منقطع النظير جعل من العاصمة العلمية لتكون في صف الريادة لحواضر المملكة لسنوات. * ناشط جمعوي بالمنطقة الشرقية.