تزداد معاناة الكثيرين من الحساسية الناتجة عن تقلب فصول السنة، وبخاصة بالتزامن مع فصل الربيع حيث تتغير أحوال الطقس والمجال الطبيعي، وهو ما يضطر البعض إلى اتخاذ مجموعة من الخطوات الوقائية والاستشفائية الذاتية، باللجوء إلى استعمال مضادات حيوية معروفة بدون استشارة طبيب مختص وبدون إدراك لمخاطر التطبيب الذاتي. في هذا الحديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، تجيب الأخصائية في الأمراض التنفسية والحساسية، الدكتورة حنان لعرج، عن ثلاثة أسئلة حول تشخيص الحساسية الموسمية وأعراضها، مع عدم خلطها بأمراض أخرى خاصة الزكام، ومخاطر التطبيب الذاتي "automédication"، فضلا عن النصائح الوقائية من أجل تفادي الأعراض المزعجة والمعيقة أحيانا عن القيام بالمهام اليومية. 1- ما هي مخاطر التطبيب الذاتي" automédication" واستعمال مضادات حيوية معروفة بالاسم لشهرتها الواسعة في حال الشعور بأعراض الحساسية؟ التطبيب الذاتي وعدم استشارة الطبيب المختص لا يخلو من مخاطر سواء تعلق الأمر بالحساسية الموسمية أو الربو أو أمراض أخرى، وغالبا ما يتم أخذ دواء غير مناسب وغير فعال ضد المرض، تكون له آثار جانبية على المريض. فعلاج الحساسية يتم عبر استعمال المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب بعد إجراء الاختبارات الجلدية التي تبين نوع الحساسية التي يعاني منها المريض أو فحوصات أخرى لمعرفة مسببات تلك الأعراض المرتبطة بها وتحديد الخطوات التي يتعين على المريض اتباعها لتجنب مسببات بعينها وتحديد العلاجات التي يرجح أنها مناسبة للحالة المشخصة. بالنسبة لحساسية "عثة الغبار" "Les acariens" مثلا يظل العلاج الأول والأخير بعد التشخيص هو الوقاية واتخاذ خطوات لتقليل كمية الغبار في المنزل عن طريق إزالة الزرابي وتنظيف الأغطية واستعمال أنواع من الأفرشة مضادة لهذا النوع من الحساسية. فالخطر يكمن في كون المضادات الحيوية لها تأثير على الجسم والجهاز الهضمي والجهاز المناعي بصفة عامة، لأن المضادات الحيوية تصبح غير فعالة مع الوقت، والخطأ الشائع بالنسبة للتطبيب الذاتي هو اللجوء إلى استعمال مادة "الكورتيكويد" والتي تكون عواقبها وخيمة جدا على صحة المريض إذا ما تم استعمالها دون استشارة طبية. 2- من المعلوم أن الحساسية الموسمية قد ترتبط بفترة محددة أو على امتداد السنة، كيف يتم تشخيص الحساسية الموسمية وأعراضها مع عدم خلطها بأمراض أخرى (الزكام)؟ نقوم بتقييم الأعراض التنفسية التي يعاني منها المريض، والتي غالبا ما تتراوح بين سيلان الأنف، والاختناق، وشعور "بالحكة" على مستوى العينين والأنف والعطاس، وهي علامات شائعة لدى الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، بالاضافة إلى نوبة من السعال "كحة" قد تؤدي في أسوأ الأحوال إلى الربو. فبخلاف الزكام الذي يمتد من خمسة إلى سبعة أيام على الأكثر، فإن الحساسية الموسمية تتميز بالتكرار، فالأعراض المزمنة والمتكررة جدا في الوقت وعلى مدار السنة أو موسمية في فصل الربيع أو لفترات طويلة ممتدة على مدار السنة تتعلق بالحساسية الموسمية، ومن الخطأ تناول المريض أدوية مضادة للزكام وهو مصاب في الأصل بحساسية. وفي المغرب، تكون الحساسية الموسمية لدى العديد من الأشخاص ناتجة عن حبوب اللقاح أو أزهار معينة (أشجار الزيتون والنباتات ذات السنابل والزهور المسببة للحساسية)، حيث تتنوع طبيعة وكمية حبوب اللقاح التي نتنفسها في الهواء حسب المناطق والظروف المناخية. 3- ما هي أهم النصائح الوقائية التي تقدمونها من أجل تفادي الأعراض المزعجة والمعيقة أحيانا عن القيام بالمهام اليومية؟ من الصعب جدا تجنب حبوب اللقاح، خاصة خلال فصل الربيع لأنها توجد في الجو والهواء الذي نستنشقه، كما أنه من الخطأ الاعتقاد أن السكن بعيدا عن المساحات الخضراء يقلل خطر الإصابة، فحبوب اللقاح صغيرة قد تدفعها الرياح إلى مسافات مئات الكيلومترات عن الأماكن التي تتواجد بها الأشجار، خاصة مع ضعف التساقطات المطرية خلال هذه السنة، حيث تبقى حبوب اللقاح معلقة في الهواء لمدة أكثر خاصة خلال أشهر مارس وأبريل وماي، ولكن عندما لا تكون هناك تساقطات يمكن أن يستمر انتشار حبوب اللقاح في الجو إلى غاية شهر يونيو وقد يتسبب في أمراض الحساسية. ومن أجل تفادي التعرض لمسببات الحساسية الموسمية، يتوجب تهوية المنزل خاصة في الصباح الباكر أو المساء، واستشارة الطبيب المختص من أجل تناول أدوية تقوم على تعويد الجهاز المناعي للجسم على عدم القيام بردة فعل إزاء العنصر المسبب للحساسية.