(أستاذ أصول التفسير ومقاصد الشريعة، الكلية متعددة التخصصات بالرشيدية، جامعة مولاي إسماعيل) "شهادة متواضعة في حق شيخنا الداعية الدكتور أبي أيوب فريد الأنصاري طيب الله ثراه" بين يدي الشهادة: أتى علي حين من الدهر، وأنا أستسهل الكتابة عن الأشخاص، والشهادة في حقهم، ولا أرى فيها أكثر من تعريف بهم، وترجمة لهم، وحديثا عن أثرهم ومآثرهم. ولكني عندما أخذت في تدبيج هذه الكلمات، عن المربي الكبير، والداعية الفريد، شيخنا العلامة الدكتور فريد الأنصاري رحمه الله، ورفع مقامه ودرجاته في الجنة، أخذتني هيبة، وانتابتني رهبة، لا أعلم لها مصدرا، سوى دنوي من رجل عظيم، ومن شخصية فذة، ومن ظاهرة فريدة، رجل من معدن خاص، ومن طينة فريدة، ومن طراز نادر، رجل من أهل الله، ومن أهل القرآن، عاش بالقرآن، وعاش للقرآن، فكان قرآنيا بمعنى الكلمة، عاش معتصما بالقرآن، مستظلا بظلاله، متعرضا لنفحاته، متدبرا لمعانيه، مجتهدا في تمثل قيمه، والتحقق بأخلاقه، والدعوة إليه، والجهاد به، بكل ما أوتي من جد وطاقة إصرار، فكان له ما كان من ربانية وعالمية، ومن دعوة وجهاد، ومن أثر وتأثير، تقبله الله في الصالحين، وكتب اسمه في المهديين، وجعل روحه في عليين، مع المنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، آمين آمين. أول لقاء: التقيت شيخي وأستاذي الدكتور فريد الأنصاري رحمات الله عليه، لأول مرة، أوائل تسعينيات القرن الماضي، في بعض اللقاءات التربوية، من تنظيم بعض الجمعيات الإسلامية، وأنا طالب في السنة الثانية دراسات إسلامية، وكانت محاضرته عن موقع المسألة التربوية من فقه إخراج الأمة، وقد بدأها بمرحلة الدعوة السرية، وبالمنهج النبوي في اصطفاء الصحابة، وبالتربية الأرقمية في العهد المكي، ثم التربية المنبرية في العهد المدني، ثم بحضور المسألة التربوية، في مختلف مراحل البعث الإسلامي، التي عرفتها الأمة، فتحدث عن رباطات المرابطين، وعن مجالس العثمانيين، وعن المشروع التربوي لأبي حامد الغزالي، وأبي الحسن الشاذلي، وابن تيمية، وابن القيم، والشاطبي، والشوكاني، وحسن البنا، والمودودي، وسيد قطب، وسعيد النورسي، وغيرهم من أعلام التجديد الإسلامي، ومع أنني كنت مدير اللقاء، فإن ثراء المحاضرة، وسعة اطلاع المحاضر، ولطائفه الدعوية، ورقائقه التربوية، واستنباطاته الفقهية، ولغته المتألقة، وبلاغته المتدفقة، كادت تنسيني مهمتي، فبدا لي حينها من كلام الرجل، العميق المؤصل، السهل الممتنع، الندي المؤثر، أمارات الرسالية، ومخايل العبقرية، ودلائل الروح الإسلامية الصادقة، كما بدا لي منه، من سعة العلم، ودقة الفهم، وعلو الهمة، ومضاء العزيمة، وعمق الفكرة، ووضوح الرؤية، ودقة العبارة، وحسن الفهم، وفقه الواقع، واستيعاب الأحداث، ما جعلني أحب الرجل، وأتعلق بأفكاره، من يومها رحمه الله. انتقال الأنصاري للعمل بجامعة مكناس: ثم كان من حسن حظي، ومن حسن حظ كثير من الطلبة أمثالي، أنه بعد سنة أو سنتين من ذلك التاريخ، انتقل الدكتور الأنصاري، من جامعة المحمدية حيث قضى بضع سنين، إلى جامعة مكناس حيث كنت أدرس، وكان من نصيبي أن درست عليه، مباحث من علم أصول الفقه ومقاصد الشريعة. وكان حظي أحسن وأوفر، حين من الله علي بإنجاز بحثي للإجازة تحت إشرافه، بالاشتراك مع سبعة زملاء، وكان في المصطلح الأصولي، في موضوع "معجم المصطلحات الأصولية المشروحة من بداية القرن الثاني إلى نهاية القرن الثامن"، يزيد عدد صفحاته على الخمسمائة، وكان أحسن بحث أنجز في دفعتنا، وكان الفضل فيه – بعد الله تعالى – للأستاذ المشرف رحمه الله. هذا، وقد كان بيت الأستاذ المشرف العامر بحي الروى بمكناس، مقرا لاجتماعات البحوث، وفضاء للقاءات العلمية والتربوية، كما كان مضافة مفتوحة لاستقبال الضيوف من شتى الفئات والأعمار. وقد كانت هذه المرحلة بالذات، فرصتي السانحة للتعرف على الشيخ عن قرب، والتقرب منه عن كثب، وملازمته ملازمة التلميذ للأستاذ والمريد للشيخ، فوجدت فيه – رحمه الله – الأستاذ، والأب، والشيخ، والمربي، وكنت – بتوفيق الله – من طلبته المفضلين، ومن إخوانه المقربين، فلم بخل علي يوما بوقت، ولا علم، ولا نصح، ولا توجيه، على كثافة أشغاله، وكثرة التزاماته. وكان قد أكرمه الله بفراسة المؤمن، التي قلما تخطئ، يتفرس بها أصناف الناس، ويعرف بها معادنهم، وينفذ بها إلى أعماقهم ودواخلهم، فإذا نطق بحكمه في حق رجل من الرجال، كان له من الصواب والدقة والانطباق أوفر الحظ والنصيب. وكان رحمه الله – في التزامه المهني – مبرزا بين زملائه الأساتذة، يعد دروسه ومحاضراته إعدادا، ويوثقها توثيقا، ويتفنن في إلقائها على طلابه، بدقة العلماء، ولغة الأدباء، وحماسة الدعاة، وحكمة المربين الربانيين، الذين يأتون العلم من أبوابه، ويلجون من مداخله، ويبدأونه من مبادئه، كالمصطلحات والتعريفات، والذين يعلمون الناس بصغار العلم قبل كباره. من أجل ذلك، التف عليه الطلبة من شتى التوجهات والتخصصات، وغصت محاضراته بالحضور، حتى أن كثيرا من طلبة الشعب الأخرى والتخصصات البعيدة، كانوا يتسابقون على حضور دروسه ومحاضراته رحمه الله. الإنتاج العلمي والفكري والأدبي للدكتور الأنصاري: وعلى كثرة الجبهات التي كان يرابط ويجاهد فيها رحمه الله، بين علوم شرعية، وأدب إسلامي، وتربية ودعوة، وندوات ومؤتمرات، فقد كان اهتمامه الأكبر منصبا حول مجال "التربية الدعوية"، يناقشه ويتأمله، ويحاضر فيه ويكتب، وله فيه صولات وجولات، توجها – منتصف التسعينيات – بإصدار كتابه "التوحيد والوساطة في التربية الدعوية"، قصد به الرد على تضخم فكرة المشيخة في التربية الدعوية، لدى بعض الجماعات الإسلامية، تأثرا بالطرق الصوفية، واعتبرها نوعا من الغلو والتقديس للشيخ، ونوعا من الوساطة التروية بين العبد وربه، لها من المفاسد والتداعيات ما الله به عليم. بعد ذلك انطلق شيخنا الدكتور الأنصاري رحمه الله، في مشروعه العلمي بحماس وتفان، وبعطاء وإتقان، يسابق الزمن ويتحدى العوائق، وكان شعاره فيه – كما أسر لي يوما – "كتاب في السنة"، فكان فيه كالصبح المنتشر، وكالغيث المنهمر، فأصدر سلسلة كتبه القيمة النفيسة، التي تربو على العشرين كتابا، في مدة زمنية قياسية، لا تتعدى أربعة عشر عاما، ما بين عام 1995م إلى تاريخ وفاته رحمه الله في العام 2009م، على ما كان عليه من ضعف البدن ولزوم المرض، وكثرة الجبهات والالتزامات. على أنه رحمه الله، كانت له في إنتاجه العلمي والفكري والأدبي، ميزة مميزة وسمة نادرة، هي أن كتبه العلمية، ورواياته الأدبية، ورسائله التربوية والدعوية، كانت أقرب إلى تجارب شخصية، عاش أحداثها وتفاصيلها، وخاض غمارها وخضمها، وكابد صعابها ومشاقها، منها إلى مواضيع نظرية، فهو يصفها أصدق وصف، ويعبر عنها أدق تعبير، يصفها وصف الشاهد العيان، الذي رأى بعينيه وشاهد ببصيرته، لا وصف من سمع بإذنيه أو تلقى عن غيره، ولذلك فيها من العمق والوضوح، والاتساق والانسجام، والنداوة والحيوية، ما يقل نظيره، في عالم الفكر والأدب، وفي دنيا الإنتاج والتأليف، وما يجعل التمييز فيها بين الذات والموضوع، أمرا صعب المنال. لقد راكم رحمه الله، تجربة هامة، في مجال البحث العلمي الشرعي، حتى صار في عداد الباحثين الموفقين المتفوقين، فألف كتابه: "أبجديات البحث في العلوم الشرعية". واستفاد من صحبته للإمام الشاطبي وكتابه الموافقات، من أيام الإجازة، ومن ملازمته لأستاذه العلامة الشاهد البوشيخي، فأنجز – تحت إشرافه – رسالته لنيل الدكتوراه: "المصطلح الأصولي عند الشاطبي"، وهي رسالة فريدة في بابها، مؤسسة في ورش الدراسات المصطلحية، حظيت بجميل الذكر وفيض الثناء، من أهل البحث الشرعي عامة، ومن أهل فن المصطلح خاصة. وقد التفت إلى ظاهرة في الواقع المغربي، أواسط التسعينيات، هي ظاهرة الفساد المخطط والمصنع، الهادف إلى ضرب التدين والصلاح في المجتمع، من خلال ما كان يسميه ب "استراتيجية توبئة المجال"، أو "سياسة تجفيف المنابع"، فألف كتابه: "الفجور السياسي والحركة الإسلامية بالمغرب". كما التفت، إلى الصراع الدائر بين القيم الإسلامية الربانية، قيم الفطرة والاستقامة والحياء، وبين القيم الغربية العلمانية المادية المتوحشة، التي لا تعرف معنى للحشمة والعفة والحياء، فكتب روايته "كشف المحجوب"، التي استعار عنوانها من الإمام الهجويري رحمه الله، واعتمد فيها لغة الرموز والإشارات، فأجاد فيها وأفاد. وقد لاحظ، أن مشروع الفجور والفساد في الأرض، الذي ينبع من دوائر الغرب ويصب في ديارنا، يستغل المرأة أسوء استغلال، ويجعل منها معول هدم في جسم الأمة، وأداة إفساد وتمييع وتخريب للمجتمع، فألف كتابه: "سيماء المرأة في الإسلام بين النفس والصورة"، بعنوان سيميائي لطيف ومعبر وجميل. وقد أدرك رحمه الله، منزلة الصلاة الرفيعة من الدين، وأثرها البالغ في تحقيق الصلاح الفردي والجماعي، فحاول أن يعيد لها اعتبارها، وأن يصحح تمثل المسلمين لها، فكتب كتابه: "الدين هو الصلاة والسجود لله باب الفرج"، كما اجتهد في تفهم مقاصد الصلاة وتذوق أسرارها، فكتب يصف مراحل عروج الروح فيها في مدارج السالكين إلى الله تعالى، في رحلة تربوية أدبية ماتعة ومشوقة، في كتابه: "قناديل الصلاة". ولأن شيخنا الأنصاري، من مؤسسي العمل الإسلامي بالمغرب، ومن رواده الأوائل، ومن قادته ومنظريه السابقين، فقد كانت له فيه صولات وجولات، ونظرات ثاقبات مباركات، ومن ذلك ما لاحظه على مشروع الحركة الإسلامية وخطابها، في مرحلة ما، من تضخم الرهان على الجبهة السياسية، على حساب باقي الجبهات التربوية والدعوية والاجتماعية والثقافية، فأصدر كتابه: "البيان الدعوي وظاهرة التضخم السياسي"، يذكر فيه أبناء الصف الإسلامي، بالأصلي والتبعي من جبهات المشروع الإسلامي، ويدق فيه ناقوس الخطر من تضخم التخصص السياسي، قليل الثبات، سريع التقلب والتغير، وغير مأمون العواقب والنتائج. ولقد ذهب التفاعل مع هذا الموضوع بالدكتور الأنصاري كل مذهب، وأخذته الغيرة والخوف على المشروع، والتحفظ على بعض الآراء والاختيارات، والغضب من بعض الأفراد والقيادات، فأصدر كتابه: "الأخطاء الستة للحركة الإسلامية بالمغرب"، الذي لا يخلو من حدة وشدة، ومن نبرة غضب شديدة، وقد أثار الكتاب ضجة كبيرة في أوساط الحركة الإسلامية المغربية، وكتب حوله عدة مقالات، ونوقش من قبل بعض القيادات، أبرزهم الدكتور أحمد الريسوني. ولقد كان بصدد مراجعته وتنقيحه، كما أخبر بعض المقربين منه، لولا أن المنية عاجلته، وما كان للدكتور الأنصاري رحمه الله، أن يصر على رأي مرجوح، بعدما تبين له، وهو الذي بلغ من التواضع، أن يسلم كتبه لبعض طلابه للنظر وإبداء الرأي فيها، حرصا على مزيد من التنقيح والتجويد. ومن مراجعاته العميقة، التي ضمنها كتاب "الفطرية: بعثة التجديد المقبلة من الحركة الإسلامية إلى دعوة الإسلام"، إعادة النظر في واحدة من الأفكار المركزية، في تنظيرات الحركة الإسلامية المعاصرة، هي فكرة التنظيم أو الحركة، واستبدالها بفكرة الدعوة المفتوحة أو التيار، ولعله كان متأثرا فيها بتجربته الدعوية في إطار الحقل الديني الرسمي، في مرحلة من أحسن مراحله، التي لم تدم أكثر من عقد من الزمان، قبل أن تبدأ التراجعات والانتكاسات. ومن الأفكار والأطروحات المركزية، التي ظلت تشغل بال أستاذنا الأنصاري، والتي خصها بمساحة هامة من إنتاجه العلمي والأدبي، فكرة القدوة العلمية، والأسوة التربوية، التي يرى حاجة الأمة الماسة إليها، حيث أفرد الأولى بكتاب "مفهوم العالمية من الكتاب إلى الربانية"، شرح فيه وصية الإمام أبي الوليد الباجي لولديه، وبين فيه مفهوم العالم، ورسالة العلماء، وكيفية تكوينهم وتخريجهم، وأفرد الثانية بكتاب عن سيرة المفكر والمربي المجدد التركي بديع الزمان سعيد النورسي، سماه "بديع الزمان النورسي من برزخ التصوف إلى معراج القرآن"، وكتاب "رجال ولا كأي رجال"، خصصه لشخصيات من جماعة الخدمة التركية، وروايتين أدبيتين، الأولى عن سيرة النورسي، بعنوان: "آخر الفرسان: مكابدات بديع الزمان النورسي"، والثانية عن سيرة الداعية والمفكر الإسلامي التركي، محمد فتح الله كولن، الذي كان للدكتور الأنصاري ولع كبير وتقدير استثنائي له، وإن لم يحصل بينهما لقاء، هما روايتي "عودة الفرسان". على أن أم الأطروحات، وقضية القضايا، التي أخذت بلب شيخنا الأنصاري، واستأثرت باهتمامه، والتي كان يرى فيها المنطلق والمخرج والمفتاح، لحل لقضايا الأمة المتراكمة، وأزماتها الكثيرة المعقدة، تبقى هي قضية "التعامل مع القرآن الكريم"، التي يعبر عنها بقوله "من القرآن إلى العمران"، والتي تمثل خلاصة مشروعه وزبدة فكره، قضية القرآن، من حيث حقيقته، وكيفية تلقيه: تدبرا، وتفهما، والتزاما، ودعوة، ومن حيث منهج تحويل هدايات القرآن ومقاصده، إلى مشروع حضاري، يبدأ بالإنسان وينتهي بالعمران. وفي هذا الصدد إلف مجموعة من كتبه ورسائله، منها: "بلاغ الرسالة القرآنية من أجل إبصار لآيات الطريق"، و"هذه رسالات القرآن فمن يتلقاها؟"، "مجالس القرآن: مدارسات في رسائل الهدى" مكون من جزئين، "مدارسات في الهدى المنهاجي لآية الكرسي". ونظرا لشاعرية الشيخ الأنصاري، ورقته، وشفافية مشاعره، فقد كانت له محطات تزود واستراحة، مفعمة بمعاني التعبد والخشوع والسير إلى الله، ولذلك كان للزهد والرقائق والروحانيات، نصيب وافر من جهوده العلمية التربوية، وفي هذا الغرض ألف طائفة من رسائله القيمة، منها: "كاشف الأحزان ومسالح الأمان"، "قناديل الصلاة: مشاهدات في منازل الجمال"، "ميثاق العهد في مسالك التعرف إلى الله". ومما تجدر الإشارة إليه في هذا المقام، أن شيخنا الداعية الأنصاري، لم يكن مجرد باحث أكاديمي، ولا مجرد كاتب منظر وحسب، وإنما كان إلى جانب ذلك داعيا مربيا، وخطيبا مفتيا، جمع الله له بين الممارسة والمدارسة، وبين العلم والدعوة، وبين الفكر والحركة، ولذلك كان لمشروعه العلمي والفكري، من العمق والراهنية، والقيمة العلمية، ما جعله يطير إلى الآفاق، ويكتب له القبول والإقبال، وفي زمن قياسي. على أن ثمة شيئا لافتا في سيرة ومسيرة شيخنا الدكتور الأنصاري، وفي عمره المبارك الذي عاشه – رحمه الله – بالعرض أكثر مما عاشه بالطول، أن حركته وإنتاجه ونشاطه، في الربع الأخير من عمره القصير طولا والطويل عرضا، قد تزايد تزايدا ملحوظا، وتضاعف بشكل ملفت، حتى أنه رحمه الله كتب جل كتبه التي تزيد على العشرين فيه، وخلف تراثا دعويا وتربويا غنيا من الدروس والمحاضرات، ومن الفتاوي والتوجيهات، ومن الأنشطة والمبادرات، فما يزال الرجل رحمه الله، حيا حاضرا، صداحا بالحق، داعيا بالحكمة، مربيا بالموعظة الحسنة، محاورا بالتي هي أحسن، وتلك لعمري أمارة بركة، وعلامة قبول، ودليل توفيق من الله عز وجل، فاللهم اشمل شيخنا الأنصاري بسحائب الرحمة، وأغثه بشآبيب الرضى والرضوان، اللهم اجزه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وتقبله عندك بقبول حسن، وارفع مقامه ودرجاته في جناتك جنات النعيم، آمين آمين، والحمد لله رب العالمين.