هوية بريس – الأحد 07 يونيو 2015 كنتُ مرة قرأت عن فتاة كانت تتابع أحد الأفلام اليابانية التي تكون على شكل رسوم متحركة، وبعد مدة من الإدمان على هذا الفلم، وجدت الفتاة في نفسها ميولا غريبا لبطل الفلم وتعلقا غامضا به جعلها تفسر الأمر بأنها وقعت في حبه.. أي في حب شخصية خيالية مرسومة..أوقعها شعورها ذاك بعد ذلك في نوبة طويلة من الانعزالية وإعمال التفكير في فارس الأحلام الذي لا يوجد في الواقع بل والبكاء عليه… اختصرتُ القصة حتى لا أطيل ولا شك أن كثيراتٍ هُنَّ الواقعاتُ في شرك حب ممثلين ومغنيين ورياضيين ومشهورين آخرين وهن يعرفن أن حتى إمكانية الالتقاء بهؤلاء بعيدة المنال فكيف بما هو أبعد من ذلك… أن تسقط في حب شخص لا يعرفك ويستحيل أن يعرفك أو أن تصل إليه على اختلاف الأسباب مَرَدُّه إطلاق العنان للهوى والأماني والاسترسالُ في التفكير في خواطر تُلقى في الوجدان ونفخُ الروح في بعض الأوهام والخيالات عبر إدامة تدويرها في الرأس… الإنسان متفرد بملكة التمثل التي قد تمكنه من استلذاذ واستحلاء وضعيات عبر إعمال الفكر فيها فقط دون أن يعيشها حقا وإذا أضفنا إلى ذلك شيئا من الاختزال والتبسيط الذي يجنح إلى السذاجة أحيانا في تفكير البعض وتصوره للحياة فإن السقوط في مثل هاته الشِّراك والمصايد يصبح مفهوما… العقل للعاطفة كالمكابح للسيارة ولك أن تتصور سيارة بدون مكابح!!! والتدخلُ الدائم من أجل التقويم والتوجيه والاستدراك وطبع الأمور بالواقعية والمنطق من مهماته العليا في الحياة… أتفهم الواقع الصعب الخالي من الحنان والعاطفة الأسرية التي تعيشه كثير من الفتيات وكذلك ما تبثه الأفلام والمسلسلات والأغاني من تبسيط للحياة واختزال لمعنى الحب ولكن كل هذا لا يبرر التمادي في التعلق بشيء مستحيل سيحيل الحياة إلى جحيم ولابد… الوعي بالمشكل هو الأهم ولكل شيء علاج ودور الأسرة محوري هنا ولاشك.. فكفى من استنزاف الطاقات في تغذية الأوهام والعيش على أثير الأماني والأحلام…