الإثنين 27 أبريل 2015 لدى تواجدي بمحطة القطار بالعاصمة الرباط، وعند اقتراب قدوم القطار انطلق صوت المحطة بلغة موليير ليعلن عن قدوم القطار واستعداد المسافرين لركوبه وفجأة بادرني رجل خمسيني كان بجانبي بقوله "ايش تقول هذه؟!!!" (ويبدو من لكنته أنه من أهل الخليج)، فأحسست بالخجل وترجمت له مقالة السيدة موظفة المحطة. ثم عاد ليفاجئني بالسؤال -الذي تمنيت أن لا يطرحه- فقال لي مستغربا: "وليش تتكلم فرنسي؟؟؟"، فقلت له بنبرة ممزوجة بنوع تعصب لبلدي وهو شعور لم أستطع دفعه: "لأنه عندنا أجانب هنا بالعاصمة فيضطرون للكلام بالفرنسية!!!". ولو تنبه محاوري قليلا لحجتي الداحضة لبادرني بقوله: "وهل كل الأجانب يتكلمون بالفرنسية؟؟ فهناك من يتكلم العربية مثلي، وهناك من يتكلم الإنجليزية، وغيرها من اللغات…، لكنه لم يتنبه، لأنه لو قالها، لأصابني في مقتل.. وبينما أمني نفسي بتفوقي في إقناعه.. إذا بصوت رجل مغربي خمسيني أيضا يبادرني بقوله بعدما سمع حوارنا: لماذا لم تقل له الحقيقة؟؟ لماذا لم تقل له أننا لازلنا ضحايا الاحتلال الفرنسي؟؟ وأن الفرنسية تلقيناها كما يتلقى الرضيع حليب أمه؟!!! حينها أحسست فعلا أنني مخادع، وأن الحق إن لم أنطق به، فسيأتي لا محالة من يصدع به..