الأحد 19 أبريل 2015 في إطار الإستراتيجية الوطنية لتفعيل العمل الجمعوي وترسيخ ما جاء به الدستور، وفي ظل المقاربة التشاركية وتفعيل دور المجتمع المدني. انطلقت يوم الخميس الماضي بمدينة حد السوالم فعاليات الدورة الثانية من الملتقى الوطني لمبادرات "فاعل خير" المغرب المنظم من طرف مبادرة "فاعل خير حد السوالم" ولجنة التنسيق الوطنية لمبادرات فاعل خير-المغرب، تحت "شعار مبادرة فاعل خير.. التطوع في خدمة المواطنة". واستمرت هذه التظاهرة الوطنية على مدى ثلاثة أيام 9-10-11 أبريل 2015، شارك فيها أزيد من 50 مشارك ينتمون لخمسة عشرة جمعية منضوية تحت لواء المشروع الوطني "مبادرة فاعل خير"، وبحضور مكثف لفعاليات المجتمع المدني والسلطات المحلية وممثل فريق الهلال الأحمر وحضور مهاجر مغربي فاعل جمعوي من الديار الكندية. ويأتي هذا الملتقى في سياق خاص تمر منه المبادرة على المستوى الوطني، ويتأطر هذا السياق بموضوع التقعيد للعمل الجمعوي الفاعل والرغبة في توحيد جهود المبادرات ولم شملها لإبراز دورها الأساسي في خدمة المجتمع وتأطير الشباب في ميادين العمل التطوعي. واستعددا لهذا الحدث الكبير، خاضت لجنة التنسيق الوطنية لقاءت واجتماعات عديدة طيلة أربعة أشهر دامت لأزيد من 150 ساعة. وتجدر الإشارة إلى أنه بعد أن كان مزمعا تنظيمه بمدينة وجدة شرقي المملكة، تغيرت الوجهة إلى مدينة حد السوالم وسط المملكة لأسباب موضوعية، لكن هذا التغيير لم يؤثر على مجريات التحضير للملتقى، حيث أن اللجنة قطعت أشواطا كبيرة للإستعداد له، وجهزت كل ما من شأنه أن يساهم في إنجاح الملتقى، وكذلك جمعية مبادرة شباب فاعل خير حد السوالم التي أخذت على عاتقها مسؤولية تنظيم هذا الملتقى خلال مدة وجيزة لا تتعدى خمسة ايام، والتي كانت على قدر كبير من المسؤولية وأبانت طيلة أيام الملتقى على احترافيتها وانضباطها. ويندرج هذا الملتقى في إطار المقاربة التي تنهجها لجنة التنسيق، والمرتكزة أساسا على دعم الحوار المتواصل وإشراك جمعيات "مبادرات فاعل خير" على المستوى الوطني، إيمانا منها بالامتدادات الترابية الواسعة لمشروع مبادرة فاعل خير. وتهدف اللجنة من خلال تنظيمها لهذا الملتقى، إلى التعريف بالمحاور الرئيسية وأوراش برنامجها وكذا المنهجية المتبعة وآليات تفعيلها، كما تتوخى إشراك وتوسيع النقاش مع الأعضاء الممثلين والمنتدبين للمبادرات، وذلك بغية إغناء هذا البرنامج وتحقيق نقلة نوعية في العمل التشاركي في المجال التطوعي وتوحيد جهود هذه المؤسسة المدنية على الصعيد الوطني لتنزيل مشاريع تطوعية وطنية مبدعة في مختلف المجالات المتاحة وتكوين قاعدة جمعوية وطنية موحدة في شكل شبكة وطنية لمبادرات فاعل خير المغرب. وحسب بلاغ للجهات المنظمة، فقد شهد الملتقى إقامة حفل افتتاح لقي نجاحا باهرا وإعجابا كبيرا من لدن المشاركين من مختلف مبادرات المغرب والجمعيات المحلية بالمدينة ومختلف فعاليات المجتمع المدني. هذا وقد أشارت السيدة لبنى غماري المنسقة العامة للجنة التنسيق الوطنية في كلمتها إلى الدور الكبير ل "مبادرة فاعل خير" في ترسيخ ثقافة التطوع بين صفوف الشباب ومنحهم تأطيرا جيدا يسهل عليهم امتلاك الوعي بذواتهم وبطبيعة الأدوار المنوطة بهم في معركة التغيير والتقدم، واتسامها بالتميز والإبداع والتنوع بما يتناسب وحجم المهمة الموكولة إليها والفائدة المرجوة من مثل هذه الأعمال التطوعية. حيث اشادت المنسقة العامة بعمل لجنة التنسيق والمبادرة المحتضنة بقولها: "نحن ندرك أن ما أنجزناه يعتبر رياديا بكل المقاييس". وقد ذكر السيد حاتم الحمراني مدير الملتقى، بأن مبادرة فاعل خير كانت السباقة لتنظيم هذا النوع من التظاهرات في مدينة حد السوالم للمرة الثانية على التوالي سعيا منها إشعاع هذه المدينة. كما نظمت بذات الملتقى جلسات عامة وورشات تمحورت حول موضوع توحيد رؤية وجهود المبادرات في صيغة التشبيك. من جهة أخرى، وبالموازاة مع الفعاليات المبرمجة، تم تنظيم نشاط تطوعي يوم السبت لتنظيف جزء من شاطئ مدينة سيدي رحال الشاطئ بمشاركة أكثر من 60 متطوع، ترجم فيه شعار الملتقى "مبادرة فاعل خير… التطوع في خدمة المواطنة". وقد اختتم الملتقى بحفل اختتام بهيج تم فيه تكريم مجهودات المبادرة المحتضنة والمبادرات المشاركة، بالإضافة إلى تتويج المبادرات المشاركة في الحملة الوطنية لتنظيف المساجد التي أقيمت في شهر رمضان الماضي، وتكريم اللجنة في شخص المنسقة العامة السيدة لبنى غماري على مجهوداتها الجبارة وحسن تسييرها للجنة وقيادتها الرائدة.