هوية بريس – الأناضول يبدأ الرئيس الأفغاني أشرف غني، الخميس، أول زيارة رسمية إلى الجارة باكستان منذ تولي رئيس الوزراء، عمران خان، منصبه في أغسطس/آب الماضي. ومن المقرر أن يجري محادثات مع خان، ويلتقي أيضًا بالرئيس عارف ألفي، حسبما ذكر مسؤول رفيع المستوى بوزارة الخارجية لوكالة الأناضول. تأتي الزيارة بعد أن أصبحت الأجواء ملائمة وسط حالة تفاؤل رغم شعور عميق بعدم الثقة، ومشكلات طويلة الأمد عالقة بين كابول وإسلام آباد. وقبيل الزيارة، ناقش مسؤولون في كلا البلدين احتمال إعادة ضبط العلاقات نحو التطبيع وسط مزاعم بدعم باكستان تمرد حركة "طالبان" في أفغانستان، الذي وصل إلى منتصف عامه الثامن عشر. ومن المرجح أن يوقع الجانبان عدة مذكرات تفاهم لتحسين العلاقات، وفق المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، من دون تفاصيل إضافية. وكانت آخر زيارة قام بها "غني" إلى إسلام آباد خلال مؤتمر "قلب آسيا" في عام 2015. وسعى غني إلى تحسين العلاقات مع إسلام آباد، لكنها ظلت متوترة، حيث تبادل البلدان الاتهامات بالسماح باختباء المتشددين في مناطقهم الحدودية، وشن هجمات في بلديهما. وقال وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قرشي للصحفيين في بلدة بوربان القريبة من إسلام آباد، خلال مؤتمر سلام أفغاني، إن "زيارة الرئيس غني لإسلام آباد ستحسن العلاقات وستبدأ حقبة جديدة بين الجارتين". وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، قال رئيس الوزراء الباكستاني، إن بلاده ساعدت الولاياتالمتحدة في جلب حركة "طالبان" الأفغانية إلى طاولة المفاوضات. وقال خان، عبر "تويتر"،: "باكستان ساعدت في الحوار بين طالبان والولاياتالمتحدة في أبوظبي. دعونا نصلي من أجل أن يقود هذا إلى السلام، وينهي ما يقرب من ثلاثة عقود من معاناة الشعب الأفغاني الشجاع". ووعد بأن إسلام أباد ستبذل قصارى جهدها لتعزيز عملية السلام. واتهم "غني" باكستان صراحة بتخطيط "حرب غير معلنة على أفغانستان"، وهو ما تنفيه إسلام آباد. وفي وقت سابق من هذا الشهر، قال غني وهو يتعهد بفتح "فصل تاريخي" في العلاقات مع باكستان: "لا نحتاج إلى أن نكون فجأة يائسين أو متفائلين، لكن علينا المضي قدمًا بحذر للوصول إلى خارطة طريق عملية مقبولة للجماهير في كل من أفغانستانوباكستان". وبصفته خبير اقتصادي سابق بالبنك الدولي، فإن سياسات غني الاقتصادية يُعزى لها الفضل في موطنه بإنهاء أو التقليل إلى أدنى حد من الاعتماد الساحق على باكستان في التجارة. كما خطط أيضًا لعدد من مشاريع إدارة المياه في أفغانستان، التي يُعتقد أنها تواجه معارضة عبر الحدود في باكستان. في السياق، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، محمد عشيق الله يعقوب، أن البلدين لديهما الكثير ليكسباه من تحسين العلاقات والتغلب على عدم الثقة. وقال يعقوب، في حديث للأناضول،: "يجب على الطرفين تبديد انعدام الثقة، وتعزيز السلام والتنمية التي ستفيد كابول وإسلام آباد في نهاية المطاف. وبالنسبة لأفغانستان، فإن جارتها المباشرة باكستان هي الخيار الطبيعي والمستدام الأول للتجارة والتعاون". واستضافت باكستان، السبت، مؤتمرًا للسلام استمر لمدة يوم، قبل زيارة غني لإسلام آباد. وقال قريشي، إن زيارة نحو 57 من القادة الأفغان الرئيسيين، وزيارة غني هي إشارة واضحة إلى أن كابولوإسلام أباد على نفس المسار. وأوضح أن بلاده تدعم عملية السلام في أفغانستان وتريد بناء علاقات جيدة مع جيرانها. وأضاف قريشي: "كانت زيارتي الأولى بعد تولي المنصب مجددًا في أغسطس/آب عام 2018 إلى كابول. لقد زرت كابول منذ ذلك الحين ثلاث مرات". وتابع: "لقد زرت أيضًا دولًا إقليمية أخرى، تشمل الصين وروسيا وإيران وتركيا وقطر والسعودية وعمان والإمارات في محاولة لبناء إجماع إقليمي على عملية السلام الجارية". وفي الأشهر الأخيرة، كثفت واشنطن جهودها، بما في ذلك المحادثات المباشرة مع "طالبان"، في محاولة لإنهاء الصراع المستمر منذ 18 عامًا في أفغانستان. وأجرى المبعوث الأمريكي الخاص للمصالحة في أفغانستان، زلماي خليل زاد، حتى الآن ست جولات من المحادثات مع "طالبان" منذ تولى منصبه في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، لكن "طالبان" تواصل رفض مطالبه الملحة بوقف إطلاق النار في أفغانستان. وأعلن أن الجولة السابعة من محادثات السلام بين "طالبان" والولاياتالمتحدة، ستبدأ في 29 يونيو/حزيران الجاري بالعاصمة القطرية.