وافقت كلّ من باكستانوأفغانستان، بوساطة صينية، على تعزيز العلاقات الإقليمية والاقتصادية بينهما، لنزع فتيل التوتر، والدفع نحو مزيد من الحوار والتعاون لإحلال السلام والاستقرار بالمنطقة. ونقلت وكالة "شينخوا" الصينية، اليوم الإثنين، عن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، قوله إنّ جولته الآسيوية، التي قادته إلى الدولتين الجارتين، أسفرت عن بيان مشترك يضمن موافقة كابولوإسلام أباد على تحسين العلاقات الثنائية، وإعادة محاولات بناء الثقة بينهما. وأضاف وانغ يي، في نهاية لقائه بالرئيس الباكستاني ممنون حسين، أنّ "التوافق الباكستاني الأفغاني يبعث رسالة إيجابية إلى العالم". ووفق البيان المشترك الصادر عن وزارات خارجية الدول الثلاث فقد اتّفقت كلّ من باكستانوأفغانستان على الاشتراك في مواجهة التحديات الأمنية، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب، في ظل رعاية صينية مستعدة لتقديم المساعدة للدولتين الجارتين في حال لزم الأمر. كما نجحت الوساطة الصينية في الحصول على تعهّد من كابولوإسلام أباد بإنشاء آلية لإدارة الأزمات تشمل الوقاية من خلال تبادل المعلومات في الوقت المناسب وبطريقة فعالة، للحفاظ على اتصالات من شأنها مكافحة الإرهاب وحالات الطوارئ الأخرى. وفي السياق نفسه، أعلنت الدول الثلاث التزامها بدعم عملية السلام في أفغانستان، لتحقيق الصلح والسلام بين الحكومة وحركة طالبان. وتتهم كابل جارتها بدعم نشاطات وهجمات حركة "طالبان" وشبكة "حقاني" في أفغانستان، وهو ما تنفيه باكستان. وزادت حدة التوترات بين البلدين بعد أن شهدت العاصمة الأفغانية كابول سلسلة من الهجمات الإرهابية، كان أبرزها الهجوم الذي استهدف منطقة "وزير أكبر خان" في كابول، نهاية ماي الماضي، وأسفر عن مقتل نحو 150 شخصا وإصابة أكثر من 400 آخرين. وعقب الهجوم، حمّل الرئيس الأفغاني أشرف غني حكومة إسلام أباد مسؤولية ما وصفها ب "الحرب غير المعلنة" ضد بلاده، وهو ما رفضه البلد الجار.