أكد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان اليوم أن باكستان لن تخوض بعد الآن حروبا بالوكالة عن دول أخرى، متحديا بذلك مطالبة الولاياتالمتحدة لبلاده ببذل مزيد من الجهود من أجل التصدي للجماعات المتشددة. وفي خطاب متلفز، قال خان الذي أكد تأييد بلاده للجهود الأميركية الأخيرة الهادفة الى إجراء مفاوضات مباشرة بين “طالبان” والسلطات الأفغانية، إنه يريد أن تمضي باكستان قدما، وأن يكون “شرفها مصانا”. وأضاف بطل الكريكت السابق: “لن نخوض بعد الآن حروب الآخرين، ولن ننحني أمام أحد”. وانخرطت إسلام اباد عام 2001 في “الحرب على الإرهاب” التي أطلقتها واشنطن. وتقول إن انضمامها إلى التحالف كلّفها الكثير، وأثار ردود فعل لدى الإسلاميين، ودفع جماعات محلية متشددة إلى استهداف إدارات الدولة الباكستانية، ما أسفر عن سقوط آلاف القتلى. وفي السنوات الأخيرة، بعد حملة عسكرية ضد الإسلاميين، شهدت الأوضاع الأمنية تحسّنا كبيرا. لكن الولاياتالمتحدة تواصل اتهام إسلام اباد بغض الطرف عن جماعات، مثل حركة “طالبان” الأفغانية و”شبكة حقاني”، وبالتعامل معها. ويسود اعتقاد بأن “شبكة حقاني” تشن هجمات ضد أفغانستان انطلاقا من باكستان التي توفر لها ملاذا آمنا عند الحدود بين البلدين. ويتّهم البيت الأبيض الاستخبارات الباكستانية وأجهزة عسكرية أخرى بتمويل حركة “طالبان” وتسليحها لأسباب أيديولوجية، ومن أجل التصدي للنفوذ الهندي المتزايد في أفغانستان. وتعتبر الإدارة الأميركية أن حملة القمع الباكستانية ضد المتشددين يمكن أن تكون مفصلية في تحديد مسار الحرب. وقال خان الذي لطالما انتقد مشاركة باكستان في الحرب على الإرهاب إن بلاده تريد “السلام مع الجميع”. واضاف: “الأشخاص أنفسهم الذين كانوا يطالبون ببذل مزيد من الجهود يطالبوننا اليوم بمساعدتهم في أفغانستان لإرساء السلام وللتفاوض”. وبعد مرور أكثر من 17 عاما على الاجتياح الأميركي لأفغانستان، عززت الولاياتالمتحدة جهودها الديبلوماسية الرامية الى عقد محادثات مع متمردي “طالبان”. وهذا الأسبوع، أعلنت الخارجية الباكستانية أن خان تلقى رسالة من الرئيس الأميركي قال فيها دونالد ترامب إنه “يسعى الى دعم باكستان”. وأعلنت وزارة الخارجية الباكستانية أنّ ترامب قال في رسالته إنّ تسوية النزاع في أفغانستان تشكل “أبرز أولوياته الإقليمية”. وجاءت رسالة ترامب قبيل زيارة للمبعوث الأميركي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد الذي أعرب عن أمله في إمكان التوصل الى اتفاق قبل موعد إجراء الانتخابات الرئاسية الأفغانية المقررة في ابريل2019.