رقة الأخلاق عند العلمانيين المغاربة: فنظرة عجلى في المحتفل العلماني المغربي ترسخ بلا ريب أن العلماني المغربي كائن غير أخلاقي لا يتحصل على أساس المروءة الإنسانية. ويظهر ذلك في الفضائح الأخلاقية المشهورة (الخيانة الزوجية)، والسرقات العلمية لكبار المثقفين العلمانيين، ونصرة الأنظمة الاستبدادية و غير ذلك كثير. و لعل من أعظم العلل التي يناط بها هذا الخواء الأخلاقي طبيعة المفهوم الأخلاقي في الفلسفة العلمانية، فهو مفهوم سائل يتأبى على الضبط والتحديد (نسبية الأخلاق)، وإرجاعه إلى معايير إنسانية أو واقعية، أو تحديده بما يحقق رفاه الإنسان (اللذة) وغير ذلك من المحاولات العلمانية الفاشلة لا ينفصل بالعلمانيين من الإشكال، بل ربما يزيده تعقيدا. وإنما يخفف هذا الخواء عند كثير من العلمانيين الأوربيين والأمريكيين الاجتهاد في المفهوم المسنود بسعة الاطلاع، وضبط القانون و غير ذلك. انقطاع العلمانيين المغاربة عن الأصول الفلسفية للمذهب: فالعلماني المغربي علماني دعي كاذب في انتسابه لأصول المذهب وقواعده، ويظهر ذلك في مخالفة كثير منهم للمعلوم من العلمانية ضرورة مثل حرية الرأي وحرية ممارسة الشعائر وحرية اللباس وغير ذلك. ولا يرد على هذا أنهم ينتخبون من العلمانية اتجاها هو ما سماه المسيري العلمانية الصلبة، فتقسيم المسيري رحمه الله لم يكن باعتبار أصول العلمانية وقواعدها، وإنما باعتبار تمثل بشري في النظر إلى الدين، بغض النظر عن صحة التزامه بأصول العلمانية من عدمه، لذلك تجد التمثلات العلمانية الأخرى قد أكثرت من نقد بعض المدارس العلمانية الشاملة كالمدرسة الفرنسية. (راجع مقال ديفيد بروكس في النيويورك تايمز بعد شارل إبدو). العلماني المغربي علماني استعماري: اتصلت العلمانية المغربية بالفرانكوفونية الاستعمارية في مصادرها وأفكارها ورموزها ولغتها وتمويلها، لذلك تجد العلماني المغربي يجهد بالنضال في مسائل لا صلة لها بالأغراض العلمانية، مثل مسألة معاداة اللغة العربية ونصرة اللغة الفرنسية، ولا شك أن المستعمر و وكيله لا يمكن أن ينصر مستعمَره حين تتجه إليه الكراهية والتعصب، لأنه من أعظم من يحمل الكراهية والتعصب. العلمانيون المغاربة يعادون الإسلام والمسلمين: لقد أوجب هذا الخليط من الآفات المتراكبة عند العلماني المغربي (من تسفل أخلاقي وجهل معرفي وأغراض استعمارية) صورة ممسوخة مشوهة جاوز بها الغلو إلى بغض الإسلام نفسه وكراهية من يستقيم عليه، لذلك تجد نضالهم منصرفا إلى نقض ذات شعائر الإسلام، لا إلى ما يهدد (العلمانية) منها، بل اتجه تغليطهم رأسا إلى كتاب المسلمين ونبيهم. ولا ينتظر ممن يعادي الإسلام وأهله أن ينكر ما يتجه إليه من كراهية وتعصب، لأنه أول المتعصبين ضده والكارهين له. العلماني المغربي يرى الإسلام والمسلمين أصل العنف وصناعه: فيخرج ما يجدونه من العنف والكراهية مخرج الجزاء الموافق الذي لا ملامة على معتمله، بل هو رد فعل بدهي لأهل العنف وأربابه وهم المسلمون وكتابهم ونبيهم صلى الله عليه وسلم.