تساءل الكاتب الألماني مالتا ليمينغ في مقال بصحيفة ديرتاجسشبيغيل الألمانية عما إذا كان من قبيل المصادفة نشر بياتريس فون شتورش نائبة رئيس حزب "بديل لألمانيا" المعادي للإسلام والمهاجرين مقالا على موقع إذاعة القناة السابعة الناطقة بلسان المستوطنين الإسرائيليين، في نفس اليوم الذي أحيت فيه ألمانيا في برلمانها (البوندستاغ) ذكرى المحرقة اليهودية. وفي مقالها بعنوان "الحكومة الألمانية تلاحق أصدقاء إسرائيل"، شنت فون شتورش -حسب تاجسشبيغيل– هجوما شديدا على إعلان الاستخبارات الداخلية الألمانية (هيئة حماية الدستور) النظر في إمكانية فرض رقابة أمنية على أنشطة حزبها اليميني المتطرف. واستطردت نائبة رئيس "بديل لألمانيا" قائلة إن الاستخبارات الألمانية باتت أداة تستغل سياسيا للهجوم على الحزب الوحيد الذي يكافح بفعالية ضد الأصولية الإسلامية المتطرفة والعداء للسامية، وينتقد تمويل ألمانيا والاتحاد الأوروبي للأونروا وللمنظمات غير الحكومية المرتبطة ب"بي دي أس" (حركة مقاطعة البضائع والمنتجات الإسرائيلية). وأضافت فون شتورش أن حزبها هو الحزب الوحيد المؤيد لحقوق وأمن اليهود في ألمانيا والداعم لأصدقائه في إسرائيل. قاسم مشترك ودعا الكاتب ليمينغ للتمعن في هذه الدعوة من السياسية اليمينية، لتوحد حزبها "بديل لألمانيا" مع حركة المستوطنين الإسرائيليين ضد ما يصفونه "بالشر المتمثل في الأصولية الإسلامية والعداء للسامية، ودعما لتأسيس إسرائيل الكبرى". وتساءل عما إذا كان هذا بات مظهرا للقاسم المشترك الجديد بين إسرائيل واليمين المتطرف بأوروبا؟ وربط ليمينغ بين مقال بياتريس فون شتورش ونشر مقال مماثل في التوقيت نفسه بصحيفة "إسرائيل اليوم" المعبرة عن حزب "ليكود" اليميني الإسرائيلي المتطرف والقريبة من بنيامين نتنياهو، لدانيال بابيس الصحفي الأميركي المعادي للإسلام ومدير منتدى الشرق الأوسط، وصاحب العلاقات المميزة مع قادة اليمين المتطرف بأوروبا. ووفق ليمينيغ، دعا بابيس في مقاله لتحالف قوي بين الحكومة الإسرائيلية وتيارات اليمين المتطرف، التي وصفها "بالأحزاب الحضارية"، معتبرا أنها تدافع عن وجود الحضارة الغربية، وتعتبر أفضل أصدقاء إسرائيل بأوروبا، وتقاتل ضد الهجرة المفتوحة، وضد التعددية الثقافية، وضد أسلمة أوروبا. وأضاف بابيس أن هذه الأحزاب ترى إسرائيل شريكا أخلاقيا وحليفا ضد الأصولية الإسلامية، وتكافح ضدها وضد ومعاداة السامية، وترفض الاتفاق النووي مع إيران، وتؤيد نقل سفارات بلدانها الأوروبية إلى القدس. ورأى الكاتب الأميركي المعادي للإسلام أن دعم اليهود في أوروبا لهذه التيارات يمكن أن يساعدها في تحسين صورتها، ولأن هذا الدعم غير محتمل فقد هاجم بابيس اتهام يهود أوروبا للأحزاب اليمينية المتطرفة في القارة بالعداء للسامية والتمهيد لعودة النازية والفاشية. تغير المصالح وأشار ليمينغ إلى أن بابيس صدر مقاله بصورة تظهر مصافحة نتنياهو مبتمسا لماتيو سلفيني وزير الداخلية الإيطالي ورئيس رابطة الشمال الإيطالية المتطرفة. ولفت إلى تركيز المقال نفسه على علاقات الصداقة الوطيدة التي نسجها رئيس الوزراء الإسرائيلي مع نظرائه رؤساء الحكومات اليمينية القومية في المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا، التي تشكل مجموعة فيشغراد المقرر اجتماعها في 18 و19 من الشهر الجاري في القدس لتعزيز الحلف الإسرائيلي مع اليمين الأوروبي. وذكر ليمينغ أن تقاطع مصالح الحكومات الإسرائيلية ويهود الشتات لفترة طويلة في التركيز على حماية أمن إسرائيل ومكافحة العداء للسامية أصبح ضربا من الماضي، لأن الولاء لليهودية عند يهود أوروبا لم يعد مرادفا للولاء لإسرائيل. وأوضح الكاتب الألماني أن يهود البلدان التي تزدهر فيها حركات وأحزاب اليمين الشعبوي والمتطرف مثل المجر وإيطاليا والنمسا والولايات المتحدة؛ حذروا الحكومة الإسرائيلية من اهتمامها الشديد بهذه الحركات والأحزاب، ومن تركيزها على العداء للسامية بين المهاجرين المسلمين، وإهمالها أن أكبر شريحة من المعادين لليهود هم البيض مواطنو هذه البلدان.