هوية بريس – الخميس 22 يناير 2015 رسم مسيئ…فيلم مسيئ… ألم يجد هؤلاء المستهزئون شيئا يشتغلون به غير نبينا صلى الله عليه وسلم؟! ألم يجدوا في هذا الكون الفسيح من ينالون منه غير نبينا صلى الله عليه وسلم؟! أما بلغهم أنه رسول من رب العالمين؟! ألم يكفهم أنهم كفروا به حتى زادوا على ذلك الاستهزاء به؟! ماذا لو كان رسولا من الله حقا، وإنه لكذلك بأبي هو وأمي؟! أهكذا تُعامل رسل الملوك؟! عفوا! أهكذا يعامل رسول ملك الملوك؟! أليس لهذا الرسول أمة تغضب له غضبا يليق بمثله على الوجه الذي يرضيه، غضبا شرعيا لا يعود على الإسلام والمسلمين بالضرر؟! لا نريد قتلا ولا تفجيرا، فإن هذا يحملهم على سبّنبينا صلى الله عليه وسلم أكثر وأكثر. لا نريد صياحا وزعيقا فإن مقام نبينا صلى الله عليه وسلم أكبر وأكبر. نريد انتصارا عمليا للمصطفى صلى الله عليه وسلم بأن نُري الله منا ما يرضيه ويرضي نبيه عنا. نريد عودة صادقة إلى دينه وإحياء عمليا لسنته، فلو عرَّفْناهم نبينا بسلوكنا على طريقته؛ لوقف عقلاؤهم منبهرين من شخصيته، ولما تجرؤوا على النطق في ذمه بكلمة، ولا نبسوا في شَيْنِه ببنت شفة. ولكننا -أعني أكثرنا- قد خذلنا نبينا صلى الله عليه وسلم بخذلان دينه وسنته، فجَرَّأْنا عليه سفهاء القوم وأنذالهم. حتى إن المرء ليقف مندهشا متسائلا: – أيستهزأ بمن بعثه الله رحمة للعالمين؟! قال تعالى: "وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ" (الأنبياء:107). – كيف يستهزأ بمن بعثه الله مُخرجا للبشرية من الظلمات إلى النور؟! قال سبحانه: "كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ" (إبراهيم:1). – كيف يستهزأ بمن بعثه الله مُنْقذا من الشقاء الأبدي؟! قال عز وجل: "…وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ" (آل عمران:103). – كيف يستهزأ بمن بعثه الله مزكيا للأنفس البشرية؟!أم كيف يستهزأ بمعلم الناس الخير؟! قال تعالى: "لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ" (آل عمران:164). عجبا والله! كيف يستهزأ بمثله!؟ وفي الختام أقول -وخطابي للمسلمين جميعا-: أما شعرتم أن الله تعالى يبتلينا في نصرة نبينا صلى الله عليه وسلم، من ينصره منا ممن يخذله، وأما هو فقد كفاه الله المستهزئين، الأولين منهم والآخرين، فقال: "إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ" (الحجر:95). أما شعرتم أن الله يقيم الحجة على عباده بسبب هؤلاء المستهزئين، فلم يبق أحد في الدنيا تبلغه وسائل الإعلام إلا قد سمع به صلى الله عليه وسلم. فالناس بعد ذلك أحد رجلين: – رجل يعرف النبي صلى الله عليه وسلم، يُهَيّج الاستهزاءُ به محبته في قلبه، ويعطف قلبه على سنته نصرةً له. – ورجل لا يعرف النبي صلى الله عليه وسلم يهيج استهزاء المستهزئين به فضوله ليتعرف عليه وعلى دعوته، فعسى الله أن يهدي قلبه، فيؤمن به ويتبعه. وأما أعداؤه المستهزئون به صلى الله عليه وسلم فلهم عند الله موعد لن يخلفوه. "وَلَقَدِ اسْتُهْزِئَ بِرُسُلٍ مِنْ قَبْلِكَ فَحَاقَ بِالَّذِينَ سَخِرُوا مِنْهُمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ" (الأنعام:10).