الأمازيغي الحقيقي هو: 1_ الذي يعتمد على تاريخه كله بدون إقصاء ولا تجزيء، بدء من التاريخ المعاصر إلى التاريخ الحديث مرورا بالمتوسط وانتهاء بالقديم، ويعتبر كل ذلك من تاريخه دون القفز على 15 قرنا ليبحث عن تاريخ مشوه كتبه الأعداء اليونان والرومان والوندال… فتاريخ الأمازيغ يبدأ من الآن وينزل متدرجا: أقرب زمن يفضي للأقرب، ولا يبدء بعصر ما قبل الفتح الإسلامي، وكأن الفتح الإسلامي أباد الأمازيغ من الوجود! 2_ الأمازيغي الحقيقي هو الذي لا يتنكر لثقافة أبيه وجده ليبحث له في التاريخ السحيق المشكوك فيه عن شيء مخالف ومعادي لثقافة أبيه وجده القريبين. والمؤسف أن هذا التاريخ المعادي لم يدون إلا على يد الأعداء، والكثير منه مشوه وبعضه أساطير… 3_ الأمازيغي الحقيقي هو الذي يفتخر بدول عظيمة أمازيغية قريبة من عصره أولا، كدولة المرينيين والوطاسيين والموحدين والمرابطين والمغراويين… قبل أن يبحث عن زعماء وملوك ودول سحيقة جدا كمملكة نوميديا ودولة يوغرطا وماسينيسا وماسيبسا وباطليموس وزعامة تاكفاريناس… فالقريب قبل البعيد. 4_ الأمازيغي الحر العزيز النفس يفتخر باللغة العربية وينصرها؛ لأنها توأم لغته الأمازيغية التي أخذت جل كلماتها من العربية، ولا يعادي العربية التي هي أقرب اللغات له قاموسا وتاريخا وثقافة، ولغة قرآنه… 5_ الأمازيغي الذي يحترم نفسه يعتز بالإسلام الذي دخل إليه أجدادُه الأمازيغ وآمنوا به طواعية قبل وصول الفتح العسكري، وحاربوا به ومن أجله طيلة 15، ولا ينشر في المجتمع المسلم أفكارا وثنية وشعارات تتناقض مع ثقافة الأمازيغ… 6_ الأمازيغي الحقيقي هو الذي إن كتب كتب بحروف كاملة معروفة، فيكتب كما كتب أجداده الأقارب بالحروف العربية، كما كتبوا دواوين للشعر وتفاسير القرءان ورسائل التوحيد… كلها كتبوها بالأمازيغية ذات الحرف العربي، كما هو الأمر في اللغة التركية العثمانية وفي الكردية والأوردية… بدل أن يكتب بحروف غريبة جلها مختلق مصنوع تم إنشاؤه إنشاء، فلا هو قريب من الحرف الليبي_الفنيقي (الحرف الأمازيغي الحقيقي الذي لم يفك الباحثون شفرته ولغزه لحد الساعة)، ولا هو اعتمد حروف الحضارات التي تعاقبت على شمال إفريقيا من حروف كنعانية_فينيقية وبونيقية ويونانية ولاتينية… 7_ الأمازيغي الفعال والغيور على تراثه هو الذي يجعل من علمائه الأمازيغ الكبار كابن آجروم وابن بري ويحيى بن يحيى الليثي المصمودي وعكرمة مولى ابن عباس والمهدي بن تومرت وعبد الله بن ياسين والمختار السوسي وغيرهم كثير رموزا له وعنوانا، لا أساطير قديمة لا قيمة لها في حياة الناس. فهذه بعض مقومات الهوية الأمازيغية الحقيقية، وهذه بعض مقومات الثقافة الأمازيغية التي نعتز بها وندافع عنها نحن الأمازيغ، أما التيارات المعادية لهذه الثقافة كالتيار الذي فيه عصيد ومزان وبوفوس… فلا تمثلنا ولا نقبلها، وسوف نستمر نبين حقيقة هؤلاء الذين قصدوا إلى تحريف مسار القضية الأمازيغية وتحويرها عن سكتها الحقيقية. والله المستعان.