مرحلة استراتيجية جديدة في العلاقات المغربية-الصينية    محامون يدعون لمراجعة مشروع قانون المسطرة المدنية وحذف الغرامات        19 قتيلا في غارات وعمليات قصف إسرائيلية فجر السبت على قطاع غزة    النقيب الجامعي يكتب: على الرباط أن تسارع نحو الاعتراف بنظام روما لحماية المغرب من الإرهاب الصهيوني    مثير.. نائبة رئيس الفلبين تهدد علنا بقتل الرئيس وزوجته    ترامب يعين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة في إدارته المقبلة    سبوتنيك الروسية تكشف عن شروط المغرب لعودة العلاقات مع إيران    كأس ديفيس لكرة المضرب.. هولندا تبلغ النهائي للمرة الأولى في تاريخها        الوزير برّادة يراجع منهجية ومعايير اختيار مؤسسات الريادة ال2500 في الابتدائي والإعدادي لسنة 2025    فولكر تورك: المغرب نموذج يحتذى به في مجال مكافحة التطرف    اختفاء غامض لشاب بلجيكي في المغرب    فعالية فكرية بطنجة تسلط الضوء على كتاب يرصد مسارات الملكية بالمغرب    تخليد الذكرى ال 60 لتشييد المسجد الكبير بدكار السنغالية    رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم: "فخور للغاية" بدور المغرب في تطور كرة القدم بإفريقيا    قلق متزايد بشأن مصير بوعلام صنصال    ضربة عنيفة في ضاحية بيروت الجنوبية    "كوب29" يمدد جلسات المفاوضات    خبراء يكشفون دلالات زيارة الرئيس الصيني للمغرب ويؤكدون اقتراب بكين من الاعتراف بمغربية الصحراء    "السردية التاريخية الوطنية" توضع على طاولة تشريح أكاديميّين مغاربة    بعد سنوات من الحزن .. فرقة "لينكن بارك" تعود إلى الساحة بألبوم جديد    عندما تتطاول الظلال على الأهرام: عبث تنظيم الصحافة الرياضية    طقس السبت.. بارد في المرتفعات وهبات ريال قوية بالجنوب وسوس    كيوسك السبت | تقرير يكشف تعرض 4535 امرأة للعنف خلال سنة واحدة فقط        الموت يفجع الفنانة المصرية مي عزالدين    وسيط المملكة يستضيف لأول مرة اجتماعات مجلس إدارة المعهد الدولي للأمبودسمان    كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة    بنسعيد: المسرح قلب الثقافة النابض وأداة دبلوماسية لتصدير الثقافة المغربية    الصويرة تستضيف اليوم الوطني السادس لفائدة النزيلات    موتسيبي يتوقع نجاح "كان السيدات"    مهرجان "أجيال" بالدوحة يقرب الجمهور من أجواء أفلام "صنع في المغرب"    موكوينا: سيطرنا على "مباراة الديربي"    افتتاح أول مصنع لمجموعة MP Industry في طنجة المتوسط    الرئيس الصيني يضع المغرب على قائمة الشركاء الاستراتيجيين        المحكمة توزع 12 سنة سجنا على المتهمين في قضية التحرش بفتاة في طنجة    من العاصمة .. إخفاقات الحكومة وخطاياها    مجلس المنافسة يفرض غرامة ثقيلة على شركة الأدوية الأميركية العملاقة "فياتريس"        مندوبية التخطيط :انخفاض الاسعار بالحسيمة خلال شهر اكتوبر الماضي    لتعزيز الخدمات الصحية للقرب لفائدة ساكنة المناطق المعرضة لآثار موجات البرد: انطلاق عملية 'رعاية 2024-2025'    مجلس الحكومة يصادق على تعيين إطار ينحدر من الجديدة مديرا للمكتب الوطني المغربي للسياحة    طبيب ينبه المغاربة لمخاطر الأنفلونزا الموسمية ويؤكد على أهمية التلقيح    الأنفلونزا الموسمية: خطورتها وسبل الوقاية في ضوء توجيهات د. الطيب حمضي    خليل حاوي : انتحار بِطَعْمِ الشعر    الخطوط الملكية المغربية وشركة الطيران "GOL Linhas Aéreas" تبرمان اتفاقية لتقاسم الرموز    القانون المالي لا يحل جميع المشاكل المطروحة بالمغرب    مشروع قانون جديد لحماية التراث في المغرب: تعزيز التشريعات وصون الهوية الثقافية    "سيمو بلدي" يطرح عمله الجديد "جايا ندمانة" -فيديو-    لَنْ أقْتَلِعَ حُنْجُرَتِي وَلَوْ لِلْغِناءْ !    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ويحمان يكتب: منهج عصيد.. فساده علميا وأخلاقيا وسؤال انطلائه على النخبة التقدمية
نشر في هوية بريس يوم 06 - 12 - 2018


استهلال في " عقلانية الأعراف والتقاليد"
بعدما طالعنا، مثل بقية المغاربة، تصريح "السي احمد عصيد" بشأننا لموقع "آشكاين" على هامش ما سمي "مسيرة أكال" للحركة الأمازيغية بالدار البيضاء (25 نونبر2018) وهو التصريح الذي مارس فيه السي عصيد لعبته المفضلة في القطع و اللصق من كلامنا في موضوع المسيرة وحيثياتها وملابساتها و الجهات التي تتزعم ركبها.. فقد إرتأينا أن نتفاعل مع كلام "الرجل" بما عهده علينا المغاربة و الفاعلون الحقوقيون منهم من منهج اعتماد العقل والحوار الفكري بالحجة عبر ورقة خاصة، وليس كما فعل "صاحبنا" من نزوع للتهجم على شخصنا المتواضع بل والتجرؤ على المرحومة والدتنا المجاهدة بنت شهيد و شقيقة شهيد و حفيدة شهيدة(!!!)
هذه الورقة هي في الحقيقة عصيدة " العصيدية " .. وأسئلتها المحددة، بعيدا عن لغة البولميك، نطرحها على الجميع، ولاسيما النخبة التقدمية و الحداثية على وجه الخصوص . إنه امتحان للعقل و المنطق نسائل من خلاله أصدقاء السيد أحمد عصيد ومن منهم لا يجدون حرجا في التعامل معه، بل و استضافته لأنشطتهم السياسية والثقافية و التسويق و الدفاع عن "أطروحاته" " الحداثية" حد المطالبة قبل أيام فقط ( مسيرة الدار البيضاء حول الرعي الجائر) بالعودة للأعراف و التقاليد، و ما أدراك ما الأعراف والتقاليد، لاسيما عندنا نحن الأمازيغ .
إذا كانت الأعراف المغربية معروفة في مجملها مما تواضع عليه الناس من كرم وعدل وجوار وتعاون .. فإنها أيضا تحمل في أحشائها أشياء كثيرة من اللاعدل و الظلم والعنصرية مما رصده الباحثون السوسيولوجيون والأنثروبولوجيون القدامى والمحدثون ..فالأعراف ليست كلها أعرافا جميلة وعادلة حتى يتم المطالبة بها حد التقديس والتأليه بمنطق يتناقض فيه السي أحمد عصيد مع دعواه "الحداثية" التي يبشر بها ليل نهار بالحق والباطل..
إن من الأعراف في عدد من مناطق المغرب ، حتى الماضي القريب . إنه الجميع يعلم أن المرأة في، في عرفنا الأمازيغي، مثلا، لا حق لها في الإرث بتاتا .. و لا حق لمن بشرته سمراء، حتى و إن كانوا أمازيغ، في أبسط شروط الحياة مثل مشاهدة أعراس بيض البشرة أو حتى ركوب الحمار، على أساس أنه لا يعقل " أن يركب الحمار حمارا " بحسب عرف آيت عطا نومغا مثلا، و هذه ممارسات عشناها حتى الستينات و السبعينات، و نحن أطفال بالجنوب الشرقي…
هذه الورقة هي إذن مساءلة منهج و منطق السيد أحمد عصيد واختبار تماسكه وانسجامه و مدى علميته . كما أنها طرحٌ للسؤال عن مفارقة عجيبة، و هي كيف يصل إلى تمرير خطابه والانطلاء على نخبتنا التقدمية و الحقوقية والحداثية، رغم أنه منهج فاسدٌ علميا و مفلسٌ أخلاقيا ومرتبكٌ أمام المنطق الذي يكشف تناقضاته في ادعاء قناعة والقول بها و بنقيضها في الآن ذاته ! ! .
وقبل الخوض في الموضوع و وضعه في الميزان، يجب الاعتراف أن للسيد أحمد عصيد مهارة استثنائية في تشكيل اللغة حسب "لكل مقام مقال "، لا بمعناه المعهود والمطلوب في ضرورة الالتزام بضوابط و قواعد الكلام في المجالس العامة و الخاصة، ولكن بمعناه الانتهازي الذي تختزله معاني هذا البيت الشعري:
ولا خير في ود امريء متملق == إذا الريح مالت، مال حيث تميلُ
و إذا انطبقت هذه المضامين على نفي الخير من" ود" ومصاحبة امرئ هذه إحدى صفاته، فإن الأمر يصدق بشكل أولى بالنسبة ل "القول"، لاسيما إذا تعلق الأمر بشخص له حضور و تأثير في الساحة السياسية و الثقافية و الإعلامية ك " أحمد عصيد " الذي يصفه مريدوه ب " المفكر الكبير " ؟ ! . لا أحد يمكن أن يغمط السيد عصيد حقه في التمكن من اللغة و ممارسة السفسطة لدرجة قلب النخبة و حتى نخبة النخبة كما سنشير إلى بعض الأمثلة عن ذلك .
أسس منهج عصيد .. "بريء آش " ..
من أشهر الأطروحات في "علم النفس الاجتماعي"، أطروحة "نظرية البريء" .. ومن أهم من قام بتجارب مخبرية لامتحانها عالم النفس البولوني الأمريكي " سالمون آش = Saomon Asch) و هو من المدرسة الجشطالتية في دراسة السلوك البشري . و تتلخص تجربة " البريء " في التواطوء مع عدد من الشباب الذين أجريت معهم التجربة على أن يجيبوا كلهم نفس الجواب الخطأ على سؤال يطرحه عليهم البروفيسور آش ثم بعد ذلك يطرح نفس السؤال على الشخص الذي لم يتم إخباره على ما تم الاتفاق و التواطؤ عليه، و الرهان على ماذا سيكون جواب هذا الأخير . هل سيجيب الجواب الصحيح، رغم أن ال 16 من زملائه في القسم أجابوا كلهم، واحدا تلو الآخر، الجواب الخاطئ نفسه ؟ أم أن التوجه العام لجواب زملائه سيؤثر عليه وعلى قناعته القاطعة بأن الجواب الصحيح هو ما يراه هو لأنه سهل وواضح، بل و بديهي .
كان آش قد رسم ثلاثة قطع في مجموعة أ بمقاسات متفاوتة . ثم رسم قطعة س بمجموعة باء بمقاس القطعة ص بالمجموعة أ ثم طرح السؤال عن القطعة بمجموعة أ التي تماثل س بمجموعة باء . و مع أن الجواب الصحيح واضح بتماثل" س" ل "ص"، فأن جواب الزملاء ال 16 المتواطئين جاء : هو " قطعة ج، مع أن الأمر واضح للعين المجردة، فضلا عن إمكانية التحقق بالقياس . أما الزميل ال 17 (البريء)، والذي تدور على جوابه كل التجربة، فجاء هو الآخر: ج!
هذه هي "نظرية البريء" التي يشتغل عليها السيد "عصيد"، على نحو وظيفي بالمنطق الصوري، في كل أبحاثه وعروضه.
.. فهو يتقدم بتسعة بديهيات للتعمية، ليمرر الفكرة العاشرة بعد تنويمه لمستمعيه ببداهة المسلمات التسعة السالفة . و هو كمن يأتي يطالبك، في جمع من الناس، بأن تُرجع له مبلغ 30 ألف درهم سبق أن أقرضها لك، لأنه في حاجة ماسة إليها، والحال أنه لا تربطك به أية معاملة من هذا النوع من قبل . عندما تبدي اندهاشك أمام هذا الادعاء، و الحضور يتابع الموضوع باهتمام، يبادرك : كيف؟ هل نسيت أم ماذا ؟ ثم ينهال عليك بمجموعة من البديهيات من قبيل : 1 أو ليس أخوك هو فلان الفلاني؟ تجيب نعم …. " 3 " أو ليس .. عدد أيام الأسبوع سبعة؟ 4 .. 5 .. 6 .. 7 .. 8 .. 9 أو ليس الرباط عاصمة المغرب ؟ تجيب نعم .. و هنا، في غفلة من "الأبرياء"، يخاطبك، متمسكنا، "مظلوما"، و في صورة من هو مهدد بأن يخسر "رزقه"، يا حرام!:
" إوا اعطيني رزقي الله يخليك !" .. و هكذا يتبادل الأبرياء نظرات الاستغراب و الاستنكار و التعاطف مع عصيد في الخلاصات التي انتهى إليها، بغير قليل من الحذق و كثير من استغباء للناس .. و من النخبة "ياحسراه" !
هذا هو منهج عصيد، و حتى لا يبقى كلامنا، و كأنه مرسل على عواهنه؛ نقدم بعض الأمثلة الواقعية .
كنا مرة، في ندوة بنادي المحامين بالرباط . و كان جل الحضور، إن لم يك كله من اليساريين و الحقوقيين المعروفين بالتزامهم بحقوق الشعب الفلسطيني و مناهضتهم القاطعة للتطبيع، و مسؤولين من الصف الأول . و عند إلقاء عرضه ابتدأ، السيد عصيد، بالبديهيات/ المرطبات، من قبيل الحريات و حقوق المرأة و آثار الاستبداد و الفساد على تقدم البلاد وانعكاساته في المجال الاجتماعي، لاسيما في قطاعات التعليم و البحث العلمي و الصحة الشغل … الخ . وعندما اطمأن إلى تأثير مفعول المرطبات التسع، و تمكينه من التنويم المغناطيسي ل "الأبرياء "، مرر أساس مداخلته بالحديث عن " دولة إسرائيل " و عن كونها " النموذج الذي يحتذى " ! ! ! . كنت أنتظر رد فعل المسؤولين و النشطاء من أحزاب اليسار والحقوقيين الحاضرين، لكن النتيجة كانت عاصفة من التصفيق، ترحيبا بعرضه ! استثناء واحد فطن للعبة القذرة قبل أن يتناول كاتب السطور الكلمة لفضح خلفيات ومخاتلات عصيد، كان المناضلة اليسارية والنقابية والحقوقية المحترمة "سميرة كيناني" التي احتجت وأدانت هذه الوقاحة التي سكت عنها أساطين النضال اليساري و الحقوقي من الصف الأول كما أشرنا .
و فضلا عن هذا المنهج التدليسي الذي يعتمده السيد عصيد لتمرير أباطيل على أنها حقائق، فإنه غالبا ما يلتجيء إلى تقنية أخرى، هي في الحقيقة جزء من منظومة هذا المنهج التضليلي؛ ألا و هي؛ تقنية قلب الحقائق أحيانا والكذب الصراح أخرى ..
تقنية قلب الحقائق والكذب الصراح..
و من أمثلة اعتماد عصيد لهذه التقنية، مقال له نشره، على إثر ندوة برلماني العدالة و التنمية عبد العالي حامي الدين . هذا المقال، الذي سرعان ما حوله هو وزملاؤه في الحركة المزوغية الصهيونية إلى شكاية كيدية، طلبوا فيها إحالتي لمستشفى الأمراض العقلية أو السجن لأنني أهلوس وأشكو من اضطرابات نفسية . الشكاية/مقال عصيد كلفوا بوضعها، باسمهم جميعا، رئيس ما يسمى جمعية أفريكا، و هو صاحب سوابق في اغتصاب قاصر قضى بسببها عقوبة حبسية بعد إدانته بما نسب إليه، قبل أن يتم ضبطه، في حالة تلبس، بالخيانة الزوجية؛ نقصد " الناشط الحقوقي ؟! المدعو عدي ليهي ..
يعلم الجميع، طبعا، استدعاءنا بسبب هذه الشكاية وخضوعنا لاستنطاق من قبل الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، خلية مكافحة الإرهاب و الجريمة المنظمة ، و كذا استدعاء واستنطاق أخي العزيز الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، المناضل المحترم " عزيز هناوي آيت أوهني" .
لقد ادعى أحمد عصيد أنني قلت في الندوة، بحضور وزيرين في الحكومة وجمع كبير من الإعلاميين (والاستعلاميين) والحقوقيين، بأنني "اتهمته بالتحضير لمحاولة اغتيالي".. و أنني أهلوس بتهيؤات عن وجود عصابة صهيونية تدرب الشباب على السلاح و أنني قلت أن هذه العصابة هي التي اغتالت قيادي و برلماني حزب الاتحاد الاشتراكي المرحوم أحمد الزايدي و القيادي و وزير الدولة المرحوم عبد الله باها (!!) . هكذا، وبعد هذه المقدمة التي تخيلها، وعلى هذا الأساس بنى صرحا كاملا ل" أطروحة " من التحليل النفسي لشخصي و شخصيتي في مقال كانت له " الجرأة " في الإقدام على نشره، دون أن يرف له جفن .. و كل ذلك ليخلص إلى أنني مجنون، لعل، " الضجيج حولي يثير الشكوك عن قدراتي العقلية ويتم إدخالي لمستشفى الأمراض العقلية حقا، و هو ما يضمن لهم عدم كشف العصابة التي تدرب أعضاء التنظيم السري ؛ " محبي إسرائيل " الذي يحضرون به تخريب و تقسيم المغرب، بعد نشر الفتنة والاحتراب الداخلي على أساس العرق، ادعاء منهم أنهم من يمثلون الأمازيغ المضطهدين مما يسمونه " الأبارتهايد العروبي "، و كل ذلك تحت إشراف الضابط و الحاخام بجيش الحرب الصهيوني المدعو "يهودا أفيسكار " !!!
من المؤكد أن مضامين مقال عصيد ومطالب الشكاية الكيدية ارتدت إلى أعناقهم . كما أن سخريتهم واستهزاءاتهم مما كنا نحذر منه في المرصد المغربي لمناهضة التطبيع بشأن التدريبات العسكرية بإشراف مباشر من ضباط الجيش و الاستخبارات الصهيونية، انقلبت على تنظيم " محبي إسرائيل " السري، وكشف الشعب المغربي صحة ما نقول و زيف ما يدعون، و ظهرت حقيقتهم كعملاء مجندين لفائدة الموساد و ضباطه .. كانوا يرتبون لإدخالنا مستشفى الأمراض العقلية، فكانوا هم أول من يشرف ب " برشيد " من خلال أحد تلامذتهم و ضحاياهم من الشباب المغرر بهم، الذين يدفعون بهم للفرن ثم يتخلون عنهم؛ أقصد مدير "معهد ألفا الإسرائيلي …" ، عبد القادر الإبراهيمي، أحد أصدقاء و مريدي عصيد.
كان دأب عصيد، في غالب الأحوال، ينطلق من مقدمات يصنعها صنعا، حتى وإن لم يكن لها أساس من الواقع ليصل به التحليل، في نهاية المطاف، إلى النتائج المحددة سلفا، حتى قبل بداية التفكير في الأسئلة الإشكالية التي يريد أن يقارب بها موضوعا من المواضع.
وكما رأينا في تقنية قلب الحقائق بشأن مقاله/ الشكاية الكيدية بشأن ندوة حامي الدين، ورغم انكشاف أمره لكثير ممن كان ينطلي عليهم، فإنه لم يرعو . و بدل أن يخجل من نفسه، فقد عاد إلى نفس تقنيته مرة أخرى، من خلال مقاله بموقع " آش كاين ؟ " الإلكتروني حيث انطلق، مرة أخرى من فرضية، بل من كذبة وضعها و بنى عليها ليناكف على أمي المجاهدة، ابنة مجاهدة وشهيد و شقيقة شهيد و حفيدة شهيدة و أختي… الخ
لقد ادعى، مرة أخرى أنني ضد حق أهل سوس في الأمن في أنفسهم و ممتلكاتهم، و الحال أني كتبت مقالا في الموضوع ونشرته جريدة " العمق المغربي" الإلكترونية وعدد من المواقع الإخبارية ، يوما قبل المسيرة (يمكن للجميع الرجوع إليه بالنص الكامل) . ومما جاء في المقال التأكيد على أن "من واجب الدولة، بكل مؤسساتها، التدخل لوضع حد لهذه المعاناة لهؤلاء الكادحين الذين ينظرون إلى أرزاقهم التي عرقوا وتعبوا وشقوا من أجلها يستبيحها الرحل، الضحايا بدورهم لمصادرة مراعيهم من قبل الصهاينة وأثرياء الخليج ومافيا البيروقراطية والفاسدين من مختلف مفاصل الدولة" كما حرصنا على التنبيه لأن " المستفيد من الرعي الجائر هم عرب وإمازيغن، والمتضررين هم عرب وإمازيغن"، و بالتالي فالمشكل مشكل ظلم يجب أن يرفع على المظلوم و ليست بين إمازيغن و عرب .
فمع التضامن وواجب النضال مع المتضررين، فإننا نبهنا إلى خطورة المقاربة والأجندات الموازية التي تحاول الركوب على الموضوع و جره لأحندات أخرى بان عبرنا "بأن هذه المعركة وبالأدلة القاطعة، هي من هندسة الموساد وعملائها فيما يسمى " محبي إسرائيل"، وهو تنظيم سري يرعاه الموساد الصهيوني ومنظمة "mepi" الأمريكية، ولدينا إثباتات بالوثائق والصوت والصورة".
فالموقف واضح، لكن الذي أغاظ السيد عصيد هو تنبيهنا بضرورة الحيطة من باطل الاختراق الصهيوني الذي يلبس حق أهل سوس المظلومين .. !!!
إن لسان حال عصيد هنا هو القول المشهور " كاد المريب أن يقول خذوني "، لا بل إنه، بتصريحه الكذوب مرة أخرى، قد قالها بالفعل .
إن ما أوجع السيد عصيد –ومن معه- في مقالنا عن مسيرة " أكال " أننا فتحنا أعين الناس على مخاتلاتهم وكشفنا الغطاء عن المخطط التخريبي و القيمين عليه بالأصالة وبالوكالة الذي هو واحد منهم هو وأصدقائه في تنظيم " محبي إسرائيل " و خدام أعتاب منظمة MEPI الأمريكية .. وما أدراك ما هيه ؟ !.. نار حارقة لن تبق و لن تذر، لا قدرالله !
هذا عن المقال أما ما حذر منه المقال من خلفيات، فجوابه في بعض الصور المرفقة.
من تقنيات منهج عصيد أيضا تقنية الإنكار :
كنا في ندوة بجريدة " أخبار اليوم "، شاركت فيها إلى جانب صاحبنا عصيد مع كل من المناضل اليساري منسق فرع BDS بالمغرب "أسيدون سيون" والصحفي الفلسطيني "محمود معروف"، مراسل جريدة القدس بالرباط ، و ذ.لحبيب بلكوش اليساري و المعتقل السياسي السابق ( التحق بحزب الأصالة و المعاصرة)، وقد كانت الندوة، في أجواء وضع مقترح قانون لتجريم التطبيع بالبرلمان من قبل أربع فرق برلمانية أساسية بهذه المؤسسة (2013) .. في خضم النقاش، جاءت مصارحة السيد عصيد بتورطه في التطبيع ومناهضة مناهضيه، فكان أن أنكر، لكنني بمواجهته بصور له مع وفد للصهاينة بأحد مطاعم الرباط يتناولون وجبة الغذاء تأتأ وتلعثم وفقد التحكم في عباراته، ثم قال بأن هؤلاء طلبة ومثقفين كلهم مدنيين و لا يوجد عسكري بينهم ( !!) فقاطعه أسيدون قائلا، لا يوجد مدني بالكيان الصهيوني.. فهو مجتمع حربي يخضع فيه كل من بلغ سن ال 18 سنة للتجنيد الإجباري و الخدمة العسكرية وجوبا، ذكرا كان أو أنثى، فتأتأ السيد عصيد ثانية قبل أن يفاجئه العبد الفقير كاتب هذه السطور بلقطة ماتزال مسجلة باليوتيوب " خليك من هادوك آسي أحمد ها أنت في هذه الصورة مع عقيد في جيش الحرب الصهيوني وإسمه هو : غابرييل بانون ! .. و هنا بهت الذي نَكر !!!
على سبيل الختم .. هذا بياني و أدلتي ليعتَبر من يَشاء أو لايعتَبر ..
قدمنا هذا الكلام كله في مناقشة شخص السيد أحمد عصيد كفاعل سياسي وناشط "حقوقي "، و لم نسمح لأنفسنا، مبدئيا، بالخوض فيما يتعلق به كشخص في حياته الخاصة، كمجال له فيه كامل الحرية في أن يمارسها كما يشاء .. لم نخض في حياته الشخصية حتى بالحقائق، مع أن " ما فيها ما يتهز باللقاط " كما يقول المغاربة . ناقشناه من خلال أفكاره وأسلوب ومنهاج عرضها؛ هذه الأفكار و هذا المنهج الذي يستند لأساليب التدليس والخداع والكذب وقلب الحقائق وخدمة أجندات أعداء المغرب والمغاربة .. هذه الأفكار وهذا المنهج "العصيدي" الذي يتهافت عليه بشكل مثير للشفقة والأسف بعض اليساريين، و لاسيما اليساريات، باللهاث وراءه واستضافة صاحبه لأنشطتها في تنظيماتها السياسية والحقوقية و الثقافية.
..و الآن..
.. و الآن، نتوجه ل " أصدقاء " عصيد التقدميين، والتقدميات على الخصوص، و المستلبات منهن، على الأخص، بخطاب يستغبيهن و يستخف بعقولهن، وكذا لبعض الشباب الأمازيغي ممن يغيب عنهم العقل و ملكة التمييز .. بعض الشباب المستلب، هو الآخر، بخطاب الغرائز الذي لا يسنده التاريخ و لا يصمد أمام العقل و لا يزكيه الواقع ف" يتبع جيلالة بالنافخ " كما يقول المغاربة .. أتوجه إلى جميع هؤلاء بأن يحترموا أنفسهم و يُعملوا عقولهم قليلا حتى لا يجدوا أنفسهم في مواقع ليست مواقعهم و يصبح كل رصيدهم النضالي المحترم مبددا في صداقات أشخاص لا يضرهم في شيء أن يبيعوا ضمائرهم لمن يدفع أكثر ..
و حتى نثبت ما نقوله في السيد عصيد نترك القاريء(ة) الكريم(ة) مع بضع الصور لوقائع التسلل الصهيوني للأنسجة الحركية المزوغية ، وبحضور السي عصيد، للتأمل و الحكم و الاعتبار لمن أراد أن يتأكد و يعتبر، إذا شاء بعد هذا أو لا يعتبر .. و كما يقول " إمازيغن " في مثل لهم : " أونا أورينفيع النبي..أدور غيفْس إتْزالاَّ ! " ، و ترجمتها الحرفية هي : " من لا تنفعه الصلاة على النبي، فليس مجبرا على ترديدها " . ويضرب هذا المثل للتأكيد على حرية الاختيار.
* د.أحمد ويحمان: باحث في علم الإجتماع، ورئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.