الأربعاء 29 أكتوبر 2014 قد يكون خبر انتشار الإسلام في الدول الأوربية ليس غريبا أو مفاجئا في ظل التقارير والإحصائيات الغربية الأخيرة التي تؤكد أنه بات الدين الثاني بعد النصرانية هناك، ولكن قد يكون خبر اختراق الإسلام صفوف الأحزاب اليمينية الغربية المتطرفة هو المفاجئ، حيث تعتبر تلك الأحزاب الأشد عداء للإسلام، والأكثر تعصبا وتطرفا وعنصرية ضد المسلمين هناك. وإذا كانت أجراس التحذير والإنذار قد قرعت في ربوع القارة العجوز لمجرد انتشار الإسلام بين المواطنين العاديين، فماذا ستكون ردة الفعل إذا اخترق الإسلام صفوف الأحزاب اليمينية المتطرفة؟! لا شك أن هستريا الخوف والذعر من هذا الدين الوافد ستجعل من ردة فعل تلك الأحزاب متسرعا وغير مدروس، الأمر الذي يكشف مدى العداء الذي تكنه هذه الأحزاب للإسلام، والزيف والكذب الذي تمارسه على العالم أجمع فيما يتعلق بمزاعم حماية الحرية الفردية، والحرية الدينية تحديدا. وهذا بالفعل ما حصل حين اعتنق أحد أعضاء حزب الجبهة الوطنية اليميني المتشدد في فرنسا الإسلام "ماكسونس بوتي"، حيث كانت النتيجة سريعة وردة الفعل فورية، فقد قرر الحزب في بيان نشره على صفحته على فيسبوك، تعليق عضوية أحد ممثليه في بلدية "نوازي لوغران" في سين سانت دونيه، بعد اعتناق الأخير الإسلام. وكعادة تلك الأحزاب في تبرير أمثال هذه القرارات العنصرية ضد أي شخص يعتنق الإسلام، ولو كان هذا الشخص بالأمس القريب من بني جلدتهم والمنتمين إليهم، قال متحدث باسم الحزب: إنّه لا علاقة بقرار اعتناق الإسلام بتعليق العضوية، مبررًا الخطوة بتجاوز العضو النواميس المعمول بها بإرساله دعوات متكررة لزملائه يدعوهم فيها إلى أن يحذوا حذوه، الأمر الذي رأته إدارة الجبهة بمثابة "تبشير". كما كرر "جوردان بارديلا" مسؤول في الجبهة الوطنية: إن أي دين لا يعتبر مشكلة لهم، لكنهم يرون أن "استخدام الدين لأغراض سياسية أمر لا يمكن قبوله"، وكان بوتي قد أرسل إلى عدد من أعضاء الجبهة مقطع فيديو يتحدث عن الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، وأبلغهم أنه اعتنق الإسلام. وقد رفض "ماكسونس بوتي" الذي اعتنق الإسلام في يوليو/تموز، على صفحته على فيسبوك تلك التبريرات، نافيا أن يكون الهدف من إرساله الفيديو حمل زملائه على اعتناق الإسلام، مضيفا أنّه بعث برسالته المصورة إلى «عشرة» فقط من كوادر الحزب أثناء تبادل رسائل إلكترونية وأنه عرض فيها «المعجزات العلمية» التي تضمنها القرآن لا أكثر. ومضى الشاب الذي يبلغ من العمر يبلغ 22 عامًا وهو طالب حقوق يقول: أنه اعتنق الإسلام بعد فترة من البحث، وأنه تأثر بالقرآن الكريم بشدة، لافتا إلى أنه لم يجبر أحداً على شيء. وأضاف قائلا "لا أعتقد أن قيم الإسلام تتعارض مع قيم الجبهة الوطنية"، مضيفا أن "الإسلام يقف بجوار المطحونين كما تفعل الجبهة الوطنية". الغريب في الأمر أنه حين يعلن أحد المسلمين في الشرق أو الغرب ارتداده عن الإسلام، وتحاول الحكومات الإسلامية تطبيق أحكام الفقه الإسلامي عليه، تقوم الدنيا ولا تقعد في الغرب باسم الحرية الدينية والغيرة على تطبيقها، ناهيك عن كيل الاتهامات للدين الإسلامي بالتشدد والعنف ومحاصرة الحريات. فلماذا تحترم الحرية الدينية حين يتعلق الأمر بترك الإسلام، ولا تحترم تلك الحرية حين يتعلق الأمر باعتناق أحد أعضاء الأحزاب اليمينية الغربية الإسلام؟!!