فرنسية من أصل مغربي أضحت مرشحة لتعويض رشيدة داتي، وزيرة العدل الحالية، فمع دنو موعد وضعها لمولودها، بدأت الصحف الفرنسية تتحدث عن خليفة داتي، وتوقعت جريدة "لوفيكارو" ومجلة المشاهير "فواسي" إلى أن فاتن ليث، هي الأخرى فرنسية من أصل مغربي، قد تعوض وزيرة العدل الحالية. وقالت صحف فرنسية أن ساركوزي يحب بروفيل سيدة الأعمال هذه. "" وقد اقترن اسم بالأعمال، فهذه الفتاة التي ولدت بمدينة الدارالبيضاء عام 1967 خريجة مدرسة "القناطر والطرق". فهي على رأس أول بنك أعمال مستقل في فرنسا "بارتينيا"، ويضم عددا من المساهمين من بلجيكاوفرنسا وإسبانيا والمغرب (من خلال التجاري وفا بنك)، ساهمت رفقة جون ماري ميسيي، الرئيس المدير العام ل"فيفاندي" قبل ثلاث سنوات في إنشاء هذا البنك. استطاعت هذه المرأة أن تؤسس خلال 20 سنة ثلاث شركات، مدرسة في معهد الدراسات السياسية بباريس وأستاذة في "السولفيج"، فقد درست كذلك في المعهد الموسيقي بباريس، وأضحت عازفة ماهرة على "الفيولونسيل"، نالت جوائز في بعض المهرجانات.
حصلت سيدة الأعمال هذه على ميدالية في العزف على "فيلونسين" في سن الرابعة عشر، تنحدر من عائلة بيضاوية ميسورة، فأبوها كان أحد كوادر الخطوط الجوية الملكية نور الدين ليث، كان الرجل الثاني في الشركة وأمها فرنسية، لما بلغت سن الرابعة انتقلت إلى فرنسا للإقامة مع أمها. تعلمت الموسيقى في بيت عائلتها من جهة الأب، فحفزها الجو العائلي على دراستها والتألق فيها وهي بنت الرابعة عشر، إذ حصلت على أول جائزة في "موزيك دي شامبر"، وفي العام 1985 ستحصل على شهادة الباكالوريا فدخلت العلوم السياسية. ظلت مسكونة بالفن، فقد درست الرقص الكلاسيكي واليوكا، جاءت الأولى في دفعتها عام 1989، كانت أولى وظائفها "ترايدر" مع شركة "لوكران لوكران"، لكنها ستغادر هذه المهنة سريعا.
في سن 28 ستصبح مديرة عامة لشركة "سيكما بريس" وهي وكالة عالمية معروفة للصور، بالموازاة مع ذلك درست فاتن في معهد الدراسات السياسية بباريس، بعد الوكالة سترغب فاتن في أن تنشئ مؤسسة خاصة بها "بغيت نكون باطرونا ديال راسي" قبل أن تضيف "عندما تبلغ 29 سنة وتتاح لك فرصة أن تصبح رئيس مدير عام على مؤسسة بها 160 مستخدم، فهذا شكل من أشكال الاعتراف". في العام 2000 ستنشأ بنكا للأعمال "أنتيرميدزو"، وعبرت عن سعادتها بإنشاء شركة مستقلة، وقد نجحت في مشروعها وأضحت مساهمة في رأسمال "نوفيل أوبسيرفاتور و"إلموندو" الإسبانية و"لاليبر" البلجيكية. عكس ما تقدمها الصحافة الفرنسية، فهي ليست متزوجة من رئيس "لارام" (الخطوط الجوية الملكية)، علاقتها الوحيدة ب"لارام" هي أن أباها كان أحد كبار موظفي الشركة لسنوات، وقد تكرر اسمه في قضية الاختلاسات التي شهدتها الشركة. فاتن ليث مرتبطة بشكل كبير بالمغرب، اعتادت أن تزوره مرة في الشهر، إذ تقضي بعض الساعات بمزرعتها بنواحي مراكش بين الأشجار الزيتون والليمون وداليات العنب.