انتشرت، خلال اليومين الأخيرين، على مواقع التواصل الاجتماعي، دعوات إلى الاحتجاج، اليوم السبت ابتداء من الساعة الحادية عشرة ليلا، داخل مدينة مليلية المحتلة للمطالبة ب"الفتح الفوري" للمعابر الحدودية؛ وذلك بعد انقضاء المهلة التي منحها الداعون إلى الاحتجاج لسلطات المدينة في احتجاجات مماثلة قبل حوالي ثلاثة أيام. ويعتزم الداعون إلى الاحتجاج، وهم أغلبهم من المغاربة العالقين بالثغر المحتل، نقل الوقفة التي كان من المقرر أن تنظم غدا الأحد بالقرب من "باب مليلية" إلى أمام مقر مندوبية الحكومة الإسبانية بالمدينة ذاتها. وتأتي هذه الاحتجاجات بعد حوالي 72 ساعة من تجمهر مجموعة من المغاربة العالقين بمليلية إلى جانب أحزاب سياسية وهيئات مدنية، مطالبين بفتح معبر "بني أنصار"، خاصة بعد إبداء المغرب استعداده لذلك عبر إزالة المتاريس وصيانة وتنظيف الممر، متهمين صابرينا موح، مندوبة الحكومة الإسبانية بالمدينة، بتأخير العملية. في المقابل، رفض اتحاد الجمعيات الإسلامية بمليلية المشاركة في هذه الاحتجاجات، لتزامنها مع احتفال ساكنة المدينة الإسبان بعيد ديني. وشدد الاتحاد، الذي يرأسه حسن اللبودي، في بيان نشرته وسائل إعلام إسبانية، على "ضرورة الاحترام الديني والطائفي لمختلف الطوائف التي تتكون منها مدينة مليلية". إلى ذلك، تفاعلت صابرينا موح، مندوبة الحكومة الإسبانية بالمدينة المتمتعة بالحكم الذاتي، مع دعوات الاحتجاج الليلية، معبرة عن رفضها لما وصفته ب"الضغط والتهديد لإعادة فتح الحدود". ونشرت موح تغريدة على حسابها على موقع "تويتر" قالت فيها: "ما سأضمنه لساكنة مليلية هو أن خطة الحكومة المركزية لصالح المدينة العام وفي إطار العمل المشترك والمنسق". وأضافت ممثلة الحكومة الإسبانية: "الضغوط والتهديدات لن تغير ما خططنا له، ولن تحولنا عن الهدف المحدد". تجدر الإشارة إلى أن مجموعة من الأحزاب السياسية والهيئات المدنية والنقابية تؤيد التعجيل بفتح المعابر الحدودية؛ من بينها حزب التحالف من أجل مليلية، ومنظمة "Adelante Melilla" ، واللجنة الإسلامية لمليلية، ثم جمعية تجار "راشترو". في المقابل، دعا حزب الشعب إلى إقرار التاريخ "الذي يخدم مصلحة الإسبان" لإعادة تنشيط المعابر الحدودية، وهو الحزب ذاته الذي سبق أن طالب بإلحاق سبتة ومليلية المحتلتين بحلف الشمال الأطلسي، وفرض التأشيرة على قاطني إقليمالناظور وإلغاء الاستثناء الذي يسمح لهم بدخول المدينة بجواز السفر فقط. وراجت، منذ بداية الأسبوع الجاري، أنباء عن فتح معابر مليلية المحتلة في وجه مجموعة من الفئات المحددة بشكل تدريجي، ابتداء من الخميس الماضي؛ غير أن ذلك لم يتم في الوقت الذي تضاربت فيه الأنباء حول استمرار الإغلاق منذ ال13 من مارس 2020.