لا احد يدري من أين استمد زيان قوانينه وبنود وأعراف النضال في سبيل إغلاق جريدة مستقلة ولسان الشعب الأولى. النضال وكما هو معروف هو الرغبة في تغيير وضع ما من الأسوأ إلى الأحسن. أما ما يدعيه زيان الحقوقي يا حسرة من نضال قصد إغلاق المساء، فانه يناضل بالمقلوب أي لتغيير الوضع من الحسن إلى الأسوأ ، والحسن طبعا هو بروز إعلام حر ومستقل مثل المساء والأسوأ معروف. "" أليس عيبا أن يُذكِر زيان انه وزير حقوق إنسان سابق ويناضل اليوم حسب قاموسه الخاص لإغلاق جريدة كيفما كان خطها التحريري؟ هل استرداد كرامة القضاة الأربعة كما يدعي زيان تكون بغرامة مالية خيالية؟ القضاة الأربعة إن أرادوا فعلا استرداد كرامتهم التي يدعون أنها مست وليس الاغتناء، فلما لا يعتبرون من أحكام القضاء الديمقراطي الغربي في مثل هذه القضايا؟ فيكفي عندما تحكم المحكمة بإدانة طرف ما بالاعتذار ودفع دولار رمزي، يكون الطرف المتضرر قد كسب نقطه واسترد اعتباره أمام الجميع، غير أن حالة القضاء المغربي لا يتضح أن من وراء مقاضاة جريدة المساء بأداء غرامة خيالية سوى الاغتناء وإغلاق الجريدة لتكون عبرة لمن يعتقد نفسه في بلد حرية الصحافة كما يدعون، فاخرهم كان وزير الاتصال الذي يفترض منه الدفاع عن المنابر الإعلامية وحرية الصحافة من المتابعات والأحكام الجائرة، وقد ظهر وهو يحتفل ويصفق وكان الصحافة بالمغرب بخير وعلى خير. يبتسم للصحفيين وكأنه بريء من ما يحدث حوله، والحقيقة انه يبتسم ويتوعد من يتطاول ويعتقد نفسه حرا في أداء رسالته الإعلامية النبيلة، لينطبق عليه قول الشاعر : إذا رأيت أنياب الليث بارزة.............فلا تظنن أن الليث يبتسم "المهمة المستحيلة" وهي إغلاق المساء أسندت لزيان وكأنه لا يعلم أن الشعب المقهور هو المالك الحقيقي لهذه الجريدة، فلو لم يكن كذلك لاندثرت الجريدة من أول عدد لها كما تفعل الصحف الصفراء الممولة من جيوب أمثال زيان. فالشعب اجتمع على انقاد صوته الحر وسيضل وفيا لدعم المساء وأمثالها من الأصوات الحرة المستقلة. إن زيان الذي يدعي نفسه مناضل أخر الزمان، يجهل أن العالم بأسره يقهقه خلف ما ينطق من تخاريف من قبيل "نضاله لإغلاق المساء...". فهل سمعتم يوما أن محاميا من المحامين عبر العالم المتحضر طبعا يدلي بتصريحات تحمل اتهامات وأحكام مباشرة على المدعى عليه؟ لم يحدث في التاريخ قط أن تلفظ محامي بإصدار أحكام مسبقة على أي جهة كانت واتهامها بالإجرام والإرهاب و... أمام وساءل الإعلام والرأي العام. فكل ما تكتفي به هيئة دفاع أي من المتهمين هي الدفاع قصد إحقاق الحق وليس الدفاع قصد إعدام فلان أو لإغلاق الجريدة الإرهابية الفلانة كما يفعل زيان الذي يلعب دور المحامي والقاضي والمناضل.