في الصورة رشيد نيني مدير جريدة المساء في مواجهة رجال "العنيكري" دافع المحامي محمد زيان وزير حقوق الإنسان السابق عن الحكم القضائي الصادر بحقجريدة "المساء" القاضي بدفعها 620 مليون سنتيم، واعتبره "استرداداً لكرامة إنسانية انتهكتها"جريدة "المساء"، بنشرها لخبر حول الشذوذ الجنسي في مدينة القصر الكبير. واتهم زيان في تصريحات خاصة ل "قدس برس"،جريدة "المساء"، بانتهاك حقوق الإنسان وإهانة الكرامة الإنسانية، على حد وصفه. وقال زيان "ما يطالب به القضاة الأربعة الذين أنصفهم القضاء هو استردادهم لكرامتهم التي انتهكتهاجريدة المساء، التي نشرت خبراً عن الشذوذ الجنسي وأنها تتوفر عن مجموعة تتعاطى الشذوذ الجنسي ونكاح الأطفال، وقالت بأنّ لديها مصادرها، وهي اتهامات في مدينة صغيرة هي مدينة القصر الكبير، فطالبناها بالاعتذار، لكنها اعتذرت بطريقة ملتوية، قالت فيه إنها تعتذر لكل من يرى أنّ هذه الاتهامات موجّهة له، وهذه طريقة ملتوية تمتهن كرامة الإنسان من أجل الربح"، على حد تعبيره. وأكد محمد زيان أنه تولى رفع القضية ضدجريدة "المساء" دفاعاً عن حقوق الإنسان والحريات العامة وليس العكس، وقال "لأنني وزير حقوق إنسان سابق فأنا أعرف ما معنى حقوق الإنسان، وهذه القضية لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بحرية الصحافة والتعبير، وجريدة المساء التي توزِّع أكثر من مائتي ألف نسخة يومياً، لا تحقق ذلك من خلال مواقف سياسية إزاء إسرائيل أو مساندة ل "حماس" أو حزب الله أو أنها تمتلك وجهة نظر سياسية معينة؛ وإنما هي حققت هذه النسبة العالية من التوزيع لأنها امتهنت السب والقذف في الحياة الشخصية لعدد من الشخصيات"، على حد ما ذهب إليه. وعمّا إذا كان هناك أي امكانية للتوصل إلى توافق ما بينالجريدة وخصومها من القضاة، قال زيان "علىالجريدة أن تجد الحل، وإذا كانوا يقولون إننا ضد خطها التحريري؛ فأنا أقول بكل وضوح: إنني أناضل من أجل إغلاقجريدة "المساء" لأنّ خطها التحريري خط إجرامي قائم على القذف والسبّ، وهذا خط انحرافي يجب وقفه"، على حد تعبيره. لكن رئيس تحريرجريدة "المساء"، توفيق بوعشرين، أعرب عن استغرابه في تصريحات خاصة ل "قدس برس"، من أن يضع "وزير حقوق الإنسان السابق" على عاتقه مهمة إغلاق صحيفة يقرؤها أكثر من 700 ألف قارئ يومياً، كما قال. وقال بوعشرين "شيء جميل ولكنه مستغرب أن يأخذ وزير حقوق إنسان سابق على عاتقه مسؤولية إغلاق صحيفة، وسيدخل التاريخ بأنه كان سبباً في إغلاق صحيفة". وتابع بوعشرين "لكن من المؤسف حقاً أنه (الوزير السابق محمد زيان) رأى أنّ كرامة الإنسان عنده تساوي 850 ألف دولار، وهذه مهمة سيقوم بها وزير حقوق الإنسان السابق والجمهور سيحكم، وأعتقد أنه تصريح لا يليق وهو اتهام ل 700 ألف قارئ مغربي يقرأون صحيفة المساء"، كما قال. من جهته رد رشيد نينيمدير جريدة المساء على المحامي "زيان" في عموده "شوف تشوف" و كتب نيني تحت عنوان " من سيربح المليار؟" : .."لقد كنا منذ اليوم الأول لتوصلنا باستدعاء المحكمة مقتنعين بأن "شرف" القضاة و"كرامتهم" هي آخر ما يهم زيان والذين بعثوا به لتنفيذ هذه المهمة الانتحارية. وهاهو اليوم يعترف بعظمة لسانه بأن هدفه الرئيسي هو إغلاق "المساء" حرصا على سلامة المواطنين من الوقوع ضحية لجرائمنا اليومية. " وأضاف نيني في عموده الشهير: "نحن لا نطلب من زيان أن يدخر جهدا في القيام بهذه المهمة، بل نشجعه على المضي في ذلك بركوب أعلى ما في خيله. فقط نطلب منه أن يكون شجاعا وأن يكشف لنا وللمغاربة الذين يخشى عليهم منا أسماء الذين كلفوه بهذه المهمة القذرة. وإذا كان عاجزا عن القيام بذلك فإننا سنعفيه من هذا الحرج وسنقوم نحن مكانه بذلك. لأننا نعرف أسماءهم ومناصبهم ونصيب كل واحد منهم في هذه المؤامرة الدنيئة." وختم مدير جريدة المساء عموده بالاستشهاد بمقولة لنابليون قائلا : "ربما نكون قد خسرنا معركة لكننا بالتأكيد لم نخسر الحرب". شاهد ربورتاجا لقناة الجزيرة حول حرية الصحافة في المغرب ومحنة جريدة المساء