تطرقت الصحف العربية الصادرة اليوم الخميس، إلى قمة قادة دول مجلس التعاون الخليجي التي أنهت أشغالها أمس في الكويت، كما تناولت ملف القضية السورية،إلى جانب الأوضاع الداخلية في بعض الدول العربية. وهكذا ركزت صحيفة ''الأهرام'' المصرية اهتمامها على اختتام أعمال القمة 34 لقادة دول مجلس التعاون الخليجي في الكويت، والتي أكد البيان الختامي الصادر عنها على دعم دول المجلس لخيارات الشعب المصري،والحفاظ على أمن مصر واستقرارها ووقوف دول المجلس إلي جانبها. أما جريدة ''الجمهورية''،فأوردت نفي رئيس الوزراء الليبي،علي زيدان، ما تردد من أنباء عن قطع العلاقات مع مصر، مسجلة تأكيد المسئول الليبي على أن بلاده لن تقطع علاقاتها مع القاهرة،وأن طرابلس تتعامل مع من يحكم مصر دون التدخل في شؤونها. وفي الشأن المحلي، نقلت صحيفة ''المصري اليوم'' عن وزير الداخلية ،محمد إبراهيم، قوله أن هناك من يريد إرباك المشهد المصري قبل الاستفتاء من خلال استغلال الطلاب,وتنشيط المطالب الفئوية،مضيفا'' نحن قادرون على إنهاء التظاهرات في خمس دقائق، لكننا نتعامل مع الموضوع بحكمة''. ومن جهتها أعربت الصحف القطرية عن ارتياحها لمجمل النتائج التي خرجت بها قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ،حيث كتبت صحيفة (الشرق) أن"كثيرا من القرارات والتوصيات والبيانات اختتمت بها القمة،لا يتسع المقام لذكرها، لكنها جميعا بلا شك تؤسس لمزيد من الترابط الخليجي الداخلي، وتبعث برسالة بأن هذه المنظومة الخليجية استطاعت أن تحقق الكثير لشعوب المنطقة،وتحقيق جزء من طموحات المواطن الخليجي". من جهتها ، سجلت صحيفة (الراية) أن القمة الخليجية في الكويت "نجحت في التأكيد على أن خيار بقاء مجلس التعاون واستمراره وتطويره لتحقيق الأهداف والغايات التي أنشئ من أجلها - وأهمها التكامل في جميع المجالات سعيا للوحدة كما جاء في وثيقة إنشاء مجلس التعاون - هو خيار نهائي لا رجعة عنه في جميع دول مجلس التعاون رغم وجود بعض التباينات في بعض الملفات الساخنة وفي المقدمة منها توصية الانتقال من مرحلة التعاون إلى مرحلة الاتحاد"، التي طرحها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والتي شكلت من أجلها لجان متخصصة لدراسة هذه المبادرة. وبدورها لاحظت صحيفة (الوطن) أن النتائج التي توصل إليها قادة وزعماء دول مجلس التعاون الخليجي"حظيت باهتمام كبير،وثمن المراقبون مجمل ما تم التوصل اليه من نتائج"،مبرزة ان مشاركة أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني في هذه القمة الخليجية، ساهمت " في تعزيز أسس العمل الخليجي المشترك، والتأكيد على ضرورة تكثيف الجهود الهادفة إلى تحقيق آمال وطموحات شعوب دول مجلس التعاون". واهتمت الصحف الإماراتية بغياب النخبة المثقفة عن الساحة السياسية،حيث كتبت صحيفة (الخليج) في مقال بعنوان "النخبة الغائبة ودورها"،أنه خلال التحولات الكبرى التي جرت في العصر الحديث، وخصوصا تلك الثورات التي غيرت وجه العالم، كان للنخبة من مفكرين ومثقفين وسياسيين واقتصاديين وشعراء دور في التمهيد لها والمشاركة فيها وتحديد وجهتها، وكانت تلعب دور المحرك نظرا لقدرتها على فهم الواقع ومعايشته، ومن ثم القدرة على استشفاف المستقبل، وإمكانية التغيير لبلوغه، مستخدمة في ذلك كل ما لديها من فكر وإبداع في شتى ميادين عملها واختصاصها لوضع ركائز وأسس استبدال ما هو قائم وسلبي من استبداد وظلم وقهر وجهل وتخلف، والتمهيد للانتقال إلى مراحل أخرى بديلة من الديمقراطية والحرية والتنمية، والارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة. وترى الصحيفة أن إصابة بعض الأنظمة بالضمور وعدم القدرة على استيعاب تطورات العصر، ولا يعنيها ما يجري حولها في العالم، ولا تريد التغيير لأنه لا يعنيها، فإن النخب العربية بدورها تبدو في "حال عسر ذهني وفكري"، إما لأنها باتت جزءا من هذه الأنظمة، وإما لأنها غير قادرة على القيام بالدور المفترض،معتبرة أن ذلك يبدو واضحا ، من الدور الباهت للنخب العربية إزاء ما يجري الآن على الأرض العربية من صراع هويات وطوائف ومذاهب ومصالح إقليمية ودولية، رغم ما تشكله من مخاطر على مستقبل الدول العربية مجتمعة. وخلصت الجريدة بالاشارة إلى أن" مبادرة العصف الذهني والفكري التي أطلقتها دولة الإمارات العربية المتحدة، ودعوة الجميع للمشاركة فيها، على كافة المستويات وفي كل المجالات، لوضع الخطط والاستراتيجيات المستقبلية، يتسع مداها لتشمل كل الدول العربية، وتشكل الخطوات الأولى لمشروع نهضوي عربي يخرج النخبة من القمقم الذي تعيش فيه إلى ميادين الفكر والإبداع والتطوير". واهتمت الصحف الأردنية بدورها بالقمة الخليجية وما أفرزته من انقسامات وخلافات بين دول مجلس التعاون حول عدد من القضايا،حيث اعتبرت صحيفة (الغد) أن الخلاف حول خلق اتحاد خليجي"مؤشر كاف على عمق الأزمة التي طفت على السطح"،وأن" المسألة أبعد من موقف عõمان الرافض للاتحاد الخليجي،بل هي الغضب على موقفها الراعي للمفاوضات السرية بين أمريكا وإيران، تلك التي أفضت إلى اتفاق اعتبرته السعودية ضربة لها، واستثناء ليس لحليف تاريخي للولايات المتحدة، بل لدولة تتأثر وجوديا بالبرنامج النووي الإيراني". وتساءلت الصحيفة عما إذا كان"الخلاف مع عõمان فقط على الملف الإيراني¿ أين هو الموقف الخليجي الموحد من القضايا الكبرى في المنطقة، من قبيل الصراع العربي-الإسرائيلي¿ لا توجد رؤية موحدة،.. ولعل الانقسام الأوضح كان تجاه الربيع العربي"، مضيفة أنه "ربما يختلف الموقف من الثورة السورية إذ بدا وكأن ثمة موقفا خليجيا موحدا ضد نظام بشار الأسد، لكن في الواقع ظهر خلاف الداعمين في تركيبة الائتلاف الوطني وفي العمل العسكري على الأرض، والفصائل التي تدعم من جهة تستثنى من أخرى". وقالت إن"الصورة ليست سوداوية،وقد يكون مبالغة الطموح إلى سياسة خليجية خارجية واحدة أو متقاربة، لكن تستطيع دول الخليج تقديم نموذج في التعاون،وفي شقه الاقتصادي تحديدا،فمن المبكر نعي مجلس التعاون. وتظل أي مبادرة وحدوية سواء ثنائية أم جماعية، خطوة في درب طويل نحو الاتحاد". ومن جهتها، كتبت صحيفة (العرب اليوم)، تحت عنوان "القمة الخليجية اختلفت على الوحدة واتفقت على سورية"، أن "الدول الخليجية لم تتمكن من الوصول إلى اتفاق بشأن مقترح إقامة اتحاد، بدلا من المجلس"، مضيفة أن دول مجلس التعاون الخليجي أعربت عن دعمها لمؤتمر(جنيف2) بشأن الأزمة في سورية. أما الصحف العربية الصادرة من لندن،فعادت إلى تسليط الضوء على تطورات الأزمة السورية،فكتبت صحيفة (العرب)عن إعلان الإدارة الأمريكية تعليق مساعداتها العسكرية التي تصفها ب"غير الفتاكة" إلى المعارضة السورية في شمال البلاد في أعقاب سيطرة جماعات متشددة على مخازن عسكرية تابعة للجيش الحر. ولاحظت الصحيفة أن تقليص الغرب دعمه يزيد من إضعاف موقف الجيش الحر أمام النظام والمجموعات المتشددة في آن واحد. ومن جهتها أشارت صحيفة (الحياة) إلى أن تعليق المساعدات من طرف واشنطن وكذا لندن، يأتي بعد أيام فقط من سيطرة (الجبهة الإسلامية) التي تضم تكتلات مسلحة قوية على مقار ومستودعات الأسلحة التابعة لهيئة الأركان في الجيش الحر في إدلب على الحدود مع تركيا،معتبرة أنه على رغم أن جبهة النصرة، وهي فصيل تابع لتنظيم القاعدة في سورية، ليست جزءا من (الجبهة الإسلامية)، إلا أنها تمكنت أيضا من الاستيلاء على كميات من الأسلحة والمعدات التابعة للجيش الحر، الأمر الذي أثار قلقا لدى الأوساط الغربية من أن المساعدات التي ترسل للمعارضة السورية يمكن أن ينتهي المطاف بها في أيدي "متشددين مرتبطين بالقاعدة". ومن جهة أخرى، نقلت صحيفة (القدس العربي) عن القائد العام لهيئة أركان جيش الاحتلال الاسرائيلي الأسبق، الجنرال دان حالوتس، الذي كان المسئول عن الجيش الإسرائيلي خلال العدوان الذي شنته دولة الاحتلال على لبنان، قوله إن اسرائيل تفضل بقاء نظام الرئيس بشار الأسد، خوفا من سيطرة جهات إسلامية متطرفة على الحكم في سورية. وحسب الصحيفة فإن هذه التصريحات تكشف أن تل أبيب تملك القدرات على إسقاط نظام الأسد، كما لفتت إلى أن تصريحات حالوتس ،تعتبر غير عادية نسبيا لمسئول رفيع المستوى في جهاز الأمن، خاصة وأن إسرائيل درجت على القول إنها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لسورية. وعلى صعيد الوضع الانساني، كتبت صحيفة (الشرق االأوسط) أن نحو ثلاثة ملايين سوري أمضوا يومهم الأول في مواجهة العاصفة الثلجية القادمة من روسيا (أليكسا)، التي تضرب سورية ودول الجوار التي يقيم بها اللاجئون،في خيام مؤقتة هربا من العنف السائد في بلادهم، مما أدى، إلى هلاك أربعة أطفال جراء الصقيع. أما الصحف السودانية،فواصلت اهتمامها بالتشكيل الوزاري الجديد ،حيث كتبت صحيفة (الانتباهة)أن الحكومة التي" قوامها الشباب ،مطالبة بأن تعيدنا الى السودان الذي نعرفه من خلال معالجة المشكل السياسي بمزيد من التوافق الوطني وجمع الكلمة والصف ونبذ الخلافات ورتق فتوق الخلافات السياسية بين جميع المكونات والكيانات التي قسمت الولاءات وعصبت الأعين وضللتنا في المسارات الطويلة التي لا تنتهي" ،مشددة على ضرورة " تقديم القدوة الاقتصادية وكبح جماح الفساد وإزالة كل القوانين والسياسات التي تعيق الاستثمار". أما صحيفة (الخرطوم) فقد أكدت أن حكومة الشباب الجديدة " لن تحظى برفاهية شهر العسل لانها مطالبة بالانكباب فورا على ثلاثة ملفات رئيسية " يتعلق الاول بتحقيق السلام في البلاد من خلال التفاوض المباشر مع القوى والحركات التي تتهدد السلام ، بينما يتعلق الملف الثاني بالوفاق الوطني وخاصة ما يهم إجازة الدستور وإجراء الانتخابات العامة وهو أمر يقتضي مرونة كبيرة من الحكومة ، فيما يتعلق الملف الثالث بالشق الاقتصادي مع حتمية تفادي إلقاء أعباء جديدة على ظهر المواطن المنهك. ومن جانبها أبرزت صحيفة (الاهرام اليوم) أن المجلس الوطني (البرلمان) عقد أمس جلسة خصصت لانتخاب رئيس جديد ونائب له رسميا اقترحهما حزب المؤتمر الوطني الحاكم في إطار التغيير الذي يشمل أعضاء الحزب في مناصب المسئولية، مبرزة أن عضوي الحزب فازا في اقتراع سري على مرشحين الاول ،يمثل كتلة المعارضة، بينما ينتمي المرشح الثاني لحزب الامة الشعبي،مشيرة في السياق ذاته إلى إعلان رئاسة الجمهورية عن قرب إجراء تغييرات على مستوى الولايات ومدى مطابقة ذلك مع أحكام الدستور. على صعيد آخر اهتمت صحيفة (الرأي العام) بإشادة مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في أعقاب اجتماعاته التي اختتمت أمس بكوناكري بغينيا ، بما اتخذته السودان ودولة جنوب السودان من مبادرات لحل الخلافات بينهما بالطرق السلمية،وأكد رفض دول المنظمة للاستفتاء الأحادي الجانب في منطقة أبيي بوصفه انتهاكا للاتفاقيات والتفاهمات بين الدولتين. واشارت صحيفة (التغيير الى أن الاجتماعات الأخيرة بين السودان وإثيوبيا مكنت من التوصل الى اتفاق يقضي بإعادة المنطقة الحدودية المتنازع عليها بين الطرفين الى السودان والبالغة مساحتها 44 كلم ، مشيرة الى أن المفاوضات عرفت تقدما ملحوظا بخصوص تحديد مواقع وعلامات ترسيم الحدود بين البلدين ، وانه يتوقع أن تبدأ أعمال خبراء الحدود من الجانبين السوداني والإثيوبي متم العام الجاري. ومن جانبها، واصلت الصحف اليمنية اهتمامها بتطورات الحوار الوطني الشامل، وبالجدل الدائر حول الهجوم المسلح على مجمع وزارة الدفاع بصنعاء الأسبوع الماضي وتأثيراته على الساحة السياسية اليمنية. وأشارت صحيفة (الثورة) في هذا السياق الى عقد اللجنة المصغرة المنبثقة عن فريق القضية الجنوبية اجتماعا في إطار اجتماعاتها المكرسة لإيجاد صيغة توافقية لحل عادل للقضية الجنوبية، حيث ناقشت مختلف الرؤى المتعلقة بشكل الدولة الاتحادية المنشودة. وأفادت صحيفة (المصدر) ان هذه اللجنة ناقشت خيارا جديدا لشكل الدولة الاتحادية أطلق عليه "فدرالية الولايات" يقوم على اسناد السلطات للولايات ومنحها خيار الاندماج في أقاليم مع نهاية المرحلة الانتقالية. أما صحيفة (الاولى) فكتبت أن الوضع "تعقد كثيرا في القضايا الحساسة بمؤتمر الحوار ولاسيما تلك المتصلة بالمستقبل أو بطي مرحلة واستقبال مرحلة جديدة" بحيث "انقسمت مواقف الاطراف اليمنية والأطراف الدولية المشرفة على عملية نقل السلطة، حول قضايا العدالة الانتقالية، وشكل الدولة القادمة، وطبيعة المرحلة التي ستلي المرحلة الانتقالية الحالية". وسجلت في هذا الصدد ان موقف كل من أمريكاوفرنسا والسعودية والامارات هو مع اجراء انتخابات عام 2014، أما موقف الصينوروسيا وألمانيا وبريطانيا فهو مع بدء مرحلة تأسيسية، مسجلة وقوف فرنسا ضد إقامة الفدرالية ومع حكم محلي واسع الصلاحيات. وعلى صعيد آخر أوردت صحيفة (الثورة) مضمون الدعوة التي وجهها مجلس الوزراء اليمني للمواطنين لتنفيذ وقفة حداد اليوم في مختلف الساحات والشوارع والمؤسسات على ضحايا الهجوم الإرهابي ليوم الخميس الماضي، واستعرضت صحيفة (المصدر) من جهتها ما وصفته ب "مشاهد لفظائع ارتكبها مهاجمو العرضي صادمة للرأي العام"، وأشارت في هذا الصدد الى بعض هذه المشاهد من ذلك "مجموعة من الاشخاص المذعورين اختبأوا في ممر، وحين أقبل مسلح بزي الجيش لوحوا له طلبا للمساعدة ففجر قنبلة وسطهم، ومسلح ضخم فجر جمجمتي ممرضتين بمشاعر باردة، ومهاجم ثالث لحق مسعفة الى الخارج فقتلها وأجهز على جريح". أما من الناحية السياسية فأورت كل من (الاولى) و(أخبار اليوم) مضمون منشور لمحمد اليدومي، رئيس الهيئة العليا للتجمع اليمني للإصلاح (مشارك في الحكومة) اعتبر فيه الهجوم على مجمع الدفاع "محاولة انقلاب" متهما من وصفهم ب "مخلفات النظام العائلي"