ندد علماء دين مغاربة بتنظيم معرض دولي للخمور بالدارالبيضاء ما بين 13 و 15 نونبر الجاري في أقبية تعتبر أقدم أقبية خمر في المغرب، كانت في ملكية شركة الخمر المعروفة "مارتيني إي روسي"، معتبرين أن تنظيمه "فاحشة" و"استفزازا للمغاربة واستخفافا بدينهم"، في حين وصف مسؤول جماعي بالمدينة تنظيم المعرض بأنه "مجاهرة بالمعصية وجرأة ما بعدها جرأة على شرع الله تعالى".
ويشارك في هذا المعرض، وفق الموقع الفرنسي "لو بوتي جورنال" أكثر من 40 منتجا للنبيذ في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وتشيلي. ويُوجه أغلب إنتاج صناعة الخمور بالمغرب، حسب تحقيق تلفزيوني بثته قناة فرنسا الدولية في شهر أغسطس الماضي، إلى السوق الداخلية بحوالي 30 مليون قنينة من أصل 34 مليون قنينة مجموع إنتاج النبيذ بالبلاد. ""
فاحشة واستفزاز وأكد الشيخ عبد الباري الزمزمي، رئيس جمعية البحوث والدراسات في النوازل الفقهية، في حديث للعربية.نت أن هذا المعرض الدولي يدخل في أصل المشكل الذي هو إنتاج الخمور في البلاد الإسلامية، حيث إن الدولة تقر بوجود مصانع الخمور وتسمح بإشهارها.
وأضاف الزمزمي أن المعرض ينطبق عليه المثال "من جاء على أصله فلا سؤال عليه"، إذ من جاء بالفاحشة إلى المغرب ويريد نشرها فلا يمكن أن يُلام لأن هذا دأبه ودَيْدَنه، مبرزا أن الذي يجب أن يتحمل المسؤولية هم المؤسسات العلمية والدينية الرسمية بالبلاد، من قبيل المجالس العلمية والرابطة المحمدية للعلماء ووزارة الاوقاف لأن كلمتها لها وزنها، فهي من عليها أن تقف ضد تنظيم هذا المعرض الدولي للخمور، لكنها صامتة ساكتة حاليا لم تحرك ساكنا".
وأشار الشيخ العلامة المغربي محمد زحل، عضو مؤسس بالاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، في حديث ل"العربية.نت" إلى أن تحريم الخمر والانتفاع به وعرضه وبيعه أو تقديمه وأيضا لعن كل من له صلة بها مسائل بداهية وأحكام شرعية وردت فيها نصوص قطعية لا تحتمل التأويل مثل قوله تعالى في سورة المائدة: "يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون. إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلاة فهل أنتم منتهون".
وقال زحل إن المعرض يعتبر استفزازا للمسلمين واستخفافا بدينهم، وعلى السلطات العمومية أن تتحمل مسؤولياتها أمام الله وأمام المسلمين وأمام التاريخ أيضا، ذلك أن المغرب يعد قلعة تاريخية إسلامية مستهدفة من طرف الذين يقصدون العبث بحرمات المسلمين، على حد قوله.
التطبيع مع الحرام واعتبر الدكتور مصطفى الحيا، عضو مجلس مدينة الدارالبيضاء، في حديث ل"العربية.نت" أنه بصرف النظر عن الشركة التي تنظم هذا المعرض الدولي وجنسيتها، فإن النشاط يُقام فوق أرض مغربية، ومسوغ منظمي المعرض أن الخمور تُقَدم لغير المسلمين، مؤكدا أن الواقع يكذب هذه المسوغات فالحانات والمحلات مملوءة بأنواع الخمور وزبائنها من المغاربة أساسا.
وأضاف الحيا أن الاستهتار بالهوية الإسلامية بالمغرب يُتَوج بإقامة هذا النوع من المعارض الذي يستحلون فيه بعض مظاهر الممانعة التي ما يزال يحتفظ بها المغاربة، كما يريدون التطبيع مع الحرام على غرار بعض البلدان الإسلامية المجاورة للمغرب.
ووصف عضو مجلس مدينة الدارالبيضاء تنظيم المعرض بأنه مجاهرة بالمعصية وجرأة ما بعدها جرأة على شرع الله تعالى وحدوده وعلى الأسس التي تقوم عليها الدولة المغربية وخصوصياتها التي تميزها عن سائر البلدان الإسلامية الأخرى، مضيفا أن هذا نذير شؤم بالنسبة للمغرب حيث أصبحت قوة الباطل مستأسدة وظاهرة في شتى مناحي الحياة.
وقال مصطفى الحيا إن مجلس مدينة الدارالبيضاء لا يمكنه منع المعرض إلا إذا كان قد رخص له، مضيفا أن السلطة المحلية هي التي بإمكانها أن تمنع تنظيم المعرض، أما إذا كان المنظمون قد استصدروا ترخيصا من الجماعة، فحينها "يكون لكل مقام مقال" على حد تعبيره.. للرد والتعقيب حسن الأشرف [email protected]