آراء مختلفة نقلتها الصحافة الإسبانية بشأن ما أسمته "الموقف الجديد" بشأن قضية الصحراء المغربية، معتبرة أن الأمر بمثابة "منعطف تاريخي"، ومشيرة إلى أنه سبق أن تم إبلاغ الجزائر بهذا الموقف حتى قبل الإعلان الرسمي عنه. وكتبت "إل موندو" أنه "منعطف تاريخي في سياسة إسبانيا بشأن النزاع في الصحراء"، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الإسباني "يغير الموقف الذي حافظت عليه مدريد تاريخيًا، فيما تمثل شروط رسالة سانشيز تحولاً بمقدار 180 درجة في ما يتعلق بالموقف الذي ظلت تحتفظ به إسبانيا تقليديًا". وذكرت الصحيفة ذاتها أن "هذا يأتي قبل شهر واحد فقط من الذكرى السنوية الأولى لبدء أخطر أزمة في التاريخ الحديث في العلاقات الدبلوماسية بين الضفتين"، إذ أثار استقبال زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، نهاية أبريل الماضي في إسبانيا لتلقي العلاج في المستشفى، بوثائق زائفة، رد فعل غاضبًا من الرباط التي سحبت سفيرها من مدريد. وكتبت "إل باييس" أن رسالة الحكومة الإسبانية "تمثل تغييراً في الموقف التقليدي للحكومة الإسبانية، التي اختارت حتى الآن حلاً سياسياً وعادلاً ودائماً ومقبولاً للطرفين، في إطار الأممالمتحدة". وذكرت الصحيفة ذاتها أنه خلال مؤتمر صحافي عقده وزير الخارجية الإسباني، في وقت متأخر أمس الجمعة، تم الحديث عن كون "غزو أوكرانيا يجعل من المناسب بشكل خاص إغلاق الأزمات المعلقة"، بتعبيره. وحسب المصدر ذاته "لم يرغب الوزير في الكشف عما إذا كان قد تحدث مع نظيره الجزائري، لكنه شدد على أن الجزائر شريك موثوق به، وعلى أن العلاقة الإستراتيجية مع ذلك البلد مقدر لها أن تستمر بمرور الوقت". ونقلت "إل باييس" أيضا عن مصادر حكومية لم تحددها، أن "الجزائر، المورد الرئيسي للغاز بالنسبة لإسبانيا، تم إبلاغها مسبقًا بتغيير موقف مدريد بشأن الصحراء". وكتبت "آ.بي.سي" أن "التفاهم مع الرباط هو وحده الذي يمكن أن يحل مسألة الهجرة، ليس فقط في سبتة ومليلية، ولكن أيضا في التدفقات البحرية لجزر الكناري ومضيق جبل طارق". واعتبر الصحيفة نفسها أن "سانشيز يستسلم للمغرب بشأن الصحراء لإنهاء الأزمة الدبلوماسية وفي خضم أزمة طاقة". وقالت الحكومة الإسبانية إن "المملكة الإيبيرية" بدأت مرحلة جديدة في العلاقة مع المغرب؛ تقوم على الاحترام المتبادل والامتثال للاتفاقيات وغياب الإجراءات الأحادية واستحضار الشفافية والتواصل الدائم. وأفادت الحكومة الإسبانية، ضمن بلاغ لها، بأنه "سيتم تطوير هذه المرحلة الجديدة، كما هو في البيانات الصادرة عن المغرب، في خارطة طريق واضحة وطموحة. كل هذا لضمان الاستقرار والسيادة والسلامة الإقليمية والازدهار لبلدينا". وطالبت جمعية سكان سبتة بضرورة تعزيز المرحلة الجديدة بإعادة فتح الحدود مع كل من سبتة ومليلية المحتلتين، قائلة في بلاغ لها: "إننا راضون جدًا عن المذكرة الصادرة عن حكومة إسبانيا والنوايا الحسنة التي عبر عنها المغرب". وتابعت الجمعية ذاتها: "كل هذا له أهمية استثنائية بالنسبة لمستقبل البلدين، خاصة بالنسبة لسبتة ومليلية، اللتين قد تفتح حدودهما في المستقبل القريب، وهي حقيقة ستعمل على تعزيز العلاقات الجيدة بين البلدين"، مطالبة حكومتي المدينتين بأن يتم ذلك قبل حلول شهر رمضان؛ مع بداية أبريل المقبل.