في خضم استمرار الأزمة الدبلوماسية بين الرباطومدريد، اعتبر رئيس الحكومة إسبانيا، بيدرو سانشيز، أنه لا يوجد أوجه للتشابه بين ما يجري من غزو روسي لأوكرانيا،وسعي المغرب لاستعادة سبتة ومليلية المحتلتين. وأضاف سانشيز، في مقابلة مع التلفزيون الإسباني العمومي (TVE)، "إنه لا يقارن.. الوضع في أوكرانيا أكثر دراماتيكية، على العكس من ذلك، لدينا علاقة استثنائية مع المغرب ونحن شريكان استراتيجيان".
ولفت رئيس الوزراء الإسباني، "أن مدريد سترسل مواد هجومية عسكرية للمقاومة الأوكرانية"، مشددا أن "الغزو الروسي لأوكرانيا يمثل تهديًدا ألوروبا ، وأشار إلى أن "أوروبا يجب أن ترد على ذلك بطريقة منسقة وموحدة".
يذكر أن خورخي ديسكيار السفير الإسباني السابق بالمملكة المغربية والمدير السابق للمخابرات الإسبانية، كان قد قارن في بداية أزمة اوكرانيا بين الوضع في أوكرانيا ومطالب المغرب باستعادة سبتة ومليلية.
وفي مقال سابق له، كتب المدير السابق للمخابرات الإسبانية، في مقاله "مثلما لا تستطيع إسبانيا الاعتراف بالسيادة المغربية على الصحراء، بغض النظر عن مدى رغبتها في الحصول على علاقة مثالية مع الرباط، فلا يمكن للعالم أيضا أن يمنح أوكرانيالروسيا أو السماح لها بتحويلها إلى دولة تابعة ذات سيادة محدودة". ويفسر ذلك بالتوازنات الدولية وأن روسيا لن تقنع بالوعود الحالية مثل عدم قبول المغرب بسياسة إسبانيا مهما كانت مثالية إذا لم تعترف بمغربية الصحراء".
وأكد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، سابقا، أن إسبانيا والمغرب يجمعهما "تعاون إستراتيجي" في جميع المجالات.
وشهدت العلاقة بين المغرب وإسبانيا أزمة على خلفية استضافة مدريد بين أواخر شهر أبريل ومطلع يونيو 2021، زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي بهوية مزيفة بدعوى تلقي العلاج من كورونا، بالرغم من أنه متهم بارتكاب "جرائم حرب".
وفشلت المفاوضات السرية بين المغرب وإسبانيا والتي جرت على مستويات متعددة إذ يتشبث كل طرف بموقفه، حيث يطالب المغرب قبل استئناف العلاقات بين البلدين، بموقف لين من إسبانيا في نزاع الصحراء المغربية، على الأقل عدم معارضة أي مبادرة ما وسط الاتحاد الأوروبي تعطي الأفضلية للحكم الذاتي، ثم إصرار إسبانيا على تصور جديد يقوم على الحصول على ضمانات من المغرب في مجالات منها الهجرة.
ويتوقع المغرب مبادرة جدية تقدمها إسبانيا بشأن الصحراء المغربية من أجل عودة العلاقات الثنائية إلى طبيعتها في ظل المتغيرات الجيوسياسية بالمنطقة، وذلك بالسير على خطى الإدارة الأميركية في دجنبر 2021، أو على الأقل تبني موقف قريب من وجهة نظر المغرب بخصوص قضية الصحراء، على غرار ما أقدمت عليه برلين خلال الأسابيع الماضية.