لازالت تصريحات سعد الدين العثماني التي أدلى بها لقناة عربية حول مدينتي سبتة ومليلية المحتلة، تثير المزيد من الجدل في اسبانيا، حيث أثير هذا الموضوع في المؤتمر الصحفي الأسبوعي، الذي يعقب الاجتماع الأسبوعي للحكومة الاسبانية، والتي تتحدث فيه وزيرة المالية، الناطقة باسم حكومة بيدرو سانشيز. وقالت كارمن كالفو، النائبة الأولى لرئيس الوزراء الاسباني، ان "سبتة ومليلية مدينتين اسبانيتين، والحكومة المغربية تعرف ذلك بشكل واضح. لذلك الحكومة الاسبانية لا تناقش هذا الأمر ولا أحد يناقش هذا الموضوع في هذا البلد" في إشارة الى أن الموضوع محسوم في اسبانيا. موقف كالفو ليس استثناءً عن الخط السياسي الذي دافعت عنه إسبانيا لعقود في هذه القضية، اذ لطالما رفضت مدريد مقترحات الحوار حول مستقبل المدينتين المحتلتين، التي كان قد أطلقها الملك الراحل الحسن الثاني، ثم نجله الملك محمد السادس في سنة 2002. و بشكل مثير للاستغراب، عمدت وزارة الخارجية الاسبانية، أول أمس الاثنين، الى استدعاء سفيرة المملكة في مدريد، كريمة بنيعيش، لنقل احتجاجات مدريد على تصريحات العثماني بشأن سبتة ومليلية. وأكدت وزيرة الخارجية الاسبانية، أرانشا غونزاليس، أن كريمة بنيعيش أبلغت كريستينا جالاتش، الشخصية الثانية في مجال الدبلوماسية الاسبانية، أن الرباط لا تعترف بالسيادة الإسبانية على سبتة ومليلية، قائلة إن موقف المملكة في هذا الصدد لم يتغير، اذ لا يزال المغرب يعتبر المدينتين محتلتين. وربط عدد من المتتبعين للموضوع تصرف اسبانيا بإحساسها، بالضيق، والعزلة، والاستياء بعد القرار الأمريكي التاريخي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء المغربية، وهو القرار الذي أخرج الخارجية الاسبانية عن صمتها حينما وصفت قرار واشنطن ب"الأحادي"، مؤكدة بأن اسبانيا تعول على الرئيس المنتخب، جو بايدن، من أجل سحب مرسوم الرئيس دونالد ترامب، رغم أن هذا المبتغى بعيد المنال، بحسب عدد من خبراء القانون الدولي، الذي يؤكدون أن قرار الرئيس ترامب، له مفعول وآثر قانوني يصعب التراجع عنه. وتحرص اسبانيا على عدم جعل موضوع سبتة ومليلية المحتلتين، سببا لاندلاع "أزمة" دبلوماسية جديدة بين الرباطومدريد، حيث أكد وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، أن "علاقات التعاون والتنسيق مع المغرب ممتازة على جميع المستويات"، موضحا في حديث لإذاعة "كادينا سير" الإسبانية، أن " إسبانيا ليس لها أية مشكل مع المغرب"، مبرزا أن "التعاون الثنائي بين المغرب وإسبانيا في المجال الأمني يستحق الإشادة". وعزا فرناندو غراندي مارلاسكا تقلص عدد المهاجرين غير النظاميين المتدفقين على السواحل الإسبانية بنسبة 50 في المائة خلال سنة 2019 إلى التعاون الثنائي الوطيد بين المغرب و إسبانيا، مشددا على أهمية استمرار التنسيق و التعاون الثنائي بين المغرب و إسبانيا، وكذا مع بلدان المنشأ و عبور الهجرة غير النظامية، مثل المغرب.