في الوقت الذي تتوالى الأحداث بين المغرب وإسبانيا، بعد تأجيل الاجتماع رفيع المستوى بين البلدين إلى فبراير 2021 بسبب ما قيل في بلاغ رسمي "الوضعية الوبائية الراهنة"، ثم تصريحات وزيرة الخارجية الإسبانية حول الصحراء، بعد الاعتراف الأمريكي بمغربيتها، قبل أن يأتي حديث رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني حول "استعمار الإسبان لسبتة ومليلية"، واستدعاء مدريد للسفيرة المغربية للاحتجاج. كلها أحداث طغت على العلاقات المغربية الرسبانية خلال الأسبوعين الماضيين. في هذا السياق، خرج وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، اليوم الأربعاء، ليسلط الضوء على ما وصفها ب"تميز العلاقات التي تجمع بلاده بالمغرب ومستوى التعاون في كافة المجالات". وقال غراندي مارلاسكا الذي حل ضيفا على برنامج تم بثه على إذاعة "كادينا سير" الإسبانية، إن "علاقات التعاون والتنسيق مع المغرب ممتازة على جميع الأصعدة". وأضاف الوزير الإسباني "ليس لدينا أي مشكل مع المغرب"، مشيدا بمستوى التعاون الثنائي في المجال الأمني. وأشار غراندي مارلاسكا إلى أنه بفضل هذا التعاون، تقلص عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا إلى السواحل الإسبانية بنسبة 50 بالمائة في العام 2019، مشددا على أهمية استمرار التعاون والتنسيق مع بلدان المنشأ وعبور الهجرة غير الشرعية، مثل المغرب، قصد مواجهة هذه الظاهرة التي عرفت تصاعدا في هذه الظرفية التي يطبعها تفشي وباء "كوفيد-19". يأتي ذلك، في وقت طالب العديد من البرلمانيين الاشتراكيين ب"تخفيض التوتر" مع المغرب، دون الإنسياق وراء التصريحات المستفزة التي ينتجها حزب "بوديموس" اليميني، المتطرف، وذلك على خلفية استدعاء الخارجية الإسبانية للسفيرة المغربية في مدريد، كريمة بنيعيش، ل"تقديم توضيح" بخصوص تصريحات رئيس الحكومة المغربي، سعد الدين العثماني حول سبتة ومليلية، وهو ما ردّت عليه السفيرة بأن "رئيس الحكومة المغربي لم يأتي بجديد بخصوص مطالب المغرب بسبتة ومليلية المحتلتين من طرف إسبانيا"، حسب ما نقلته الصحافة الإسبانية. وكان رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز يريد لقاء الملك خلال الموعد الأول للقمة في 17 دجنبر 2020، وهو الأمر الذي أكدته ماريا خيسوس مونتيرو وزيرة التشغيل والناطقة الرسمية باسم الحكومة، لكنه لم يتمكن من ذلك، إلا أن الأمر يبدو أصعب الآن بسبب الموقف السلبي لإسبانيا من اعتراف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسيادة المغرب على الأقاليم الصحراوية يوم 10 دجنبر، وهو اليوم نفسه الذي تم فيه الإعلان عن تأجيل الاجتماع رفيع المستوى.