يبدو أن السحابة التي باغتت قبل أسابيع العلاقات بين المغرب وإسبانيا، إثر التصريحات التي أدلى بها رئيس الحكومة، سعد الدين العثماني، بخصوص مدينتي سبتة ومليلية الخاضعتين للسيادة الإسبانية منذ قرون، قد مرّت بسرعة. ففي الوقت الذي لم تُضف الرباط أي شيء على تصريحات الرجل الثاني في الدولة ولم تعلق رسميا على استدعاء السفيرة كريمة بنيعيش من طرف الخارجية الإسبانية لطلب توضيحات بهذا الخصوص، قررت الحكومة الإسبانية عدم ترك المجال للموضوع ليطفو على السطح، بالتركيز على مواضيع أخرى وتقوية العلاقات الثنائية بالموازاة مع مباشرة الاستعدادات للاجتماع رفيع المستوى المرتقب في بحر نونبر المقبل. وفي تصريحات حديثة لوزير الداخلية في الحكومة المركزية الإسبانية، فرناندو غراندي مارلاسكا، أوضح أن "العلاقات مع المغرب تعد إستراتيجية، وتكتسي أهمية كبيرة. فنحن شريكان موثوق بهما منذ مدة طويلة". وشدد وزير الداخلية الإسباني، بحسب ما نقلته وسائل إعلام محلية أمس الخميس، على أن هناك "توافق" في مواقف مدريدوالرباط حيال القضايا الثنائية وعدد من الملفات الأخرى. وقال بهذا الخصوص: "علاقاتنا تتسم بأهمية خاصة، ونحن ننظر إلى القضايا المشتركة بنفس الثقة التي تميز علاقاتنا الثنائية". وبخصوص الاجتماع رفيع المستوى المقبل بين المغرب وإسبانيا أبرز المتحدث أن هذه القمة المرتقبة بالرباط، بعد تأجيلها بسبب إجراءات كوفيد، ستعقد على أساس مبدأ "المقاربة الشمولية". وسينكب النقاش خلالها على بحث القضايا المرتبطة، وفق قوله، وعلى رأس هذه الملفات تلك المتعقلة بالسياسة، والصناعة، والسياسة الخارجية، والبنيات التحتية والأمن، مؤكدا أن "الهدف هو تعزيز تعاوننا في هذه المجالات خلال هذا الاجتماع المهم"، على حد تعبير مارلاسكا.