تواصل أزمة دخول زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، إلى إسبانيا في أبريل الماضي، التأثير على مفاصل الدبلوماسية الإسبانية، بعدما كشفت صحيفة إسبانية أن الرباط سجلت "هدفا" آخر لصالحها بعد سحب مدريد لترشيح دبلوماسي لمنصب سفيرها في موسكو بسبب دوره الكبير في دخول غالي. ونقلت صحيفة "الكونفيدنشال" الإسبانية في تقرير حصري أنه بعد إقالة وزيرة الخارجية، أرانشا غونزاليس لايا، قام خليفتها خوسيه مانويل ألباريس بسحب ترشيح كاميو فيلارينو لتولي منصب سفير مدريدبموسكو. وكانت الوزيرة السابقة، لايا، هي من رشحت فيلارينو لتولي المنصب، لكن دوره في دخول إبراهيم غالي إلى إسبانيا للعلاج دفع وزير الخارجية الإسبانية الجديد إلى معارضة توليه المنصب. وتقول الصحيفة إن فيلارينو يعد "المتهم" الوحيد في قضية دخول غالي بشكل سري إلى الأراضي الإسبانية ما أثار أزمة دبلوماسية كبيرة مع المغرب. وقالت الصحيفة إن "الفيتو" على تعيين الدبلوماسي الإسباني سيكون "انتصارا جديدا" للمغرب الذي كسر المخطط التنظيمي الإسباني المرتبط بالاتفاق مع جبهة البوليساريو الإنفصالية والذي أدى إلى دخول غالي إلى إسبانيا. وتجري مفاوضات بين الرباطومدريد للدخول في مرحلة علاقات جديدة، وكشفت صحيفة "إسبانيول" أن إسبانيا تجري مع المغرب "حوارا بدون محرمات أو حدود" حول الصحراء المغربية وسبتة ومليلية المحتلتين. وقالت الصحيفة إنه في غضون ما يزيد عن شهر منذ تعيينه، اتخذ وزير الخارجية ألبارس منعطفا جذريا في سياسته تجاه المغرب. وهو تغيبر عميق عن عام ونصف من سياسة الوزيرة السابقة، لايا، تجاه المغرب على رأس الدبلوماسية الإسبانية. وكان صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أعرب في خطاب إلى الأمة مساء الجمعة الماضي، عن الأمل في "إقامة علاقات قوية، بناءة ومتوازنة، خاصة مع دول الجوار"، متحدثا عن إسبانيا وفرنسا على وجه الخصوص. ورد رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، بالترحيب على دعوة جلالة الملك، وقال في مؤتمر صحفي "انطلاقا من الثقة، الاحترام والتعاون، بمقدورنا بناء علاقة أكثر تماسكاً من تلك التي جمعتنا إلى الآن". واندلعت أزمة دبلوماسية حادة بين البلدين بسبب استضافة إسبانيا زعيم جبهة البوليساريو الإنفصالية للعلاج. وبررت مدريد هذه الاستضافة "بأسباب إنسانية"، بينما تؤكد الرباط أن غالي دخل إسبانيا قادما من الجزائر "بوثائق مزورة وهوية منتحلة".