قبل أيام قليلة من استجوابها في البرلمان بشأن قضية استقبال زعيم جبهة البوليساريو الانفصالية، إبراهيم غالي، غادرت وزيرة الخارجية الإسبانية، أرانشا غونزاليس لايا، منصبها في تعديل حكومي جزئي أعلن السبت في إسبانيا. وربط الإعلام الإسباني ومحللون رحيلها بما وصف ب"سوء إدارة" الأزمة الدبلوماسية مع الرباط. وأعلنت مدريد تعيين سفير إسبانيا في فرنسا، خوسيه مانويل ألبارس، وزيرا للخارجية، وهو الرجل الذي يوصف في الأوساط الدبلوماسية الإسبانية بأنه يعرف المغرب جيدا وله من التجربة ما يكفي ليحدث انفراجا في الأزمة الدائرة منذ أشهر وتهدد بقطيعة في العلاقات. وفي سياق متصل، قال المحلل السياسي ، تاج الدين الحسيني، لقناة الحرة، إن ربط مغادرة الوزيرة بالأزمة مع المغرب حتى وإن لم يكن قويا، فإن سوء إدارة قضية غالي من بين الأسباب التي عجلت برحيل لايا. وقالت صحيفة "إلموندو" إن لايا تغادر الحكومة في خضم أزمة عميقة مع الرباط لم تجد طريقها للحل بعد. وتقول المحللة السياسة المغربية، شريفة لموير، إن "إقالة وزيرة الخارجية الإسبانية خلال التعديل الحكومي الأخير لا يمكن إلا ربطه بالأزمة الأخيرة التي تورطت فيها وزيرة الخارجية بشكل مباشر، خاصة وأنها أدت إلى تدهور مهم في العلاقات المغربية الإسبانية". ويرى رشيد لزرق، أستاذ العلوم السياسية في جامعة ابن طفيل في القنيطرة، في حديثه لقناة الحرة، أن التعديل الحكومي "اعتراف بالمسؤولية السياسية لإسبانيا عن استقبال غالي، و هو مقدمة في الاتجاه الصحيح"، بحسب تعبيره. ويقول لرزق إن "إسبانيا مطالبة بالوضوح في علاقتها بالمغرب". وقالت "إلموندو" إن وزير الداخلية فرناندو غراندي مارلاسكا، والذي عارض دخول غالي إلى إسبانيا، احتفظ بمنصبه الوزاري في التعديل الجديد. ويقول تاج الدين الحسيني، إن الوزيرة الإسبانية لعبت دورا كبيرا في تدهور العلاقات وأصرت على استقبال غالي واعتبرته قرارا عاديا ورفضت تصنيفه على أنه خطأ. وتعول مدريد على خبرة مانويل ألبارس لإعطاء نفس جديد للخارجية الإسبانية وتحقيق انفراج في الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، فهل يتحقق ذلك مع الوزير الجديد؟ يتوقع تاج الدين الحسيني أن يحدث تعيين الوزير الجديد تغييرا إيجابيا لخبرته كرئيس للدبلوماسية الإسبانية في فرنسا التي تربطها علاقة جيدة بالمغرب. ويضيف الحسيني أن الوزير الجديد يمكنه أن يعيد الدفء إلى العلاقات المغربية الإسبانية. ويعول رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، على خبرة الوزير الجديد في أفريقيا، خاصة أفريقيا جنوب الصحراء، لتحسين أداء الدبلوماسية الإسبانية. ووفق وسائل الإعلام الإسبانية فإن الأزمة الدبلوماسية مع المغرب أهم التحديات العالقة والتي ستكون بانتظاره في مقر الوزارة، وحل مشاكل الهجرة والإرهاب وقضية "خنق" المغرب لاقتصاد سبتة ومليلية. ويوصف ألبايس، بحسب الدبلوماسيين الإسبان، بأنه يتعامل بودية وله بروفايل سياسي متميز ما دفع سانشيز إلى الاستعانة به.