أطاح رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز، اليوم السبت، بوزيرته في الخارجية أرانشا غونزاليس في عز الأزمة الدبلوماسية مع المغرب، وهو ما يفتح الباب لانفراج مرتقب في العلاقات بين البلدين الجارين. وحل سفير إسبانيا في فرنسا خوسيه مانويل في منصب وزيرة الخارجية أرانشا غونزاليس، ويعول على هذا الدبلوماسي لإعادة المياه إلى مجاريها بين المملكتين الإيبيرية والمغربية بعدما عكرت صفوها فضيحة دخول زعيم جبهة البوليساريو إلى إسبانيا بجواز سفر مزور. وفي رأي تاج الدين الحسيني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، فإن إعفاء أرانشا غونزاليس لا يرتبط فقط بالأزمة مع المغرب، لكنه أكد أن هذا التوتر لعب دورا مهما في هذه الإقالة. وقال الحسيني، في حديث لهسبريس، إن المغرب يعتبر شريكا مركزيا وأساسيا لإسبانيا ليس فقط على مستوى الجوار الجغرافي، بل أيضا على المستوى التجاري. كما أن إسبانيا تعتبر المستثمر الثالث في المملكة. ويرتبط البلدان، وفق إفادات الحسيني، بعلاقات وطيدة في ميدان الصيد البحري بمقتضى الاتفاق الموقع مع الاتحاد الأوروبي، الذي تستفيد إسبانيا من حوالي 90 في المائة منه، ناهيك عن قضايا ذات الاهتمام المشترك مثل الهجرة غير الشرعية والإرهاب والجريمة المنظمة، التي يشكل فيها المغرب عنصرا مهما في التعاون. وذكر أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط أن إسبانيا هي المتضررة بشكل أكبر من أي تدهور لعلاقاتها مع المغرب، معربا عن اعتقاده أن "الشخص الجديد المعين في منصب وزير الخارجية الإسبانية سيلعب دورا لإعادة التوازن إلى العلاقات بين البلدين بشكل يمكنهما من التعاون من أجل المصلحة المشتركة". جدير بالذكر أن التعديل الحكومي الجديد في إسبانيا شمل وزراء آخرين، حيث قال رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، السبت، إن أولوية الفريق الجديد هي "توطيد التعافي الاقتصادي وتأمين وظائف" في أعقاب الأزمة الوبائية. ولا يمس التعديل الحكومي بالتحالف القائم بين الحزب الاشتراكي العمالي الإسباني وحزب بوديموس، الأصغر حجما، إذ يحتفظ هذا الطرف اليساري المتشدد بخمس حقائب وزارية. وتمت الإطاحة أيضا بالاشتراكية كارمن كالفو، التي كانت تتولى منصب نائبة الرئيس وزيرة شؤون الرئاسة المكلفة بالعلاقات مع البرلمان. وجاء هذا التعديل بعد سلسلة من الانتكاسات التي تعرضت لها الحكومة في الأشهر الأخيرة؛ أبرزها الصفعة التي تلقتها في الانتخابات المحلية لمدريد.