تحسن طفيف عرفته حقينة السدود عقب التساقطات المطرية الأخيرة؛ إذ انتقل مستوى الملء إلى 32.9 بالمائة إلى حدود اليوم الجمعة في وقت كانت تشهد فيه تراجعا واضحا قبل 15 يوما. وانتقل احتياطي ملء السدود من 5 مليارات و274 مليون متر مكعب قبل 15 يوما، إلى 5 مليارات و303 ملايين متر مكعب اليوم الجمعة. وعلى الرغم من هذا التحسن الطفيف، إلا أن الأزمة لا تزال قائمة ولا تزال الوضعية غير مبشرة مقارنة مع نسبة الملء المسجلة خلال اليوم نفسه من السنة الماضية؛ إذ كانت تبلغ 50.9 بالمائة مع احتياطي يصل إلى 8 مليارات و201 مليون متر مكعب. نسبة العجز المسجلة على مستوى سدود البلاد قد توصف ب"الصعبة" إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أن طاقتها الإجمالية تفوق 16 مليارا و122 مليون متر مكعب. وسبق أن نبّه نزار بركة، وزير التجهيز والماء، إلى خطورة الجفاف بقوله، إن "نصيب الفرد من الماء في المغرب لا يتجاوز 600 متر مكعب سنويا، بينما يقدر المعدل العالمي ب1000 متر مكعب للفرد"، مشيرا إلى أن "بعض المناطق في المغرب لا يتجاوز فيها نصيب الفرد من الماء 300 متر مكعب". وأفاد تقرير لوزارة التجهيز والماء بأن المخزون المائي المتوفر حاليا بالسدود سيمكن من تأمين حاجيات الماء الصالح للشرب بالنسبة لجميع المدن الكبرى المزودة انطلاقا من السدود في ظروف عادية، باستثناء الموجودة بأحواض ملوية وأم الربيع وتانسيفت وكذلك كير زيز غريس التي من المرتقب أن تعرف بعض الصعوبات في التزويد بالنظر إلى المخزون المائي الحالي الضعيف بالسدود بهذه الأحواض. وكان تقرير للمجلس الأعلى للحسابات أفاد بأن المغرب يتوفر على 22 مليار متر مكعب في السنة من الماء، لكن 88 في المائة منه تستخدم في السقي، فيما تذهب 12 في المائة فقط لباقي القطاعات الإنتاجية والتزود بالماء الشروب.