شبان و شابات في مقتبل العمر قدموا بحلم البدايات الى مهرجان الفيلم الدولي بمراكش و وضعوا أشرطتهم القصيرة بين يدي لجنة التحكيم المكونة من المخرج المغربي نور الدين لخماري، صاحب فيلم "زيرو" رئيسا، و الممثلة الفرنسية سيلفي تيستود و المخرج و الروائي الأفغاني طارق رحيمي و الممثلة الفرنسية الشابة استريد فريزبي، كأعضاء. جلس الشباب في الطابق الأرضي وسط قاعة الوزراء و قلوبهم تخفق في انتظار فوز مغر بجائزة المهرجان التي تمكنهم من منحة مالية و إشراف مؤسسة الفيلم الدولي على إنتاج فيلم قصير ثان. تظهر فيروز منشطة الحفل باللغة العربية و رفيقها الفرنسي لوغون فيبتدئان بالحديث عن فلسفة جائزة "سينما المدارس" التي أحدثت سنة 2010 و هبات الأمير مولاي رشيد و حرص المهرجان على الاحتفاء بالمواهب الشابة قبل تقديم أعضاء لجنة التحكيم الذين دخل بعضهم مستقيما في مشيه و البعض الآخر يرقص على أنغام موسيقى التقديم بينما اختارت المخرجة سيلفي تيستود أن تفتح كلمة اللجنة بالحديث بلغة عربية، بعد مجهود معقول في النطق، بالقول "مساء الخير سيداتي و سادتي، مرحبا بكم" أما المخرج الأفغاني الفائز بجائزة أدبية رفيعة بفرنسا فقد اختار استدعاء ميولاته الأدبية و التوجه للجمهور بقصيدة باللغة الفرنسية يقول مطلعها "لا نستطيع الكلام متى استطعنا الإنصات..". تقدم الخماري رئيس اللجنة و أخبر الجمهور الحاضر أن الفيلم الذي حصل على إجماع الأعضاء هو "باد" فقفز أيوب لهنود و صديقه علاء أكعبون، مخرجي الفيلم، من كراسيهما فرحا بين تعالت أصوات دويهم، في الطابق الثاني من قاعة قصر المؤتمرات، منتشين بفوز الأبناء الذين صعدوا المنصة لشكر العائلات و شكر "كولشي" على قول لهنود عند وقوفه أمام الميكرفون إبان تسلم نجمة مهرجان الفيلم الدولي الخاصة بسينما المدارس. الفيلم القصير "باد" و الذي تقدم سباقا خاضته عشرة أفلام قصيرة يرصد حياة شاب أبكم و أصم في حي فقير جدا عشية الانتخابات حيث تتابع الكاميرا تحركات الشاب الذي يجد نفسه محاصرا بين احتياجاته الخاصة و عدم القدرة على التواصل أو الاندماج مما يدفع به للسقوط في مستنقع العنف. جائزة سينما المدارس التي تم الإعلان عنها مساء الجمعة تنافس عليها بالإضافة للفيلم الفائز أفلام "حرية محجوزة" و "خروج" و "إخوة في النظام" و "الفائز" و "غول" و "صباح غريب" و "سلالة" و "نيكوتين" و "أوروبوروس". يشار أن 300 ألف درهم، مبلغ الجائزة الذي يمنح للفائز، يتم تدبيره من طرف مؤسسة المهرجان التي تعطي آجال ثلاث سنوات لإنجاز فيلم قصير ثان حيث تجري مراحل الكتابة و التصوير والمونتاج تحت سمع و بصر رفاق الصايل خوفا من ضياع هبات الأمير.