تناولت الصحف المغاربية الصادرة، اليوم الاثنين، النتائج الجزئية للانتخابات البلدية والتشريعية في موريتانيا، والاتهامات الموجهة لرئيس حزب (الوطن) الليبي عبد الحكيم بلحاج بالضلوع في عمليات اغتيال على التراب التونسي، وتداعيات الأزمة السياسية في تونس، والمواجهات التي شهدتها مؤخرا مدينة غرداية الجزائرية. ففي موريتانيا كتبت أسبوعية (الصحيفة) أن تأخر صدور نتائج اقتراع يوم 23 نونبر "أثار جدلا كبيرا"، بالإضافة إلى انتقاد الأحزاب السياسية المعارضة المشاركة فيها للجنة المستقلة المشرفة على المسلسل الانتخابي، واتهامها ب "العجز" و"محاباة الحزب الحاكم" وتهديدها بعدم الاعتراف بالنتائج إذا لم تثبت هذه اللجنة "حيادها". وأضافت في مقال تحت عنوان" الحزب الحاكم يكستح أغلب المناطق وإرهاصات مشهد سياسي جديد" أنه مهما تكن نتائج الجولة الثانية فإن نتائج الدور الأول تؤكد أن مشهدا سياسيا جديدا سيتشكل في موريتانيا بعد نهاية هذه الانتخابات. وتحدثت صحيفة (الفجر) عن استحالة تنظيم الجولة الثانية في الموعد المقرر لها أصلا، وهو يوم 7 دجنبر الجاري، لأسباب فنية تتعلق بطبع البطاقات وتوزيعها على مكاتب التصويت، فضلا عن أن الأجل القانوني للبت في الطعون لن ينتهي قبل هذا التاريخ، مرجحة أن يتم تأجيل الدور الثاني إلى غاية 14 أو21 من الشهر الجاري. وفي مقال تحت عنوان "نواكشوط في قبضة الإسلاميين" قالت صحيفة (لوتانتيك) إن العاصمة الموريتانية نواكشوط قد تسقط في أيدي الإسلاميين، مشيرة إلى أن حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية سيخوض الجولة الثانية في أربع مقاطعات وسجل نتائج مشرفة في مقاطعتي لكصر وتفرغ زينة اللتين قد ينتزعهما من حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم. وعلقت أسبوعية (لاتربين) عن تأخر إعلان نتائج الانتخابات بقولها "أكيد أن اللجنة المستقلة للانتخابات اعترضتها مشاكل في إعلان نتائج الانتخابات، فنحن دخلنا في الأسبوع الثاني والنتائج لم تكتمل بعد. فهي أظهرت عجزها على سد النقائص وتقصيرها من حيث الجانب التواصلي"، معتبرة أنه "كلما فسرت أكثر للموريتانين أسباب هذا التأخير ، كلما تفهموا أكثر بأن العمل الذي تقوم به يتطلب جهدا مضنيا ومزيدا من الصبر والتأني. وفي ليبيا شكلت الاتهامات الموجهة لرئيس حزب (الوطن) عبد الحكيم بلحاج بالضلوع في عمليات "إرهابية" في تونس، وتنامي ظاهرة الهجرة السرية ومخلفات التساقطات المطرية القوية التي شهدتها العاصمة طرابلس، أبرز ما اهتمت به الصحف. فقد تناولت صحيفتا (الغد) و(ليبيا الجديدة) ملف الاتهامات التي وجهتها (هيئة المبادرة الوطنية للكشف عن حقيقة الاغتيالات) في تونس لرئيس حزب (الوطن) عبد الحكيم بلحاج بالضلوع في عمليات اغتيال على التراب التونسي ، مبرزة أن هيئة الدفاع عن بلحاج فندت هذه الاتهامات معتبرة أنها "مزيفة ومغالطة للرأي العام". وأفادت الصحيفتان بأن الهيئة التي تضم نشطاء تونسيين، أكدت في مؤتمر صحفي بالعاصمة تونس أن هذه المزاعم "استندت الى شبهات ووقائع مغلوطة وغير صحيحة ومنها دخول بلحاج خلسة الى تونس" حيث أثبتت، حسب الصحيفتين، أن الدخول تم بطريقة شرعية إبان أحداث الثورة الليبية "قصد العلاج من شظايا أصيب بها". وأضافت الصحيفتان أن هيأة الدفاع عن عبد الحكيم بلحاج قررت رفع دعوى قضائية ضد من يقف خلف هذه الاتهامات. صحفية (ليبيا الوطن) سلطت من جانبها الضوء على ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي تفاقمت في ليبيا وجعلت منها نقطة انطلاق للمهاجرين المنحدرين من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء وآسيا نحو "الإلدورادو" الأوروبي. وكتبت الصحيفة أن الظاهرة تقف وراءها شبكات الاتجار في البشر "التي تستغل الأوضاع الأمنية التي تمر بها البلاد وعجز الحكومة عن ضبط المنافذ الحدودية وتفعيل القانون"، مبرزة المخاطر المتشعبة التي تنطوي عليها ومن ضمنها "تهديد استقرار البلد وتفشي الأمراض المعدية والجرائم الجنائية". أما صحيفة (ليبيا الإخبارية) فقد توقفت من جهتها، عند حالة الارتباك التي عاشتها العاصمة طرابلس أول أمس السبت جراء التهاطلات المطرية القوية " التي حولت الشوارع إلى برك مائية وأعاقت حركة السير وتسببت في انقطاع التيار الكهربائي وخدمات الاتصالات." وواصلت الصحف التونسية تناولها لتداعيات الأزمة السياسية وغياب توافق بين الشركاء حول أفق لحلها، على أوضاع البلاد الاجتماعية والأمنية والاقتصادية بعد الاضرابات الاحتجاجية الأخيرة في عدد من المدن التونسية. وأبرزت بعض الصحف أن استمرار الأزمة السياسية في البلاد لن يزيد الوضع إلا تفاقما، منتقدة الطبقة السياسية التي تغلب مصالحها الحزبية الضيقة على مصلحة الوطن. في هذا السياق، كتبت صحيفة (الصباح) في افتتاحيتها "أيام وتحل الذكرى الثالثة للثورة، ذكرى باتت تذكر التونسيين بخيبة مرحلة الانتقال الديمقراطي وفشل النخب السياسية باختلاف مواقعها في الحكومة أو المعارضة في تحقيق استحقاقات ثورة الكرامة التي تحولت إلى مطامح حزبية سافرة للتمعش من غنيمة السلطة ونيل نصيب من الحكم...". وكتب المحلل السياسي في صحيفة (الصريح) ، أن "الأسابيع تمر متشابهة بالنسبة للمواطنين التونسيين ، وهم يتابعون بمرارة وعجز ويأس تفاقم الأزمات السياسية والاجتماعية والأمنية والاقتصادية، وإفلاس السياسيين وزيف وعودهم التي يمطرونهم بها يوميا، غير عابئين بالتداعيات الخطيرة لممارساتهم "مضيفة أن "الرباعي الراعي للحوار الوطني المعلق أعلن المواعيد تلو المواعيد لاستئناف هذا الحوار والحسم في اسم الشخصية المنتظرة لتولي رئاسة حكومة كفاءات غير متحزبة، ولكنه سرعان ما يصطدم بتكذيب أو نفي من داخل صفوفه او من الاحزاب الموقعة على خارطة الطريق والمشاركة في الحوار الوطني". ومن جهته كتب المحلل السياسي في صحيفة "الشروق" أننا "نقف في تونس اليوم، وقد طالت الفترة التأسيسية الانتقالية بل وربما زاغت عن أهدافها، وكذلك تعثرت مسيرة إصلاح مسار الحوار الوطني.. هناك عقلية تتمثل في مدى قبول الأطراف السياسية بعضها البعض، وسيادة نبرة الإقصاء التي تحكم البعض اتجاه الآخر". وعادت الصحف الجزائرية إلى الحديث عن الموجهات التي اندلعت مؤخرا في مدينة غرداية بالجنوب الجزائري بين جماعتي "المزابيين" و"الشعانبيين" حيث أشارت صحيفة ( الوطن) إلى التجاوزات الخطيرة لقوات الأمن خلال تدخلها لتفريق المتظاهرين. وتحدثت الصحيفة استنادا إلى شهادات بعض الأشخاص الذين اعتقلوا ثم أفرج عنهم في ما بعد عن ممارسات لا إنسانية تعود إلى عهود بائدة متهمين قوات الأمن بتعنيفهم بكل قسوة وخلع ملابسهم ورشهم بالماء البارد ..إلخ . وأشارت الصحيفة إلى أنه على إثر هذه الاتهامات تم إيفاد لجنة للتحري تابعة الأمن الجزائري إلى عين المكان لتسليط الضوء على "معاملات سيئة" محتملة. وأفادت صحيفة (لبيرتي) أن تسعة أشخاص متهمين بالضلوع في الأحداث التي كانت بلدة قرارة مسرحا لها ثم إيداعهم السجن من طرف قاضي التحقيق بمحكمة غرداية فيما تم توجيه استداعاءت مباشرة ل 110 يوم المحاكمة. ومن جهتها أشارت صحيفة (ليكسبريسيون) إلى عقد لقاءات بين طرفي النزاع من أجل إيجاد حل توافقي لتسوية النزاع بشكل نهائي، مبينة أن هذا "الحوار" يروم توفير ظروف عيش وعمل لائقة لسكان قرارة وإرساء عدالة اجتماعية وإيجاد حل توافقي بين طرفي النزاع.