اتهم ناشط حقوقي تونسي، حركة النهضة الإسلامية التي تقود الائتلاف الحاكم في البلاد، والليبي عبد الحكيم بلحاج، بالتورّط في عمليات إرهابية شهدتها تونس، وكشف عما وصفها ب'معطيات جديدة عن تواطؤ' بعض القيادات الأمنية التونسية في عمليتي اغتيال شكري بلعيد، ومحمد البراهمي. وقال الطيب العقيلي، عضو هيئة ‘المبادرة الوطنية من أجل الكشف عن الحقيقة في اغتيال الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي'، خلال مؤتمر صحافي عقده امس الأربعاء، إن عدداً من مسؤولي حركة النهضة الإسلامية لهم علاقة وطيدة بالليبي عبد الحكيم بلحاج، الذي يُعتقد أنه ‘متورّط في عمليات إرهابية بتونس′. وذكر في هذا السياق أن بلحاج زار تونس عدة مرات ‘رغم صدور مذكرة أمنية تفيد أنه يخطط لعمليات إرهابية في تونس، كما أنه يُشرف على عمليات تهريب السلاح التي عرفتها البلاد'. وكان اسم الليبي عبد الحكيم بلحاج قد تردّد كثيراً في تونس في محاضر البحث المتعلقة بعمليات تهريب السلاح إلى تونس، وفي شبكات تجنيد وتدريب وتسفيرعدد من الشبان التونسيين إلى سورية للقتال في صفوف ‘جبهة النصرة'. وعبد الحكيم بلحاج، من مواليد العام 1966، وهو يرأس حالياً حزب ‘الوطن' الإسلامي الليبي، وقد سطع نجمه بعد سقوط نظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، حيث تولى عدة مناصب عسكرية، علماً أنه واحد من الجهاديين العرب الذين قاتلوا في أفغانستان، وأحد مؤسسي ‘الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة' في مطلع التسعينات من القرن الماضي. وبحسب الطيب العقيلي، فإن عبد الحكيم بلحاج على علاقة وطيدة بتنظيم ‘أنصار الشريعة' السلفي الجهادي التونسي، كما أن عدداً من قادة حركة النهضة الإسلامية، منهم رئيسها راشد الغنوشي، وأمينها العام حمادي الجبالي، وكذلك سمير ديلو، وزير حقوق الإنسان، قد التقوا به أكثر من مرة في تونس. واعتبر أن تلك اللقاءات تجعل حركة النهضة الإسلامية ‘في موضع الشبهة بالضلوع في العمليات الإرهابية التي شهدتها تونس′. غير أن سمير ديلو، وزير حقوق الإنسان في الحكومة التونسية المؤقتة الحالية، والقيادي البارز في حركة النهضة، نفي ذلك. ولفت ديلو في تصريحات إذاعية إلى أنه ‘سينظر مع محاميه في الإتهامات التي وجهها له الطيب العقيلي، ولن يتردّد في اللجوء إلى القضاء'، مشيراً إلى أن اتهامه بلقاء عبد الحكيم بلحاج واستقبال قيادات حركة النهضة له ‘لا يمت للواقع بصلة، وأن لا علاقة تربطه ببلحاج، وبالتالي من العيب الزجّ بقيادات النهضة في هذا الموضوع′. إلى ذلك، لم يتردد الطيب العقيلي في الكشف عن جملة مما وصفها ب'المعطيات والمعلومات' التي قال إنها ‘تُثبت تقصير وزارة الداخلية التونسية وقياداتها الأمنية إلى حد التواطؤ في موضوع اغتيال شكري بلعيد ومحمد براهمي'. واغتيل شكري بلعيد في السادس من فبراير/شباط الماضي، فيما اغتيل محمد براهمي في الخامس والعشرين من يوليو/تموز الماضي، حيث ذكرت وزارة الداخلية التونسية أن الإثنين قُتلا بنفس السلاح، ووجهت التهمة إلى تنظيم ‘أنصار الشريعة' السلفي الجهادي. وأشار الطيب العقيلي في هذا السياق إلى أن تنظيم ‘أنصار الشريعة' التونسي له علاقات وطيدة ب'الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة' بقيادة عبد الحكيم بلحاج، وهو متورّط في قضايا الاغتيالات المذكورة، وأن السلطات الأمنية التونسية تمتنع عن تسمية هذه الأطراف لإرتباطها بحركة النهضة'. وبعد هذا المؤتمر الصحافي الذي تم وسط إجراءات أمنية مشددة، وحضره عدد كبير من الوجوه السياسية المعارضة، نظم الإئتلاف اليساري ‘الجبهة الشعبية' مظاهرة في شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس العاصمة، للمطالبة بالكشف عن الجهات التي اغتالت شكري بلعيد محمد براهمي. ورفع المشاركون في هذه المظاهرة شعارات مناهضة للحكومة الحالية، ولحركة النهضة الإسلامية، منها ‘يا غنوشي يا سفاح يا قاتل الأرواح'، و'يا لعريض (رئيس الحكومة الحالية) يا سفاح، سنواصل الكفاح'، و'الشعب يريد إسقاط النظام'.