قررت الغرفة الجنحية بمحكمة الاستئناف بالرباط ، أمس الخميس، تأييد الحكم الابتدائي المستأنف الصادر في حق مدير جريدة"المساء"الصحافي رشيد نيني والذي يقضي بأدائه تعويضا مدنيا إجماليا قدره ستة ملايين درهم لفائدة أربعة نواب وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بالقصر الكبير مع تحميله صائر الدعوة. كما أيدت المحكمة الحكم الذي يقضي بأدائه غرامة مالية قدرها120 ألف درهم لفائدة الخزينة العامة، بعد إدانته بجنحة "القذف والسب العلني". "" وقد توبع رشيد نيني بناء على أربع شكايات مباشرة منفصلة تقدم بها أربعة نواب لوكيل الملك لدى ابتدائية القصر الكبير في فبراير الماضي، بعد نشر جريدة"المساء" في شهر نونبر الماضي معلومات تفيد بأنها "تتوفر على لائحة لشبكة الشواذ الجنسي، تتضمن من بين عناصرها نائبا لوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية بنفس المدينة لتعتذر فيما بعد عن ذلك . وكان توفيق بوعشرين رئيس تحرير "المساء" قد أكد في تصريح لقناة الجزيرة مساء أمس الخميس أن "جهات نافذة في السلطة ورطت القضاء لأهداف سياسية ضيقة في الحكم على المساء في سابقة هي الأولى في المغرب وعربيا ،كما سبق أن ورطت نفس القضاء في الحكم على الصحافة المستقلة بالمغرب وفي نفس السياق ستغرب جمال ريان عن اللجنة الدولية لمساندة جريدة المساء من الحكم الذي وصفه بالقاسي والغريب وطالب من الغيورين والمدافعين عن حرية التعبير وحرية الصحافة "التجند" في كل مكان من أجل مساندة جريدة المساء والتصدي لحملة إسكات الأصوات الحرة مطالبا بالتعبئة من أجل الحفاظ على صدور جريدة المساء. وينتظر أن يكون للحكم الاستئنافي الذي صدر أمس الخميس تأثيرات كبيرة وردود فعل كبيرة ،بعد الوقفات والاحتجاجات التي عرفها الحكم الابتدائي ،كما سيكون لقرار المحكمة صدى إعلامي وسياسي وطني ودولي،ويجعل من جديد المغرب موضوع تقارير ومتابعات حقوقية دولية ووطنية ،خاصة وأن الحكم يأتي أياما قليلة بعد التصنيف المخجل للمغرب في المرتبة122 حسب تقرير منظمة مراسلون بلا حدود الدولية ،وبعد القضايا الكثيرة التي أثيرت إعلاميا والتي أساءت كثيرا لصورة المغرب وأكسبت خصومه نقاطا كبيرا في الميزان الحقوقي العالمي،انطلاقا من قضية "المساء"وقضية المهندس فؤاد مرتضى وقضية المدون محمد الراجي وقضية "مجنون البارصا" ياسين بلعسال . فمتى يستفيق القوم من سباتهم ويعلموا أن العالم لم يعد ضيعة صغيرة يتحكمون فيها دون علم باقي سكان القرية الصغيرة التي يكفي أهلها نقرة واحد على الحاسوب لكشف كل شيء.