قال عبد الفتاح البلعمشي، رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات، إن هناك انطباعا لدى الكثيرين يعتبر التوجه الملكي نحو الخارج وتعدد الزيارات في الآونة الأخيرة إلى عدد من الدول، هو تغيير في تدبير الملك للسياسة الخارجية، مؤكدا أن "الأمر لا يلغي الوفاء لمنهج عام للزيارات الملكية ولتعامل الملك مع زياراته إلى الخارج في الفترات السابقة من حكمه". وأضاف البلعمشي، في تصريح لهسبريس، أن الجميع يذكر الزيارة الملكية للجزائر سنة2005 وتمديد هذه الزيارة، وزيارته لعدد من الدول الإفريقية، وحضوره أشغال الدورة ال67 للجمعية العامة للأمم المتحدة وإلقاء كلمة المغرب بالمناسبة داخل الجمعية العامة، وكذا زياراته لآسيا وفرنسا، مبينا أن الزيارات الخاصة كانت دائما مطروحة على أجندة تحركات الملك إلى عدد من الدول الإقليمية والدولية. وتابع البلعمشي، معلقا على ما وُصف بكثرة زيارات الملك إلى الخارج خلال سنة 2013، "يبدو أن الجديد ربما هو كثافة هذه الزيارات الأخيرة وتقاربها زمنيا لدول إفريقية وللخليج العربي، والزيارة البارزة لدولة مالي من جهة، وارتفاع منسوب المتابعة الإعلامية لزيارات الملك وتسريب صور بخصوصها" معتبرا أن ذلك يمكن ان يشكل، إعلاميا على الأقل، تحولا في المنهجية التواصلية للمشرفين على العلاقات العامة وتقديم صورة الملك في إدارة القصر الملكي. واعتبر ذتن المتحدث أن في زيارات الملك تكريسا لتنزيل اختيارات المغرب في مجال السياسة الخارجية التي حددها البلعمشي في الاستثمار بشكل أكثر نجاعة في البعد الإفريقي لما له من توسيع دائرة ومجال الصراع مع الجزائر التي كانت تشتغل براحة كبيرة أمام غياب المغرب عن الاتحاد الإفريقي وفق تعبير المتحدث نفسه. ولاحظ رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية وحوار الحضارات أن الزيارات الملكية للخارج تميزت بطول مدة الإقامة في الآونة الأخيرة، مؤكدا أنه رغم ذلك لا يمكن الحديث عن تغير في اهتمام الملك بالبعد الدولي أوتغيير في الدبلوماسية الملكية المباشرة. وأوضح البلعشمي أن الأنشطة الملكية تزاوج بين البعد الوطني والدولي، "ويبقى محمد السادس ملكا مهتما بشكل ملفت وكبير بالتحركات والتنقلات بين جهات المملكة، ومتابعة الكثير من المشاريع التنموية المختلفة، ورعايتها شخصيا منذ توليه العرش" يشرح البلعمشي مبرزا أن كثرة تحركات الملك داخل الوطن تميزه عن كثير من قادة الدول على الأقل في المحيط الإقليمي.