تميزت السياسة الخارجية للمغرب خلال 2007 بتحقيق إنجاز نوعي على الساحة الدولية، بفضل مقترح الحكم الذاتي لحل ملف الصحراء، مع تسجيل ملاحظة أساسية وهي غياب تحركات دبلوماسية مغربية بارزة على صعيد القضية الفلسطينية رغم أن المغرب يترأس لجنة القدس، كما شهدت الشهور الأخيرة للسنة نفسها بعض الهزات في العلاقات مع فرنساوإسبانيا والسينغال، الأولى بسبب تغير في أولويات السياسة الخارجية لساركوزي والثانية والثالثة بسبب ملف الوحدة الترابية (سبتة ومليلية والصحراء). ملف الصحراء المغربية أهم ما ميز السنة هو دخول ملف الصحراء مرحلة جديدة بدعوة مجلس الأمن الأطراف المتنازعة ببدء التفاوض، بغض النظر حول ما أثير حول هذه المفاوضات ونتائجها ومستقبلها، وقد كان بدء هذا المسلسل نتيجة لضغط إيجابي من الدبلوماسية المغربية لفرض مقترح الحكم الذاتي وإقناع الأطراف الدولية وأطراف المجتمع الدولي به حسب رئيس المركز المغربي للدبلوماسية الموازية عبد الفتاح البلعشمي. وفي الأسابيع الأخيرة وعقب زيارة الملك الإسباني خوان كارلوس لسبتة ومليلية المحتليتن ثم مؤتمر البوليساريو بتيفاريتي، لوحظ تحركا غير معهود من الدبلوماسية المغربية، من حيث الصرامة واللغة القوية وما يمكن أن نصطلح عليه بالدبلوماسية الهجومية من لدن الفاعلين الدبلوماسيين، كما سجل تحركاً بالمناسبة ذاتها بشكل من الأشكال من مجلسي البرلمان لمناقشة قضية تيفاريتي، وبعث رسالة مشتركة للأمين العام تحمل المينورسو ما وقع في خرق واستفزاز. القضية الفلسطينية كانت المشاركة المغربية في مؤتمر أنابوليس لإنجاحه تصب في مصلحة العدو الصهيوني، في وقت لم يتحرك فيه المغرب لصالح القضية الفلسطينية وانتقاد لجمود حيوية دوره ضمن لجنة القدس، كما غاب أي تحرك بارز للمغرب في محيطه العربي والإسلامي لوقف اعتداءات الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني وخرقه للاتفاقيات الموقعة، وهو ما يؤشر أن المغرب سار إلى جانب دول عربية أخرى في ركاب السياسة الأمريكية بشكل لا يخدم القضية الفلسطينية. زيارة ساركوزي أما علاقة المغرب بفرنسا وزيارتي ساركوزي الأولى والثانية، فإن التعليقات والتحليلات التي تناولت الموضوع أشارت إلى تحول في سياسة فرنسا إزاء المغرب بسبب تفضيل ساركوزي بدء أول زيارته له خارج الاتحاد الأوروبي للجزائر وليس للمغرب كما جرت العادة، في حين أن بعض المتتبعين لم يروا في تصرف ساركوزي أي غرابة فهو رئيس فرنسي يخدم مصالح بلاده عن طريق السياسة الخارجية ولا ينتظر منه شيء آخر، بل المطلوب منها أن تخدم مصالح المغرب كما يخدم الآخرون مصالحهم. العلاقات مع مدريد وجدت الزيارة الاستفزازية التي قام بها الملك خوان كارلوس لسبتة ومليلية المغربتين خطورتها في رمزية المؤسسة الملكية علما أن رئيس الوزراء زاباثيرو سبق أن زارهم، وما عدا هذه الزيارة فإن علاقات المغرب بمدريد ظلت علاقات استراتيجية لم تتعرض لأي هزة، وقد كان هذا الحدث مناسبة لإبراز أهمية مواصلة الدبلوماسية الهجومية من لدن المغرب للدفاع عن المصالح الحيوية للبلاد حسب البلعشمي، وقد كان لاستدعاء السفير لمدة غير محدودة أهمية كبرى داخل إسبانيا، على مستوى إثارة حقوق المغرب، وتوجيه رسالة بأن المغرب لن يقبل الاستهتار بالقضية، وأنها تمس مصالحه الكبرى، في حين كنا نلاحظ في السابق استخدام لغة مرنة لينة تصل إلى درجة الخنوع من لدن الدبلوماسية المغربية.