من حيث لا يتوقع أحد جاء الفنان السعودي محمد عبده ليرمي قنبلة جديدة سوف تتصاعد فصولاً على مدار الأسابيع المقبلة بعد تصريح له أعتبر فيه أن الموسيقى يمكن أن تحل محل القرآن في علاج المصابين بالأمراض النفسية. و يعتقد عبده، أن الموسيقى تساعد على الشفاء من الأمراض النفسية، والحقيقة أن عبده كان قد كشف عن رأيه عبر مؤتمر صحفي عقد في مستشفى الصحة النفسية بجدة أمس ضمن برنامج احتفال أقيم بمناسبة اليوم العالمي للصحة النفسية، بصفته سفير النوايا الحسنة. "" هذه ليست المرة الأولى التي يظهر بها الفنان محمد عبده بصورة المفكر، الذي يحاول الخوض في تفاصيل بعيدة عن مجاله الذي يبرع فيه، وهذه أيضاً ليست المرة الأولى التي تثير آراءه غير الفنية، حفيظة المجتمع السعودي المحافظ، فبعد الحادثة الشهيرة التي نسب فيها عبده الرسول إلى الجنسية السعودية، يأتي هذه المرة من الخلف، ليقول دون تحفظ : "الموسيقى مكان القرآن". وكان عبده قد رجح أن يقود العلاج بالوسائل الدينية إلى تشدد المعافين. وأضاف أن المؤثرات الدينية ذات أهمية كبيرة في العلاج ولكنه يخشى أن يقود التركيز عليها إلى التشدد، خاصة ونحن نتجاوز الحرب الأيديولوجية التي خلفها لنا مجتمعنا. وقال الفنان في حديثه للصحف المحلية، إنه لاحظ أن مرضى الذهان يخلطون الأشياء ببعضها باستثناء الأغاني فإنها تظل حاضرة في ذاكرتهم ويرددونها على الرغم من إصابتهم بهذا المرض. موقفين عاشهما في صغره، قاداه إلى الوصول إلى هذه الفكرة على حد قوله، حيث كان الشاب الأسمر اليافع محمد عبده صديقا لرجل عبقري أصيب بالجنون من شدة ذكائه في حارة اليمن - إحدى حارات مدينة جدة القديمة- وقد جعله العبقري الذي تحول إلى مجنون يتحدث بصوت مرتفع أثناء تجواله في الشارع، ويحمل بيده شيشة صغيرة. محمد بدوره كان يحرص على تلبية احتياجاته بالكامل، إضافة إلى اهتمامه بامرأة طاعنة في السن كانت مصابة بالمرض نفسه، كما ذكر الفنان محمد عبده أنه لا يخشى معايشة تلك الفئة، خصوصا وأنهم بحاجة إلى الاهتمام واللطف، والتعامل معهم بإنسانية. ومعروف أن عبده، الذي يلقبه محبوه بفنان العرب، قارئ نهم لشتى التيارات الفكرية إذ يحتفظ بمكتبية ضخمة في منزله، وأخرى في الأستوديو الخاص به في مدينة جدة على ساحل البحر الأحمر، التي شهدت بواكير يتمه ونجوميته، ويحمل بعض من الكتب معه ليقرأها في الطائرة خلال الرحلات الدولية الطويلة وخصوصاً باريس والمغرب. ويصف عبده نفسه بأنه حبيب المجانين منذ صغره، إذ قال في حديث صحفي نشرته صحيفة الشرق الأوسط اللندنية: "إذا اعتبرنا أن الجنون جزء من الحالات النفسية، فهذا يعني أننا جميعا مجانين، لاسيما وأن الكثير من العظماء والشعراء والفنانين يتصفون بهذه الصفة". من جهته، كشف الدكتور نواف الحارثي مدير مستشفى الصحة النفسية بجدة عن وجود 55 ألف ملف للمرضى المراجعين والمنوّمين بالمستشفى، غير أنها لا تمثل عدد المصابين في المنطقة. وقال في حديث إلى «الشرق الأوسط»: «من الصعب التوصل إلى إحصائيات دقيقة، خاصة وأن هناك قطاعات طبية أهلية تحمل على عاتقها حملا ثقيلا من المرضى، إضافة إلى أن المستشفى باعتبارها حكومية فإنها تستقبل الحالات التي تحتاج إلى التنويم، في ظل تفضيل المريض الذهاب إلى عيادات تتعامل معه بسرّية تامة»، لافتا إلى أن الحملة ليست بهدف الصحة النفسية والطب النفسي البحت، وإنما للخدمات النفسية المقدّمة بكافة أنواعها سواء من المستشفى أو من غيرها. وكان الفنان السعودي الشهير قد تحدث، خلال مشاركته في برنامج "العراب"، الذي يقدمه الإعلامي نيشان على قناة mbc ، عن الإبداع في السعودية حيث أشار إلى أنها قلب الجزيرة العربية، وتابع قائلا "الرسول سعودي.."، فأثار دهشة وذهول الحضور في الصالة. وسرعان ما ثارت المجتمعات العربية على هذا التصريح، ليستعين عبده بقوته الإعلامية، حيث أدلى بتصريح لبرنامج "إضاءات" الذي يقدمه الزميل تركي الدخيل ، اعترف الفنان محمد عبده أنه أخطأ، وقال "هذه الكلمة سبق لسان لكن لا يجب أن تؤخذ بعيدا عن سياقها"، وأضاف "أنا كنت أتحدث عن أن الجزيرة العربية التي هي المملكة العربية السعودية التي خرج منها عظماء ومفكرون وأعلام كثيرون وقلت إن النبي خرج من هذه الأرض ودفن بها". وضرب مثالا: عندما يأتي الناس لزيارة الحرم الشريف يأخذون فيزا للسعودية ويذهبون لزيارة قبر النبي ومسجده. وقال "لكن أنا أعتبر أنني أخطأت ولم أوفق بالتعبير وهي زلة لسان ولم أقصد بها الاساءة". كلام الفنان محمد عبده انتشر بشكل واسع في المواقع والمنتديات والصحف، كما تم وضع الجزء الذي يتحدث فيه عن "الرسول" على شبكة الانترنت. يذكر أن الفنان محمد عبده قال إن 95% من الغناء الموجود على الساحة حاليا حرام شرعا، معتبرا وجود حدود ضيقة ل"الغناء غير الماجن". وأشار إلى عدم وجود خلاف على الغناء، غير أن هناك "خلاف" بين العلماء على الموسيقى، متابعا بقوله الموسيقى كانت مهنة وضيعة في الجزيرة العربية، على حد قوله.