ككاتب وروائي فضل أن يتخلى عن تربية الطيور، ويربي أحزانه وخيباته في قفص واقع مغربي بارع في اغتيال كل ما هو جميل، طبعا هذه الأحزان غير برية، فقد تأقلمت مع الأسر، تماما كطيور الكناري والبادجي.. وتفاعلا مع قضية الموسم عند هواة ومربي الطيور، ويتعلق الأمر بقانون الحيازة، ومثلما أشار بعض الأصدقاء في "فيسبوك" أو "يوتيوب"، يحتاج هذا الأمر إلى تضافر الجهود، وتشكيل هيئة، تنوب عن جميع الجمعيات قانونيا وإعلاميا... وهذا ربما ما لن يحدث، بسبب منطق (خوك في الحرفة عدوك)، إذ يفترض أن تقوم هذه التكتلات بالتواصل مع الصحافة أيضا، الورقية والإلكترونية على حد سواء، بدل هذه النقاشات شبه المغلقة، التي يتم تداولها بين عشاق تربية الطيور فقط، عبر مجموعات "واتساب". هكذا لن تكتفي هذه الصحف بنشر أخبار إطلاق سراح طيور كان سيتم تهريبها.. وما شابه ذلك. الجمعيات مطالبة بتجاوز كل هذه الحزازات الشخصية، والدفاع عن هذا الإنجاز.. نعم، كلنا ضد الصيد الجائر، ضد التهريب... ولكن ماذا عن إنجازات هؤلاء "المواليع" في ميدان التغاريد، سواء المدرسة الويدانية أو الإسبانية؟! لا أحد يفكر أننا سنضحي بكل هذه الإنجازات من أجل الحفاظ على الحسون. وللأسف، الهجين لا يتكاثر، وإلا كنا سنستغني عن الطبيعة إلى الأبد. أقترح أن يتم التعامل بمنتهى الحزم مع أعداء الطبيعة.. على الأقل، لمدة عام كامل أو عامين بدون صيد.. لأن أغلب الصيادة مجرد (حشايشية).. لا تهمهم لا "ولاعة" ولا حسون. هذه هي الفئة التي يجب أن تحارب، ولا يخطر على بالها أنهم حولوا هذه "الولاعة" إلى ما يشبه الاتجار في المخدرات. بسبب هذه الفئة، هناك من أطلق سراح (جدر) عمره خمس سنوات.. هناك من باع طيوره بأرخص ثمن.. هناك من هجر هذه الولاعة، وقلبه يتمزق.. للأسف، القانون بلا قلب.. وبلا أذن أيضا، لا يخطر على بال هذا القانون أننا قد نفوز بثروة هائلة من الحسون، لكن يجب أن يكون هناك تدرج في تطبيق هذا القانون.. فما جدوى هذا الحسون، الذي سيتكاثر، إن كان يغرد نوتات عصفور الدوري أو درسة المنازل (تيبيبيط)؟ يجب أن نتدرج في تطبيق القانون، حتى نحافظ على الحسون وعلى هواية تربيته أيضا.. بالقضاء على الصيادين والسماسرة.. يجب أن يختفي الحسون الجديد من الأسواق... إلخ. نتمنى أن يتم حل هذه الإشكالية بشكل رسمي في أقرب وقت.. لا سيما وأن مصلحة المياه والغابات تضع المربي في نفس السلة مع أعداء الطبيعة. أعتقد أن أهم حق، يجب الدفاع عنه حاليا في الوقت الحالي، هو الحيازة، أي أن تحافظ على ما في يدك، بدل أن يسلب منك، و.. و.. وليس الإمساك، كما يطالب البعض، لأنه يجب أن نحافظ على هذه الثروة، بالتوقف عن الصيد، بمعاقبة كل من يتاجر في البيض والأعشاش... أما طرح مسألة الإمساك، حاليا، للنقاش، فهي بمثابة تشجيع غير مباشر على الصيد، وتواطؤ مع أعداء الطبيعة، وحتى مسألة التكاثر فلا يمكن طرحها الآن. المفروض أن يكون هناك نضال، من أجل الحفاظ على طيور الأسر.. الخطوة التالية: إنتاج الحسون في الأقفاص أو "السلاكات"...إلخ، وهذا حديث سابق لأوانه.