حذرت مجموعة من الفعاليات المدنية المهتمة بالمجال البيئي على مستوى جهة درعة تافيلالت من أن خطر الانقراض يتهدد طائر الحسون، خاصة مع اتساع ظاهرة الصيد الجائر لهذا النوع من الطيور النادرة خلال السنوات الأخيرة. وكشفت المعطيات التي قدمتها الفعاليات ذاتها، لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن اتساع ظاهرة الصيد الجائر والعشوائي يتهدد هذا النوع من الطيور بالانقراض بشكل نهائي في جهة درعة تافيلالت والمغرب عموما، موضحة أن هذا النوع من الطيور يواجه خطر الزوال يوما ما، إذا لم يتم القيام باللازم لحمايته وإنقاذه من بطش الصيادين "مخربي البيئة والطبيعة"، وفق تعبير الفعاليات ذاتها. وفي هذا الصدد، تشير مصالح المياه والغابات بكل من إقليمي ميدلت وتنغير إلى أن هذه المصالح قامت، بتنسيق مع السلطات المحلية ومصالح الدرك الملكي، بتدخلات ناجحة عديدة أسفرت عن توقيف مجموعة من الأشخاص يزاولون صيد هذا النوع من الطيور النادرة، وإطلاق سراح المئات من هذه الطيور التي كانت بحوزة الموقوفين في تدخلات متفرقة عديدة. وأوضحت المصالح ذاتها، في تصريح خاص لهسبريس، أن مجهودات الإدارات العمومية والسلطات الأمنية في ما يخص حماية طائر الحسون من الانقراض غير كافية ما دام أن جمعيات المجتمع المدني والمواطنين لا يساهمون في التبليغ بهؤلاء الصيادين أو من يشترون هذه الطيور أو الوسطاء، من أجل ردعهم وجعلهم عبرة لمن يعتبر، مشيرة إلى أن هذا الموضوع يجب أن يناقش في يوم دراسي وطني من أجل البحث عن الحلول الممكنة لحماية ما تبقى من هذا النوع من الطيور النادرة. جشع الصيادين تهدد التجارة غير الشرعية طائر الحسون الذهبي بالانقراض بأقاليم جهة درعة تافيلالت، خاصة إقليمي ميدلت وتنغير، على الرغم من أن هذا النوع من الطيور صنف ضمن لائحة الطيور المحمية بموجب القانون رقم 29-05 المتعلق بحماية أنواع النباتات والحيوانات والطيور المهددة بالانقراض ومراقبة الاتجار بها. يلجأ عدد من ممتهني صيد طائر الحسون إلى بيعه في السوق السوداء لبعض الأشخاص المتخصصين في تربية الطيور وإعادة بيعها بأثمان باهظة؛ وهو ما جعل التجارة في هذا النوع من الطيور وغيرها تجارة مدرة للمال على أصحابها. عبد الرحيم موجان، مهتم بالمجال البيئي بإقليم ميدلت، قال إن الصيد العشوائي لهذا النوع النادر من الطيور لا يهدد فقط المجال الغابوي؛ بل إنه يشكل خطرا على التوازن البيئي، موضحا أن الإجراءات القانونية المعمول بها حاليا مع الموقوفين في هذا الإطار غير كافية ويجب اتخاذ إجراءات قانونية زجرية قوية ضد المخالفين. وأوضح المتحدث ذاته، في تصريح لهسبريس، أن جشع ممتهني صيد طائر الحسون قد يؤثر على التوازن البيئي ويؤدي إلى انقراض هذا النوع من الطيور الجميلة المصنفة دوليا، مبرزا أن هؤلاء الصيادين غير مبالين بمخاطر هذا النوع من الصيد العشوائي وهمهم الوحيد هو الحصول على دراهم معدودة، ملتمسا من جميع المواطنين التبليغ عن مثل هؤلاء الأشخاص أو كل من يشتري الحسون إلى السلطات الأمنية لاتخاذ المتعين، بتعبيره. هذا ثمن الحسون في وقت تحذر فيه مجموعة من الفعاليات المدنية المهتمة بالبيئة والمجال الغابوي من أن مجموعة من أنواع الطيور أصبحت مهددة بالزوال والانقراض، يكون طائر الحسون واحدا من أبرز أنواع الطيور المغردة التي أضحى شبح الانقراض يحوم حولها، بعد أن كانت تنتشر بأعداد كبيرة في مختلف مناطق المغرب، ودرعة تافيلالت على الخصوص. وحسب المعلومات التي حصلت عليها هسبريس من بعض مربي الطيور بإقليمي تنغير وميدلت وحتى بعض المصالح الأمنية والمياه والغابات، فإن صيادي هذا النوع من الطيور يبيعونها في السوق السوداء بأثمنة تتراوح ما بين 10 دراهم و30 درهما للطائر الواحد. وأفادت المعلومات نفسها بأن مربي هذا النوع من الطيور يقومون بدورهم ببيع الطيور بعد أسابيع من شرائها من الصيادين وتربيتها بأثمنة تتراوح ما بين 150 درهما و200 درهم للطائر الواحد؛ وهو الثمن الذي يسيل لعاب الكثير من ممتهني تربية الطيور. وأشار عدد من ممتهني تجارة الطيور إلى أن أسعار طائر الحسون تختلف باختلاف الحجم والشكل والصوت وكذا باختلاف المواسم التي يتم شراؤها فيها، موضحين أن أسعارها ترتفع في فصل الربيع؛ لأنه موسم التزاوج، وتنخفض في فصل الصيف لأن الطائر وقتذاك يكون فرخا صغيرا، حسب تعبيرهم. وفي هذا الإطار، قال محمد بنسعيد، من جماعة آيت يول بإقليم تنغير، إن الإجراءات القانونية المعمول بها حاليا تجاه الموقوفين بجنح صيد وبيع الحسون غير كافية؛ وهي إجراءات تساهم في ارتفاع عدد ممتهني هذا النوع من الصيد والبيع. ووجه المتحدث ذاته، من خلال جريدة هسبريس الإلكترونية، طلبا إلى مصالح المياه والغابات والسلطة المحلية والمصالح الأمنية للقيام بدوريات منتظمة لدى مربي الطيور من أجل البحث عن هذا النوع من الطيور المغردة وإيقاف المعنيين بالأمر، وتكليف أعوان سلطة للقيام بمراقبة وتتبع خطوات الصيادين وإشعار السلطات المعنية. كيف هو شكل الحسون يعتبر الحسون من الطيور الجميلة النادرة؛ فهو صغير الحجم، ويختلف لونه باختلاف الفصول والمواسم السنوية، وغالبا يكون أصفر ساطع أو ملونا، ويتصف الحسون بأنه نشيط للغاية، حيث إنه يطير باستمرار مع القيام ببعض الحركات البهلوانية، كما يتميز بصوته العذب. وكشف عدد من المهتمين بالشأن البيئي بجهة درعة تافيلالت أن للحسون مميزات كثيرة وكبيرة؛ أهمها أنه يساهم في التوازن البيئي، بالإضافة إلى أنه يعتبر من الطيور الجميلة التي يحب الإنسان الاستمتاع بتغريداتها ومشاهدة لونه وشكله. وأوضح عبد الجليل بناصر، واحد من المهتمين بالشأن البيئي بإقليم ميدلت، أن الدولة، من خلال مصالحها المعنية، أصبحت ملزمة باتخاذ إجراءات وتدابير لوقف نزيف اندثار طائر الحسون الذهبي من وسطه الطبيعي، مشيرا إلى أن من حق الأجيال المقبلة رؤية هذا الطائر والاستمتاع بصوته وشكله، وفق تعبيره.