مغربية مسلمة تتفوق في العبرية على طلبة مغاربة يهود "" 25 في المائة من طلبة المدارس الإسرائيلية بالمغرب مسلمون منذ إنشاء المدارس الإسرائيلية المتخصصة في تعليم الأطفال المغاربه اليهود، دأبت على تخصيص نسبة 25 في المائة من المقاعد للتلاميذ المغاربة المسلمين، وذلك لخلق التعايش بين المغاربة اليهود والمسلمين. وأحياناً يحدث أن يتفوق المغاربة المسلمون على المغاربة اليهود ليس فقط في الرياضيات وغيرها من المواد، بل حتى في اللغة العبرية. فقد أعلن السفير المتجول والكاتب العام لمجلس الطائفة اليهودية بالمغرب سيرج بيرديكو أن تلميذة مغربية من الديانة الإسلامية حصلت على أعلى نقطة في اللغة العبرية بالمدرسة الإسرائيلية بالدار البيضاء قبل سنتين، فتفوقت على جميع التلاميذ المغاربة اليهود والمسلمين جميعاً، وذهب في إفتتاح ندوة " اليهودية المغربية المعاصرة ومغرب الغد " مساء أمس الخميس بالبيضاء، أن القانون لا يسمح بتجاوز نسبة 25 في المائة من المدرستين الإسرائيلتين بالبيضاء، وتدرس 250 مسلم ومسلمة من أصل 1000 تلميذ (750 مغربي يهودي). وأوضح بيرديكو، في إفتتاح الندوة التي نظمت في إطار سلسلة "المغاربة يحتفلون بتاريخهم" بمناسبة "1200 قرناً على حياة مملكة"، وأوضح بيرديكو أن إعادة الحياة إلى الطائفة اليهودية تطلب عشر سنوات، وأن إعادة الحياة لها كان يجب أن يأخذ بعين الإعتبار "الحفاظ على مغربيته" و"لا يقبل أية مساومة لهويته وقيمه". وقال إن اليهود المقيمين بالبيضاء يتوفرون على قرابة عشرين كنيس (بيعة) منها كنيس دافيد هاميليكش التي إفتتحت في العام 2002، كما يتوفر على دار للعجزة ووحدة صحية ونادي رياضي ومركز للشباب عشرة جزارات حلال وثلاث مخبزات وثلاث ممولين للحفلات، بالإضافة إلى مدارس تعليمية ومحاكم دينية. كما أحصى سيرج بيرديكو أسباب إرتباط اليهود المغاربة بالمغرب، رغم هجرة عدد كبير منهم، وحفاظهم على الهوية اليهودية المغربية أينما حلوا وهاجروا؟ وأوضح أن تاريخ اليهود بالمغرب يعود إلى قرنين من الزمن، وأن هذا التاريخ الضارب في التاريخ، يوضح الإرتباط اليهودي بأرض أجداده في المغرب. كما أوضح أن سبب هذا الارتباط "ديني"، ذلك أن الإسلام المغاربي تعامل بتسامح كبير مع اليهود طيلة إستقرارهم بهذه المنطقة، وكان لهم تاريخ مشترك، إذ تعرضا معا عام 1492 للطرد من الأندلس من قبل المسيحيين. لسبب الثالث "مؤسساتي" ذلك أن الملك محمد السادس ليس أميرا ب"المسلمين" بل أميرا ل"المؤمنين"، لذا فمن واجبه الروحي حماية اليهود، وهو ما حصل خلال تعرض اليهود لمحن، فالسلطان الحسن الأول دافع في القرن التاسع عشر بشدة على اليهود والسلطان محمد الخامس حماهم من النازية والملك الراحل الحسن الثاني، قال في العام 1989 بمدريد أن حقوق اليهود مضمونة، وأضاف "إذا كان محمد الخامس جعل منكم مواطنين، ففي دستوري جعلت منكم مواطنين كاملي المواطنة"، كما ذكر بما قاله الملك محمد السادس الذي شدد أن مسؤوليته الدينية والتاريخية والدستورية تفرض عليه حماية الأشخاص والحقوق والقيم المقدسة "لرعايانا اليهود" مثل جميع مكونات الأمة". كما استحضر التاريخ في الحديث عن دفاع اليهود عن إستقلال المغرب ثم إنخراطهم في بناء المغرب بعد الإستقلال، قبل أن يؤثر الصراع في الشرق الأوسط على ذلك فحدثت الهجرات. وقال إن "اليهود المغاربة في إسرائيل، ورغم ما كل ما يلصق من صور مغلوطة، يلعبون دورًا أساسياً في إقامة أواصر التفاهم وتهدئة النفوس"، كما تحدث عن اليهود المغاربة في العالم، فهؤلاء، حسب بيرديكو، يروجون للثقافة المغربية عبر العالم. كما أشار إلى التحولات التي يعرفها المغرب، إذ يحاول المغاربة التعرف على تاريخ بلدهم من خلال التطرق لمواضيع عن اليهود المغاربة، مقدما نموذجين من السينما "فين ماشي يا موشي" لحسن بنجلون و"وداعا أمهات" لمحمد إسماعيل. وشدد على أن لليهودية المغربية مكانتها في "مغرب الغد"، نفس النقطة تطرق لها ألبير ساسون، عضو المجلس الأعلى للجالية وعضو المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان وعضو أكاديمية المغرب، وقال ساسون إن المغرب يعيش في عالم متقلب ويحتاج إلى مواطنيه، خاصة اليهود، وأن هؤلاء يمكن أن يساعدوه كثيرًا، كل في مكانه، ووصفهم ب"حراس القبور" و"ماتريس" يرغبون في المحافظة على الهوية المغربية. ويشارك في هذه الندوة عدد كبير من اليهود المغاربة المهاجرين عبر العالم، خاصة من إسرائيل وكندا وإسبانيا وفرنسا... بالإضافة إلى مجموعة من الدبلوماسيين ورجال الفكر والعلم المغاربة من الديانة الإسلامية. ويعول المغرب كثيرًا على هذه الندوة كي تشكل هذه الجالية وسيلة ضغط لصالح مصالح المغرب الخارجية.