كشفت دراسة حديثة حول هجرة اليهود المغاربة إلى أمريكا اللاتينية أن التحالف العالمي الإسرائيلي لعب دورا مهما في تهجير أفواج من اليهود المغاربة إلى البرازيل، إلى جانب الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي عرفها المغرب خلال القرن التاسع عشر. وأوضحت الدراسة التي أعدها الأستاذ الجامعي جان جوزي فاكني، وكان مقررا أن تعرض في المؤتمر العالمي السادس والعشرين للسكان بمراكش، أن هذه المؤسسة المشتغلة بمجال التربية والتعليم، عملت على تهجير النخب اليهودية المثقفة التي تخرج من أول مدرسة يهودية في تطوان أسست سنة 1862 ، واستندت الدراسة إلى إبحاث أعدها الباحث في الشؤون اليهودية ماريو كوهين، تبرز أن 40 في المائة من المتخرجين من هذه المدارس توجهوا إلى الأراضي الإسبانية وشكلوا بعد ذلك أكبر موجة هجرة إلى أمريكا اللاتينية. ووقفت الدراسة على أوجه الاختلاف في الثقافة والتقاليد اليهودية بين الجماعات اليهودية المغربية وبين طائفة السفارديم اليهودية المستقرة في البرازيل، وسجلت ارتباط اليهود المغاربة ببلدهم وإخلاصهم للعرش العلوي. وأشارت إلى أنه بسبب ولاء الجماعات اليهودية للمغرب وللعاهل المغربي، كانت تنشب العديد من الخلافات بينهم وبين السافارديم، كما اعتبرت قضية العلاقة مع الحركة الصهيونية من أهم نقاط الخلاف بينها وبين هذه الطائفة اليهودية في البرازيل، وفسرت الدراسة قلة الارتباط بالحركة الصهيونية بالهوية المغربية التي تشكلت في ظل التعايش الذي جسده تاريخ المغرب وبالإخلاص للملكية المغربية. واستندت الدراسة في بعض معطياتها إلى البحوث التي أنجرها بعض المتخصصين أمثال بنجي، 1982 ؛ فيلار، عام ,1985 وسيغال، 1999؛ إبستين، ,1997 ,1995 ,1993 كوهين، 2005؛ ليبوفيسي، ,1992 فيلتمان، 2005).وأشارت الدراسة إلى أن الجزء الأكبر من المهاجرين من اليهود المغاربة إلى أمريكا الجنوبية جاءوا من شمال المغرب، وتحديدا من طنجة وتطوان وكذلك من أصيلة والعرائش.