مشجع البارصا المتهم بالإساة للملك تعرض للضرب ويتقاسم زنزانة مع 80 معتقلا "" قالت عائلة التلميذ ياسين بلعسل، 18 سنة أنها تعيش صدمة كبيرة على خلفية اعتقال ابنها بتهمة "الإخلال بالاحترام الواجب للملك" بعد أن حرّف شعار المملكة المغربية من (الله الوطن الملك) إلى (الله الوطن البارصا).
ويوجد التلميذ ياسين بلعسل حاليا في سجن بولمهارز بمراكش في زنزانة يتقاسمها مع قرابة 80 معتقلا، وينام أرضا كما سرقت منه ثلاث بطانيات .
وذكرت صحيفة "الجريدة الأولى" أن ياسين أبلغ والديه أن عناصر الدرك الملكي التي اعتقلته في أيت أورير أواخر رمضان الماضي عمدت إلى صفعه وركله لإجباره على الاعتراف بما نسب إليه ، كما أوهم الدركيون عائلة بلعسل أن طفلهم سيحقق معه في موضوع سرقة حدثت بالمنطقة.
وأكدت مصادر من داخل لثانوية التأهيلية أبطاح بآيت ورير أن ياسين بلعسل كان يلعب رفقة بعض أصدقائه بصباغة حائطية كتبوا بها عبارات من قبيل " كلنا ضد المدرسة" "كلنا ضد الحكومة" وعبارة " الله الوطن البارصا".
وفي سياق متصل أكد عبد الاله بنعبد السلام عضو الجمعية المغربية لحقوق الإنسان في تصريحات خاصة ل "قدس برس" أن محاكمة التلميذ ياسين بلعسل ، جرت في ظروف غاية في الاستعجال وفي غياب تام لمحامي المتهم.
وقال بنعبد السلام: "لقد تأكد لدينا أن المحكمة الابتدائية بمراكش قد قضت في ظروف استعجالية وفي غياب تام لأي محام ينوب على التلميذ ياسين بلعسل وهي محكمة نرى نحن في الجمعية المغربية لحقوق الإنسان أنها تفتقر للشرعية ولم تتوفر فيها ضمانات الحق في المحاكمة العادلة".
ودعا بنعبد السلام المسؤولين إلى تلافي هذا الأمر وإطلاق سراح التلميذ الشاب ياسين بلعسل ليتم دراسته، وقال: "نحن الآن ندرس سبل التحرك للمطالبة بإطلاق سراح هذا الشاب المغربي الذي كتب عليه أن يقضي عاما من زهرة شبابه في السجن لتهمة لم نتأكد بعد من أنه اقترفها، وحتى لو كان كتب على السبورة اسم الفريق الاسباني بدل اسم الملك، فإن ذلك لا يدخل في مبدأ الإخلال بهيبة الملك أو المس منها، نحن نعتقد أن هذه التهمة أصبحت وسيلة لخنق حرية التعبير لا أكثر ولا أقل، والمطلوب من القضاء أن لا يقع في مثل هذه الأخطاء التي تطرح سؤالا كبيرا حول حقيقة واقع الإنسان في المغرب، وتكشف هذا التناقض بين الخطاب الرسمي الذي يؤكد عزم الحكومة على احترام حقوق الإنسان وبين الممارسة التي تناقض ذلك".
ولفت الناشط الحقوقي الانتباه إلى أن تكرار مثل هذه الخروقات في مجال حقوق الإنسان تطلب خطوات إصلاحية جريئة من الحكومة لتغيير الدستور على نحو تتوفر معه استقلالية تامة للقضاء، وتعطى فيه صلاحيات كاملة للوزير الأول، وتحذف فيه الغرفة الثانية من البرلمان، بحيث يكون الدستور ملائما للمنظومة الدولية لحقوق الإنسان، وأضاف: "في الآونة الأخيرة أصبح هنالك شبه إجماع على أن القضاء تخترقه اختلالات كبيرة، حتى أن الملك نفسه أشار في خطابه الأخير أمام البرلمان إلى ذلك وطالب الحكومة باتخاذ خطوات إصلاحية"، على حد تعبيره.
من جهتها تعرضت الصحافة الإسبانية الصادرة أمس الخميس لحادثة اعتقال التلميذ ياسين بلعسل وكتب إغناثيو صيمبريرو في يومية "يل باييس" : "محمد السادس لا يقارن بالبارصا" ، وسرد صيمبريرو الذي حظي بآخر حوار مع الملك محمد السادس في يونيو 2005 واقعة اعتقال التلميذ ياسين بلعسل والظروف المزرية التي يعيشها في سجن بولمهارز بمراكش.
ومن المنتظر أن تحظى قضية التلميذ بلعسل بمؤازرة عدد من النشطاء الحقوقيين والأجانب على أمل إطلاق سراحه.