اهتمت الصحف المغاربية الصادرة اليوم الأربعاء، بالخصوص، بتراجع قيمة الدينار الجزائري، والوضع السياسي الراهن في تونس، والمنتدى رفيع المستوى حول التنمية الرعوية في منطقة الساحل، الذي احتضنته نواكشوط أمس إلى جانب ظاهرة العزوف عن الترشح لعضوية (لجنة الستين) التي ستتولى وضع دستور جديد في ليبيا وتكليف الحكومة المؤقتة لوزارة الدفاع بإدماج الثوار بالجيش الليبي. ففي الجزائر، واصلت صحف رصدها لخفض قيمة الدينار الجزائري بنسبة 20 في المائة وتطمينات بنك الجزائر بأنه رغم هذا التخفيض تبقى نسبة الصرف الحقيقية للدينار مرتفعة مقارنة بمستوى توازنها. ونقلت الصحف عن البنك المركزي أن هذا التوازن يحسب على أساسيات منها الفارق في نسبة التضخم الذي "يسجل تحسنا"، مؤكدا أن التطور الأخير لقيمة الدينار أمام الأورو مرتبط بشكل كبير بالأورو والدولار في سياق تذبذب مالي متزايد. وكتبت صحيفة (الخبر)، تحت عنوان "الدينار الجزائري من أضعف العملات العربية"، أن المراجعة الأخيرة لتسعيرة الدينار مقابل الأورو كشفت عن مستور الحكومة خلال السنوات الأخيرة، أي المخاوف من احتمال تعرض الجزائر لأزمة مالية، بعد تراجع مداخيلها من النفط وارتفاع وارداتها إلى مستويات تجاوزت الخطوط الحمراء بحوالي 60 مليار دولار هذه السنة، مقابل اقتصاد غير منتج. وقالت (الخبر) "ستعاقب الحكومة مجددا بقراراتها الطارئة التي تأتي في ظل غياب الخيارات لمواجهة الوضع السائد بين الجزائريين الذين لن يجدوا في الأسواق سوى المنتجات المستوردة بأثمان باهظة في غياب الإنتاج المحلي". ورأت الصحيفة في مراجعة تسعيرة الدينار "تأكيدا لمصداقية تخوفات محافظ بنك الجزائر الذي كان في كل مرة يوجه رسائل مشفرة لأعضاء الحكومة ينذرهم فيها بخطورة الوضع، بعد أن أصبح يتكلم عن عوامل داخلية رفعت من معدل التضخم، ناتجة عن سياسات غير مدروسة تسببت في تسجيل أرقام قياسية هذه السنة". وواصلت الصحف التونسية تناولها للوضع السياسي الحالي، والوقوف على الرهانات المنتظرة من الحوار الوطني في أفق الانتهاء من المرحلة الانتقالية والاندراج في وضع ديمقراطي طبيعي. وأشارت هذه الصحف إلى ورش اختيار رئيس الحكومة الذي من المنتظر الاعلان عن اسمه نهاية الاسبوع، مشددة على الأهمية الكاريزمية والعملية والقيادية لهذه الشخصية، بالنظر الى الاستحقاقات المطروحة على الحكومة القادمة التي ستضطلع بمهمة تفعيل العديد من الأوراش السياسية والاقتصادية والأمنية. وفي هذا السياق، وتحت عنوان "في انتظار تعيين رئيس حكومة جديد.. من هو الرجل المناسب¿"، كتبت (المغرب) في افتتاحيتها أن "الجواب هو ذلك المدرك للوضع الراهن حق إدراكه حتى يضع من الخطط ويأتي من الفعل ما ينجي. في تونس اليوم معضلتان اثنتان لا ثالث لهما: الانفلات الأمني والأزمة الاقتصادية". ومن جهتها، وتحت عنوان "من سيحكم تونس بعد الترويكا¿"، كتبت (الصباح) أن "الخلافات حول من يحكم تونس بدأت تطفو وتأكد بروز تباينات بين قادة الأحزاب ال21 أعضاء +الجلسة العامة للحوار+ وبين أعضاء المجلس التأسيسي (البرلمان) الذين يعتبرون أنفسهم السلطة الشرعية الوحيدة في البلاد". وانصب اهتمام الصحف الموريتانية على أشغال المنتدى رفيع المستوي حول التنمية الرعوية في منطقة الساحل، الذي احتضنته نواكشوط أمس الثلاثاء تحت شعار "تجاوز العقبات، بناء القدرة على التكيف في منطقة الساحل : الفرص الواعدة للتنمية الرعوية". وركزت الصحف بالأساس على دعوة الرئيس التشادي إدريس دبي، الرئيس الدوري للجنة الدائمة المشتركة لمكافحة الجفاف في الساحل، إلى خلق تحالف قوي من أجل تطوير التنمية الرعوية في الساحل التي اعتبر أنها لا تحظى بالدعم الذي تستحقه، رغم وجود آفاق تنموية واقتصادية كبيرة لا يتم استغلالها بالشكل الأمثل. كما توقفت عند كلمة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز الذي لاحظ أن التنمية الرعوية التي تشكل دعامة أساسية لاقتصاديات دول الساحل، ظلت خلال العقود الماضية تعيش على هامش التنمية في بلدان المنطقة بالرغم من مزاياها الاقتصادية والاجتماعية العديدة، ودعوته إلى العمل على رفع التحديات المطروحة في هذا المجال ووضع حد نهائي للانفصام التام بين التنمية الرعوية والاقتصاد العصري. ولم تفت الصحف الموريتانية الإشارة إلى تعهد مختار ديوب، نائب رئيس البنك الدولي لمنطقة إفريقيا، بتعاون البنك وتسخير كل جهوده بما يمكن من القضاء على الفقر في منطقة الساحل بحلول سنة 2030. وعلى صعيد آخر، أولت الصحف اهتماما خاصا للتصريح الصحفي الذي أدلى به الرئيس الموريتاني ، على هامش افتتاح المنتدى، والذي أكد فيه أن الانتخابات التشريعية والبلدية ستنظم في موعدها يوم 23 نونبر المقبل، موضحا أن قضية تأجيل الانتخابات لم تعد مطروحة على الإطلاق. وفي الشأن الليبي وبخصوص انتخابات لجنة الستين التي ستتولى اعداد الدستور الجديد، أوردت صحيفة "ليبيا الجديدة " تصريحات لرئيس المفوضية العليا للانتخابات نوري العبار تفيد بوجود "عزوف كبير عن الترشح لعضوية هذه اللجنة خصوصا من قبل الامازيغ". وقال العباري، في تصريحات نسبتها له الصحيفة، إن ما تشهده الساحة الليبية من اضطرابات في المشهد العام يؤثر بشكل او بآخر على إقبال المواطنين على الترشح مضيفا أن "هناك عزوفا كبيرا من قبل المواطنين سواء على الترشيح او الترشح". وأعرب رئيس المفوضية عن قلقه من عزوف المكون الامازيغي عن تقديم مرشحين للعملية الانتخابية، مشيرا الى انه لم يتقدم أي مرشح حتى الآن لشغل المقاعد المخصصة للامازيغ. ومواكبة لتداعيات مقاطعة عدد من اعضاء المؤتمر الوطني لأشغاله، الامر الذي تعذر معه عقد جلسة كانت مقررة امس الثلاثاء، أفادت صحيفة "فبراير" بأن المؤتمر الوطني شكل لجنة تضم عددا من أعضائه أوكلت لها مهمة التواصل والتباحث مع الأعضاء المقاطعين للجلسات ، ومع رئاسة المؤتمر . وأوردت الصحيفة تصريحا للناطق الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام عمر حميدان أعلن فيه انه تم التوصل إلى توافق مع الاعضاء المقاطعين على وضع جدول الأعمال، وآلية لتسيير الجلسة القادمة للمؤتمر. وفي الشق الأمني توقفت صحيفة "ليبيا الاخبارية" عند قرار الحكومة المؤقتة تكليف وزارة الدفاع ب"اتخاذ الإجراءات اللازمة لإدماج الثوار بالجيش الليبي ، وتسوية أوضاعهم بمنحهم الرتب العسكرية وفقا لمؤهلاتهم العلمية وفقا للتشريعات السارية". وأوضحت أن القرار الحكومي ربط إتمام عملية إدماج الثوار في الجيش الليبي بضرورة اجتيازهم للكشوفات الطبية التي تؤكد أهليتهم للعمل العسكري كما ألزم وزارة الدفاع بالتنسيق مع (لجنة إدماج الثوار) ، وإحالة ما يتم التوصل إليه لرئيس مجلس الوزراء لإحالته لرئيس المؤتمر الوطني العام القائد الأعلى للجيش الليبي لاتخاذ ما يلزم بشأنها". وارتباطا بالملف الأمني ذكرت صحيفة "ليبيا الاخبارية" أن (غرفة ثوار ليبيا ) أعلنت أن الثوار السابقين المنضوين تحت إمرتها والذين كان لهم الدور الاساسي في الاطاحة بنظام القذافي عادوا لفرض الامن في مدينة بنغازي ابتداء من يوم أمس. وأوردت الصحيفة نقلا عن بيان للغرفة أنه تم الاتفاق إثر اجتماع لقادة الثوار على "نزول قوة عسكرية وأمنية واستخباراتية من الثوار الحقيقيين الذين قاتلوا في الجبهات وأمنوا المدن إبان التحرير لتأمين المدينة".