جرى اليوم الأربعاء، توقيع اتفاقية بين المغرب والصين بشأن خطة تنفيذ "مبادرة الحزام والطريق"، التي تسعى من خلالها بكين لتحسين الترابط والتعاون على نطاق واسع يمتد عبر القارات. وشارك في حفل التوقيع الذي تم عن بُعد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ونينغ جي تشه، نائب رئيس لجنة التنمية والإصلاح في جمهورية الصين الشعبية. وتهدف هذه المبادرة لتعزيز فرص التعاون الجديدة بين الصين والدول ال140 المنضمة إلى هذه المبادرة، وتقوم هذه الأخيرة على مبدأ الحوار والشراكة والتعلم المتبادل عوض المواجهة والاصطفاف. ومنذ انطلاقها، كان المغرب أول بلد في إفريقيا ينضم إلى مبادرة "الحزام والطريق"، حيث وقع سنة 2017 على مذكرة تفاهم تسمح للمملكة بإقامة عدة شراكات في قطاعات واعدة مثل البنية التحتية، والصناعات المتطورة والتكنولوجيا. وإدراكاً منها لموقعها الجيوستراتيجي، قررت السلطات الصينية منح المغرب صفة "الدولة المحورية" في إطار مبادرة "الحزام والطريق"، وهو ما مكن المملكة من تعزيز التعاون في مجال البنية التحتية مع الصين، وجعل من المغرب وجهة مميزة للاستثمارات الصينية في إفريقيا بأكثر من 80 مشروعا رئيسيا في جميع أنحاء البلاد. وخلال كلمة ألقاها الوزير بوريطة، جرى استحضار إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين سنة 1958، إلى أن عرفت دينامية كبيرة بعد زيارة الملك محمد السادس لبكين في ماي 2016، والتي تم خلالها توقيع اتفاقية شراكة استراتيجية بين البلدين. وبحسب المعطيات التي قدمها الوزير في كلمته، فإن التجارة بين البلدين نمت بنسبة 50 في المائة في السنوات الخمسة الماضية، حيث انتقلت من 4 مليارات دولار سنة 2016 إلى 6 مليارات دولار سنة 2021. وذكر الوزير أن المغرب والصين حافظا على تعاون قوي ومتعدد الأبعاد، والذي تجلى في فترة جائحة كوفيد-19، من خلال الشراكة المتميزة في مجال الصحة والتلقيح، والتي توجت بالتوقيع على عدد من الاتفاقيات سنة 2021. وقد وقع البلدان مذكرة تعاون بشأن اللقاح المضاد لكوفيد 19 بين المغرب والمجموعة الصيدلية الوطنية للصين "سينوفارم"، ومذكرة تفاهم حول إعداد قدرات تصنيع اللقاحات بالمملكة المغربية بين المغرب وشركة "ريسيفارم". ومنذ انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح، توصل المغرب ب46.773.200 جرعة من لقاح سينوفارم ضد كوفيد -19 من إجمالي 61.365.660 جرعة توصلت بها المملكة المغربية. من جهته، استحضر نينغ جي تشه، نائب رئيس لجنة التنمية والإصلاح في جمهورية الصين الشعبية، قولا مأثورا مفاده أن "الأصدقاء من أجل نفس القضية سيجتمعون على الرغم من المسافة التي تفصل بينهما، وستكون صداقتهم أكثر ثباتا وصلابة". وذكر جي تشه في كلمة ضمن حفل التوقيع بلقاء الرحالة الصيني وانغ دايوان والرحالة المغربي ابن بطوطة قبل 600 سنة، ومنذ تلك الفترة بدأت الصداقة بين الشعبين، وقال إن مبادرة الحزام والطريق تحمل روح السلام والتعاون والانفتاح والشمول والتعلم المتبادل والمنفعة المشتركة. وبحسب المعطيات التي قدمها المسؤول الصيني، فإن الاستثمارات المباشرة الصينية في المغرب تناهز 380 مليون دولار مخصصة بالأساس للبنية التحتية والاتصالات والصيد البحري. وأشار جي تشه إلى أن "المغرب شريك مهم في مبادرة الحزام والطريق التي تحدد مجالات التعاون الثنائي، لتحقيق المزيد من الإنجازات الملموسة وضخ زخم جديد في التنمية بين البلدين وهو ما يحتاج اتصالا وثيقا وبشكل منتظم لتجاوز الصعوبات والعقبات لتحقيق الفعالية والنجاعة. كما دعا المتحدث إلى إعطاء الأولوية للمجالات الرئيسية للتعاون، منها البنية التحتية والتجارة والاستثمار والصناعة والزراعة والطاقة والتمويل والتكنولوجيا والتعليم والثقافة والرياضة والترفيه.